شيع مئات الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية اليوم الجمعة، جثمان شهيد فلسطيني قاصر قتله جيش الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص الحي.
وانطلق موكب تشييع جثمان الفتى عبد الله أبو حسن (16 عامًا)، من مستشفى "خليل سليمان" الحكومي بمدينة جنين (شمال) إلى مسقط رأسه في بلدة اليامون قرب المدينة.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد أبو حسن في بلدة كفر دان القريبة من اليامون إثر إصابته في البطن بالرصاص الحي".
وعلى صعيد ردود الفعل، نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين شهيدها عبد الله عماد أبو حسن، وقالت في بيان: إننا "نزف إلى جماهير شعبنا وأمتنا شهيدها المجاهد عبد الله عماد أبو حسن من بلدة اليامون، ومن مقاتلي كتيبة جنين في سرايا القدس، الذي ارتقى برصاص جنود الاحتلال خلال التصدي لاقتحام بلدة كفردان غرب جنين".
وأضافت: "جرائم الاحتلال المستمرة بحق أبناء شعبنا وانتهاك مقدساتنا لن تطفئ جذوة المقاومة، وإن هذا الدم الطاهر الممتد في كل الساحات سيكون وقودًا لجذوة الغضب والانتقام، وضريبة الانتماء لنهج الاشتباك حتى الحرية والخلاص".
من جهتها، أكدت حركة حماس في بيان أن "دماء الشهداء الأبرار لن تذهب هدرًا، وأن مقاومة شعبنا مستمرة مهما تضاعف بطش الاحتلال، ولن يقر لشعبنا قرار حتى استرداد حقوقه كاملة ودحر المحتل عن أرضنا ومقدساتنا".
من ناحيته، اعتبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح أن "عدوان جيش الاحتلال الفاشي على بلدة كفر دان غرب جنين صباح اليوم دليل على إمعان حكومة بنيامين نتنياهو العنصرية في المضي قدمًا ببرنامجها الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني".
وأضاف فتوح، في بيان، أن "عمليات الإعدام والاغتيال اليومية ومداهمة البلدات والقرى الآمنة وترويع النساء والأطفال بشكل إرهابي، هي سياسة هدفها التضييق والضغط على الفلسطينيين لإجبارهم على ترك أراضيهم، ضمن خطة حكومة اليمين الاستيطانية التي تهدف إلى الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتهويدها، التي تنفذ تحت أعين ومراقبة المجتمع الدولي".
إصابات بالرصاص والاختناق في الضفة
وتشهد الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، حالة توتر شديدة، حيث اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مدنًا وبلدات وقتل فلسطينيين، إضافة إلى استمرار عمليات هدم المنازل والاعتقالات، فيما رد فلسطينيون بعمليات إطلاق نار تركزت في القدس.
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية، أصيب ثلاثة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، اليوم الجمعة، جراء قمع قوات الاحتلال المشاركين في مسيرة قرية كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان.
وأفاد الناطق الإعلامي باسم حركة "فتح"- إقليم قلقيلية، مراد شتيوي، بأن جنود الاحتلال اقتحموا القرية وأطلقوا الرصاص الحي والمعدني صوب المواطنين ومنازلهم ما أدى لإصابة ثلاثة شبان جرى علاجهم ميدانيًا.
وفي السياق، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم مسيرة بيت دجن الأسبوعية شرق نابلس، وأطلقت قنابل الغاز السام المسيل للدموع والصوت صوب المشاركين في المسيرة التي خرجت بعد أداء صلاة الجمعة باتجاه المنطقة الشرقية.
كما شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على حاجز بيت فوريك شرق نابلس وأعاقت حركة مرور المواطنين.
إلى ذلك، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في قرية قريوت، جنوب نابلس.
وأفادت مصادر محلية لـ"وفا"، بأن عددًا من المستوطنين اقتحموا نبع مياه القرية، بحماية جنود الاحتلال، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع المواطنين الذين تصدوا للاقتحام.
إلى ذلك، أدى عشرات الآلاف صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، رغم الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أبواب ومداخل البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن نحو 50 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى، رغم تضييقات الاحتلال.