الأحد 17 نوفمبر / November 2024

واقع محفوف بالمخاطر.. أمور يجب مراعاتها عند شراء هاتف ذكي لطفلك

واقع محفوف بالمخاطر.. أمور يجب مراعاتها عند شراء هاتف ذكي لطفلك

شارك القصة

فقرة طبية من برنامج "صباح جديد" تناقش تأثيرات كورونا على استخدام الأطفال للأجهزة الذكية والتداعيات السلبية على صحتهم النفسية والجسدية (الصورة: غيتي)
حصول الطفل على هاتف ذكي خاص به أمر محفوف بالمخاطر، فما هي الخطوات التي يلزم على الأهالي مراعاتها عند شراء هاتف لأطفالهم؟

أصبح الحصول على هاتف ذكي خاص من متطلبات الأطفال الملحّة في عصرنا الحالي. غير أنه مع منحهم المزيد في الحرية الشخصية، يخاطر الأهالي بغوص أطفالهم في عالم الهواتف الذكية المحفوف بالمخاطر السيبرانية، والإدمان على الإنترنت.

وبتطوّر احتياجات أطفالنا واهتمامتهم مع تقدّمهم في السنّ، يحتاج الأهالي إلى مواكبة ذلك بانفتاح وبمزيد من المرونة، وعبر محادثات مفتوحة ومستمرة مع الأطفال؛ خاصّة أن الهدف يجب أن لا يكون مراقبة كل ما يبحثون عنه عبر الإنترنت وكل محادثة خاصة يجرونها مع الأصدقاء، بل منحهم المهارات التي يحتاجون إليها للتعامل مع المشكلات بأنفسهم، وبناء ثقة كافية بينكم حتى يعرفوا أنهم يستطيعون القدوم إليك بأي شيء أكبر.

وفي هذا الإطار، أعدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية دليلًا مهمًا للأهالي الذين يرغبون بالاستعداد للحظة حصول أطفالهم على هاتفهم الذكي الخاص.

ما هو العمر المناسب للأطفال لاستخدام الهاتف الذكي؟

على الرغم من وجود أسباب وجيهة قد تدفع الأهل إلى منح أولادهم هواتف ذكية في عمر مبكر (إذا كان يتنقّل بمفرده بين المنزل والمدرسة أو منازل الوالدين في حال الطلاق)، إلا أنه قد يكون مناسبًا للذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا.

وحتى خلال هذا العمر، فإن عدم إعطاء الأطفال الهواتف الذكية لا يمنعهم من الوصول إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وذكر موقع "بيو" للأبحاث أن 95% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 17 عامًا يبلغون عن إمكانية الوصول إلى هاتف ذكي.

وتوصي المتخصثة الاجتماعية كاثرين بيرلمان بأن العمر المناسب هو بين 10 و12 عامًا، لمن قد يقبلون بمراقبة استخدامهم وتعليمهم من شخص بالغ.

ماذا تفعل قبل منح الطفل الهاتف الخلوي؟

  • قبل إعطاء الطفل الهاتف الذكي، يجب الانتباه لبعض الأمور على غرار: اختيار الهاتف المناسب، تحديد التطبيقات الأساسية الموجودة على الهاتف، التي قد تضمّ تطبيقات الاتصال والرسائل النصية، والمكالمات الهاتفية، والبريد الإلكتروني، والتقويم، ولعبة إلكترونية، وتطبيقات تعليمية، وربما تطبيق وسائط اجتماعية واحد.
  • وضع قواعد أساسية لتعامل طفلك مع الهاتف الذكي والأوقات المسموح بها، والمواقع التي يمكن أن يستخدمها، والعواقب في حال عدم الالتزام بالقواعد.

تفعيل الرقابة على الهاتف

  • يجب تفعيل إعدادات الرقابة الأبوية على الهاتف، ولكن لا تجعلها أمرًا أساسيًا في التعامل مع طفلك، حتى لا تدفعه للبحث عن حلول القرصنة للتحايل على هذه الرقابة.
  • مع الوقت، يجب الحد من الرقابة للتأكد من ترك مساحة لطفلك للتعلم والنضوج، وبناء الثقة بين الأهل والأطفال فيما يتعلّق باستخدام الهواتف الخلوية.
  • على الآباء تحديد الوقت الذي يقضيه الأطفال على هواتفهم، ومنع أطفالهم من الوصول إلى الهاتف في الليل من أجل الحصول على نوم هانئ، وحظر القدرة على تنزيل التطبيقات من دون إذن، أو حتى حظر القدرة على الشراء من المواقع التجارية، أو حتى عمليات الشراء من داخل تطبيقات الألعاب، إضافة إلى مراقبة نشاطهم عن بُعد، وحتى الاتفاق معهم على حق الأهل في مراجعة نشاطات الهاتف من دون الرجوع إليهم.

ماذا تخبر طفلك قبل منحه الهاتف الذكي؟

  • يجب إجراء محادثات بانتظام مع الأطفال حيال استخدام الهاتف الخلوي، ومعرفة ما إذا كانت لديهم أية مخاوف، خاصة عند استخدام الإنترنت.
  • يجب شرح قواعد السلوك على الإنترنت، على غرار الحفاظ على خصوصية معلوماته الشخصية، وكيفية تجنّب تعرّضه للاحتيال الإلكتروني. ومع تقدّمهم في العمر واستخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعي، يجب الحديث معهم عن مخاطر مشاركة الصور أو المقاطع المصوّرة عبر الإنترنت.

متى يجب مراجعة سجل استخدام طفلك للهاتف الخلوي؟

يجب مراجعة سجل استخدام طفلك للهاتف، إذا لاحظت وجود تغييرات سلوكية غير مبرّرة لدى طفلك، مثل فقدان الاهتمام بالأنشطة التي اعتادوا الاستمتاع بها أو التغييرات الكبيرة في مزاجهم، ولكن عليك التنبه أيضًا إلى أن بعض التغييرات قد تطرأ بسبب أمور لا علاقة بالهاتف.

ولذلك يجب الانفتاح على تغيير طريقة إدارة علاقة الأطفال مع هواتفهم، خاصّة بعمر 15 عامًا، حيث يتوقّعون أن ما يفعلونه على هواتفهم أمر خاص، و بناء رابط ثقة معهم، حتى يلجؤوا إليك إذا ظهرت لديهم أية مشاكل.

وخلال جائحة كوفيد 19، زاد استخدام الأجهزة الإلكترونية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و10 أعوام بحوالي ساعة و23 دقيقة يوميًا، في مقابل 55 دقيقة لدى الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عامًا.

وأشار الاستشاري في الطب النفسي عبد الله أبو عدس، في حديث سابق إلى "العربي" إلى أن الرقابة الأسريّة على استعمال الأطفال والمراهقين لهذه الأجهزة تراجعت خلال فترة الجائحة، كما شكّل الأهل قدوة سيئة لأولادهم خلال تلك الفترة عندما استعملوا الأجهزة الذكية بشكل كبير.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، ترجمات
Close