الاشتباكات مستمرة.. "الدعم السريع" تستولي على المتحف القومي بالخرطوم
اندلعت اليوم السبت، اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم وبحري شمالي العاصمة، وسط استخدام المدفعية والأسلحة الثقيلة والخفيفة، بينما تمكنت قوات الدعم من السيطرة على المتحف القومي بالعاصمة.
وتسببت الاشتباكات العنيفة في انهيار منازل وهروب مجموعة من المواطنين من محيط إطلاق النار.
وفي وقت سابق اليوم السبت، أفاد الهلال الأحمر السوداني، بأن القتال المستمر في الخرطوم ودارفور أرغم المتطوعين على دفن 180 قتيلًا انتُشلت جثثهم من مناطق القتال، من دون التعرف على هوياتهم.
قوات الدعم السريع تستولي على المتحف القومي
في غضون ذلك، قالت نائبة مدير إدارة المتاحف في السودان، اليوم السبت، إن قوات الدعم السريع سيطرت على المتحف القومي في الخرطوم، مما يثير مخاوف على سلامة القطع الأثرية المهمة، بما في ذلك المومياوات، وسط الحرب الدائرة.
وأوضحت إخلاص عبد اللطيف أن عناصر من قوات الدعم السريع، التي تخوض قتالًا مع الجيش على السلطة منذ سبعة أسابيع، دخلت المتحف أمس الجمعة.
وأضافت أن العاملين بالمتحف ليسوا على علم بالوضع داخله لأنهم توقفوا عن العمل هناك بعد اندلاع الصراع فجأة في 15 أبريل/ نيسان، مما أجبر الشرطة التي تحرس المنشأة على الانسحاب.
ويقع مبنى المتحف على ضفة النيل وسط الخرطوم بالقرب من مبنى البنك المركزي في منطقة تشهد بعضًا من أعنف معارك الصراع.
ومن بين آلاف القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن مومياوات محنطة تعود إلى 2500 عام قبل الميلاد، مما يجعلها من بين أقدم القطع الأثرية في العالم وأكثرها أهمية.
ونوه حاتم النور المدير السابق للمتحف القومي، إلى أن المبنى يحتوي أيضًا على تماثيل وأواني فخارية وجداريات قديمة وكذلك قطع أثرية تعود إلى فترات مختلفة بداية من العصر الحجري إلى العصرين المسيحي والإسلامي.
تعليق المحادثات بين طرفي الصراع بالسودان
واستمر القتال الأسبوع الماضي على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار عدة مرات، بما يشمل هدنة بوساطة السعودية والولايات المتحدة اتفق عليها الجانبان وينتهي سريانها الليلة.
وبعد استمرار الاشتباكات والقصف واحتلال المباني المدنية، علقت واشنطن والرياض المحادثات وأعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على مصالح تجارية لطرفي الصراع.
وأمام ذلك، دعا مجلس الأمن الدولي مساء أمس الجمعة طرفي الصراع في السودان إلى وقف الأعمال القتالية، في ظل استمرار المعارك في العاصمة الخرطوم، بعد انهيار محادثات استهدفت الحفاظ على وقف إطلاق النار، وتخفيف أزمة إنسانية.
وأدت الحرب إلى نزوح 1.2 مليون داخليًا وفرار 400 ألف آخرين إلى دول مجاورة، مما يدفع السودان إلى حافة كارثة ويثير مخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقًا.