أفاد مسؤول إسرائيلي بأنّ الاحتلال سحب بعض قواته من قطاع غزة في إطار التحول إلى ما وصفها بعمليات أكثر استهدافًا ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ويعيد قدرًا من جنود الاحتياط إلى الحياة المدنية لمساعدة الاقتصاد مع دخول البلاد العام الجديد الذي قد تستمر فيه الحرب لفترة طويلة.
وقال المسؤول، حسب وكالة رويترز: إن "الحرب ستستمر في القطاع الفلسطيني حتى القضاء على حماس"، مضيفًا أن بعض الألوية الخمسة المنسحبة ستستعد لاحتمال احتدام القتال على جبهة ثانية ضد حزب الله في لبنان.
3 مراحل من العدوان على غزة
ومنذ شن العدوان على غزة بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، قال مسؤولون إسرائيليون: إنهم "خططوا لشن الهجوم على ثلاث مراحل رئيسية. وتمثلت المرحلة الأولى في القصف المكثف لفتح طرق لدخول القوات البرية ودفع المدنيين إلى الإخلاء، وتمثلت الثانية في الغزو البري الذي بدأ في 27 أكتوبر.
وتابع المسؤول، الذي طلب عدم نشر هويته نظرًا لحساسية الموضوع، أن الجيش الإسرائيلي يتجه صوب المرحلة الثالثة من الحرب بعد اجتياح الدبابات والقوات في الوقت الراهن لمناطق في قطاع غزة وتأكيد سيطرته على بعض المناطق على الرغم من استمرار المقاومين الفلسطينيين في نصب الكمائن من الأنفاق والمخابئ المخفية، حسب تعبيره.
وأردف المسؤول لرويترز "سيستغرق ذلك ستة أشهر على الأقل، وسيتضمن عمليات تطهير مكثفة.. لا أحد يتحدث عن إطلاق حمام السلام من الشجاعية"، في إشارة إلى منطقة في غزة دمرها القتال، حسب قوله.
وبالإضافة إلى 1200 شخص قتلوا في عملية "طوفان الأقصى"، احتجزت حماس نحو 240 أسيرًا. وتقول إسرائيل إنها عازمة على استعادة الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في غزة وعددهم 129. وحفزت جهود الهدنة التي تتوسط فيها قطر ومصر احتمال إطلاق سراح بعضهم.
ويبدو أن هذا التحول يأتي استجابة للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، أكبر حليف لإسرائيل، لمراجعة التكتيكات وبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين، وفق رويترز.
تعزيز الاقتصاد
وكانت إسرائيل عبأت 300 ألف جندي احتياطي للحرب، أي ما يتراوح بين نحو 10 إلى 15% من قوتها العاملة. وتم تسريح البعض بسرعة، لكن مصادر حكومية قالت إن ما بين 200 ألف و250 ألف شخص ما زالوا يؤدون الخدمة العسكرية ويتغيبون عن الوظائف أو الدراسة.
وقال المسؤول: إن "اثنين من الألوية التي سيتم سحبها يتألفان من جنود احتياط، ووصف الخطوة بأنها تهدف إلى "إعادة تنشيط الاقتصاد الإسرائيلي". وذكرت وسائل إعلام محلية أن عدة فرق عسكرية منتشرة في أنحاء قطاع غزة.
وأضاف المسؤول أن بعض القوات التي انسحبت من غزة في الجنوب ستكون مستعدة للخدمة على الحدود الشمالية مع لبنان حيث يتبادل حزب الله إطلاق النار مع إسرائيل تضامنًا مع الفلسطينيين.
وكانت إسرائيل حذرت من أنه إذا لم يتراجع حزب الله فإن حربًا شاملة تلوح في الأفق في لبنان.
وقال المسؤول: "لن يُسمح للوضع على الجبهة اللبنانية بالاستمرار. إن فترة الستة أشهر القادمة هي لحظة حرجة"، مضيفًا أن إسرائيل ستنقل رسالة مماثلة إلى مبعوث أميركي يقوم برحلات مكوكية إلى بيروت.
وفي غزة، أحدث العدوان الإسرائيلي دمارًا غير مسبوق، وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد ما يقرب من 22 ألف شخص، كثير منهم من المدنيين.
ويوم السبت أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيسحب بعض جنود الاحتياط في إطار ما وصفه قائده الأعلى اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي بأنه "إعادة تشكيل" للقوات.
وقال هاليفي للجنود يوم الثلاثاء: "منذ اللحظات الأولى لهذه الحرب قلنا إنها ستستغرق وقتًا طويلًا"، وأضاف: "هل سنتمكن في نهاية المطاف من القول إنه لم يعد هناك أعداء حول دولة إسرائيل؟ أعتقد أن هذا طموح مبالغ فيه. لكننا سنحقق وضعًا أمنيًا مختلفًا - آمنًا ومستقرًا قدر الإمكان أيضًا".
وكانت إسرائيل قد أعلنت حسب معطياتها أن 174 جنديًا - كثير منهم من جنود الاحتياط - قتلوا خلال المعارك في غزة فيما قتل 9 آخرون على الحدود اللبنانية.