اقتحم العشرات من المستوطنين اليوم الإثنين، باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال، حيث اعتدت القوات الإسرائيلية على فريق عمل "العربي" والأطقم الصحفية بمحيط المسجد لمنعهم من تغطية الاقتحامات.
وأفاد مراسل "العربي" بأن قوات الاحتلال اعتقلت عددًا من المرابطين بعد إبعادهم عن باب الواد لإفساح الطريق أمام اقتحامات المستوطنين.
دعوات لشد الرحال إلى الأقصى
كما اعتلى جنود الاحتلال أسطح المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، الذي دخل المئات من المستوطنين باحاته، وسط حماية أمنية وعسكرية وصلت حد الاعتداء على عدد من الطواقم الصحافية المواكبة لتلك الانتهاكات.
بالمقابل، تتصاعد الدعوات الفلسطينية للرباط والحشد في المسجد الأقصى، وحمايته، والدفاع عنه من تلك الاقتحامات مع مخططات المستوطنين خلال موسم الأعياد اليهودية، الذي يبدأ اليوم.
ودعا نشطاء فلسطينيون إلى الحشد بالقدس، وتكثيف شد الرحال إلى المسجد الأقصى في ظل المخاطر التي تهدده خلال عيد "رأس السنة العبرية" الموافق يومي 26 و27 الشهر الحالي، حيث تعد هذه الفترة الأخطر على المسجد.
وتستغل منظمات "الهيكل" المزعوم فترة "الأعياد اليهودية" في التحريض على زيادة أعداد المقتحمين، وفرض واقع جديد فيه، من خلال "فرض الصلوات التلمودية والنفخ بالبوق، واقتحام المسجد بثياب كهنوتية بيضاء، ومحاكاة لطقوس القربان النباتية".
تصعيد إسرائيلي
وفي رسالة سابقة، أفاد مراسل "العربي" بأنّ تعزيزات واسعة لقوات الاحتلال شهدها محيط المسجد قبل أيام، مع اقتراب موسم الأعياد اليهودية، فمنع الفلسطينيين من دخول، وتم إبعاد آخرين من داخله.
تزامنت هذه الاقتحامات مع تصريحات إسرائيلية تصعيدية، إذ هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد بشن عملية عسكرية واسعة في نابلس وجنين شمالي الضفة الغربية، خلال فترة الأعياد، التي ستستمر شهرًا.
كما دفع الاحتلال بـ3 كتائب عسكرية إلى الضفة، لمواكبة فترة الأعياد اليهودية، وربما أكثر بحسب مراسل "العربي".
ويرى الصحافي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، خلدون البرغوتي، في حديث إلى "العربي"، أنّ تهديدات لابيد تأتي مع اقتراب الانتخابات النيابية ومحاولة منه تقديم نفسه كقائد عسكري في ظل انتقادات داخلية تتضمن اتهامات له بالتقصير من الناحية الأمنية.
ووفق معطيات "الشاباك"، فقد نفذ الفلسطينيون 1526 هجومًا منذ بداية العام الجاري 2022 وحتى نهاية أغسطس/ آب الماضي، ما أدى إلى مقتل 19 إسرائيليًا وإصابة 62 آخرين.
بالمقابل، اعتبر ماهر الأخرس، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خلال حديث إلى "العربي"، أن تل أبيب عليها أن تدرك بأن الاقتحامات في القدس، والانتهاكات في الضفة، ستواجه بمقاومة من الشعب الفلسطيني، و"سيُؤلم" هذا الاحتلال، بحال فكر دخول نابلس، أو جنين.
وتتصاعد حملات الاعتقال والقتل الميداني في الضفة، ولا سيما في نابلس وجنين، حيث اعتبر المتحدث باسم الخارجية الفلسطينية أحمد الديك أن ذلك يشكل امتدادًا وترجمة للانقلاب الإسرائيلي الرسمي على الاتفاقيات الموقعة، وقال في حديث إلى "العربي" إن دولة الاحتلال باتت تتصرف مع الضفة وكأنها جزء منها.