أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم الأحد، أنها "أجهزت" على 6 جنود إسرائيليين من مسافة صفر في منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة.
وقالت الكتائب، في بيان مقتضب عبر منصة "تلغرام" اليوم الأحد: "مجاهدو القسام يُجهزون على 6 جنود صهاينة من مسافة صفر، في منطقة جحر الديك، بعد مهاجمتهم بقذيفة مضادة للأفراد، والإطباق عليهم بالأسلحة الرشاشة".
وبينما أفاد مراسل "العربي" باندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة وجيش الاحتلال في مناطق الصفطاوي والشيخ رضوان بمدينة غزة، أعلنت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي عن إيقاع "خسائر كبيرة" في جنود الاحتلال، واستهداف آلية عسكرية بقذيفة "التاندوم" بمنطقة الصفطاوي.
إيقاع قوة إسرائيلية راجلة في كمين بغزة
ولا ينشر الجيش العدد الإجمالي لجنوده القتلى والجرحى منذ بداية العملية البرية بقطاع غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وثمة تضارب في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الحصيلة، وإن كانت بعض الصحف تقدرها بـنحو 58 قتيلًا.
ومساء السبت، قالت كتائب القسام: "تمكن مقاتلو القسام من إيقاع قوة صهيونية راجلة في كمين، وتفجير عبوة مضادة للأفراد بجنود الاحتلال جنوب غرب غزة". كما أفادت بـ"تدمير 17 آلية صهيونية كليًا أو جزئيًا في كافة محاور التوغل في قطاع غزة".
وفي سياق الاشتباكات على عدة محاور في القطاع، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد عن مقتل 3 جنود إضافيين في المعارك الدائرة في غزة، وذلك بعد ساعات من إعلانه عن مقتل جندي وضابط في القتال داخل القطاع.
وقال جيش الاحتلال في بيان، إن "الرائد احتياط ياكير بيتون (34 عامًا)، والرائد احتياط حين يهالوم (35 عامًا)، والرقيب أول راني طحان (40 عامًا)، قتلوا بالمعارك في شمالي قطاع غزة".
وكان الاحتلال قد أعلن صباح الأحد عن مقتل جنديين اثنين وإصابة جندي ثالث في معارك غزة، وهم "الرقيب بنيامين مئير أرلي (21 عامًا) من بيت شيمش، جندي في كتيبة المظليين 101، والنقيب (احتياط) روي بيبر (28 عامًا) من تسور موشيه، قائد فرقة في وحدة يالام".
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان السبت، توسيع عمليته البرية إلى حي الزيتون شرقي مدينة غزة ومنطقة جباليا شمالي القطاع، مؤكدًا استهداف قواته المتوغلة من جانب مقاتلين فلسطينيين.
ولليوم 44، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على غزة، خلّفت 12 ألف و300 شهيد فلسطيني، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلًا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
مقبرة عسكرية
في غضون ذلك، كشف مدير المقبرة العسكرية الإسرائيلية في ما يسمى بـ"جبل هرتزل" بالقدس المحتلة، ديفيد أورين باروخ، عن دفن 50 جنديًا إسرائيليًا، في وقت سابق، خلال 48 ساعة.
وقال باروخ، في بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية: "في إحدى الفترات، دفنا 50 جنديًا خلال 48 ساعة (دون تحديد تاريخ)".
وأضاف: "نمر بفترة تتم فيها كل ساعة جنازة، وأحيانًا كل ساعة ونصف"، مضيفًا: "تعين علينا فتح كمية كبيرة من القبور، وفي جبل هرتزل وحده، أحضرنا نحو 50 جثة لدفنها خلال 48 ساعة".
ووفقًا للجيش الإسرائيلي فإن 380 جنديًا وضابطًا قتلوا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث أن القسم الأكبر من هؤلاء العسكريين قتلوا في اليوم الأول من عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة في عمق مستوطنات غلاف غزة.
المقاومة تصد محاولات تقدم إسرائيلية
وفي ظل احتدام المعارك في غزة، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت بدء المرحلة الثانية من الهجوم البري على قطاع غزة، حيث تدور اشتباكات في عدد من الأحياء الشمالية والغربية والجنوبية لمدينة غزة بين المقاومة وقوات الاحتلال.
وتحت ستار كثيف من القصف الجوي والمدفعي، يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي التقدم في قطاع غزة، ضمن ما أسماه وزير الأمن الإسرائيلي، المرحلة الثانية من الحرب البرية على غزة،. والهادفة لاستئصال المقاومة.
وجاء كلام الوزير الإسرائيلي مع الإعلان عن مقتل ستة من جنوده، بينهم ثلاثة ضباط وإصابة جنود آخرين بإصابات حرجة.
وينتشر مقاتلو كتائب القسام وفصائل المقاومة الأخرى، للتصدي لأي تقدم إسرائيلي في الميدان، ويعلنون كل يوم عن تدمير آليات وقتل جنود، وآخرها إعلان عن تدمير سبعة عشرة آلية لجيش الاحتلال.
وتبث المقاومة مشاهد للتصدي تارة بقذائف مضادة للدروع وأخرى للأفراد، وتارة بعبوات ناسفة واشتباك بالأسلحة الخفيفة وسلاح القناصة.
وتحتدم المعارك في بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا وحي الزيتون وحي الشيخ رضوان، وتلك أحياء تتوزع بين شمالي مدينة غزة وعلى أطراف الأحياء الوسطى.
كما تدور اشتباكات ضارية في حي الهوا والصبرة جنوبي مدينة غزة، ورغم احتدام المعارك فقد أعلنت كتائب القسام، قصف تل أبيب برشقات صاروخية كما بثت مقطعا لإطلاق مسيرة مفخخة على تحشدات إسرائيلية شرق المنطقة الوسطى.
ورغم حديث الجيش الإسرائيلي عن تقدم منتظم في العملية العسكرية، فقد قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المقاومة لا تزال تظهر صلابة في الميدان، وأن العدوان على غزة قد يستغرق شهورًا للوصول إلى أهدافه.