الأحد 17 نوفمبر / November 2024

الانتحار في العالم العربي.. أرقام "صادمة" وظاهرة "مقلقة"

الانتحار في العالم العربي.. أرقام "صادمة" وظاهرة "مقلقة"

شارك القصة

نافذة من أرشيف برنامج "صباح النور" تسلط الضوء على التدابير المطلوبة من أجل منع الانتحار (الصورة: غيتي)
تفيد أرقام منظمة الصحة العالمية بأن ما يُقدر بنحو 703000 شخص ينتحرون سنويًا من حول العالم. وقد اختير العاشر من سبتمبر يومًا للتوعية بإمكان منع الانتحار.

يضع الانتحار نقطة غير متوقعة في سيرة الأشخاص، فينهي السكون فصولها فجأة بينما تهتز حياة المحيطين.

وتنذر تقارير منظمة الصحة العالمية بمدى انتشار هذه الظاهرة، مبينة أن ما يُقدر بنحو 703000 شخص ينتحرون سنويًا من حول العالم.

وبحسب المنظمة، فإن ما يقرب من 135 شخصًا يتأثرون بنتيجة كل انتحار، بما في ذلك الحزن الشديد. وعليه، فإن 108 ملايين شخص يتأثرون سنويًا بشدة بالسلوك الانتحاري.

ولمنع الانتحار، اختارت الرابطة الدولية لمنع الانتحار بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية في عام 2003 العاشر من سبتمبر/ أيلول، ليكون في كل عام يومًا للتوعية بإمكان منع الانتحار.

الانتحار في العالم العربي

ويشهد عدد من الدول العربية زيادة ملحوظة في نسب الانتحار. وسجل العراق 772 حالة انتحار عام 2021، في ارتفاع يُقدر بنحو 100 حالة عن عام 2020. 

ووفقًا لإحصائيات قيادة الشرطة، وصلت حالات الانتحار في البصرة إلى 114 حالة عام 2021، كانت ما نسبته 77% منها بين غير المتعلمين. وعُد الذكور المنتحرون 67% من تلك الحالات.

وفي لبنان، كشف مؤتمر نظّمه البرنامج الوطني للصحة النفسية ومنظمة الصحة العالمية وجمعية "إمبرايس" بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية والمعهد العالي للأعمال، تحت عنوان "كسر الصمت حول الانتحار" أرقامًا مثيرة للقلق.

وبيّنت الإحصائيات بأن حالات الانتحار تشهد منذ عام 2016 ازديادًا مطردًا بلغت نسبته 35.5%، وبأن شخصًا واحدًا على الأقل يُقدم على الانتحار في لبنان كل 48 ساعة. 

أما مصر، التي تحتل المرتبة الأولى عربيًا من حيث عدد حالات الانتحار وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، فقد أفادت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني، بأن حالات الانتحار تزايدت في البلاد بشكل واضح خلال السنوات الماضية. 

وقالت المؤسسة إن تلك الحالات تزايدت وتيرتها لأسباب مختلفة؛ ذات طابع اقتصادي واجتماعي وسياسي.

وفي ملخص تقريرها حول حالات الانتحار في الربع الأول من عام 2022، أشارت إلى تصاعد نسب الانتحار بـ127 حالة انتحار و16 محاولة خلال الفترة "يناير ـ فبراير ـ مارس".

لمَ الانتحار؟

في إطلالة سابقة عبر "العربي" من عمان، يشير الاختصاصي في الطب النفسي فلاح التميمي، إلى وجود مفاهيم خاطئة حول الانتحار، من حيث وجود عوامل تقف خلفه بمعزل عن الأسباب والدوافع.

ففيما يذكر بوجود مجموعة من العوامل والضغوط الحياتية النفسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، يشير إلى أن طبيعة تعامل الشخص مع هذه الضغوط هي السبب الرئيس في زيادة خطورة الانتحار عند هذا الشخص أو ذاك.

ويقدم البطالة على سبيل المثال، فيذكر بأنها تطال شريحة من المجتمع، وبالنظر إلى نسبة كل من العاطلين عن العمل ومن يقدمون على الانتحار، نجد أنها ليست سببًا للانتحار، بل قد تكون عاملًا ضاغطًا عند بعض الأشخاص.

ويشرح أن هؤلاء قد يصل بهم الأمر عند التفكير إلى حد اليأس أو القنوط، وقد يقررون بنتيجة أفكارهم السلبية اللجوء إلى سلوك عدواني تجاه أنفسهم فيعمدون إلى الانتحار.

ويوضح أن الانتحار قد يكون في جانب منه بسبب الأمراض النفسية، وأشهرها مرض الاكتئاب ومرض اضطراب المزاج ثنائي القطبين، والهوس الاكتئابي، وكذلك الإدمان، بالإضافة إلى عوامل كثيرة أخرى.

منع الانتحار وردعه 

بغرض الحد من انتشار ظاهرة الانتحار في المجتمعات العربية، يعمد مشرعون إلى تشديد القوانين وتجريم الانتحار عبر زيادة العقوبات على من يحاول إنهاء حياته.

وفي هذا الصدد، صوّت البرلمان الأردني على تعديل على قانون العقوبات يقضي بمعاقبة من يفشل في الانتحار بالسجن وبدفع غرامة مالية.

وفي مصر، طالب النائب أحمد مهنى عبر مقترح قانون بفرض عقوبة على من يفشل في الانتحار؛ هي الإيداع في أحد المصحات التي تنشأ لهذا الغرض. أما عند معاودة المحاولة، فبدفع غرامة مالية.

من جانبها، تقدم منظمة الصحة العالمية مجموعة من التدابير، من بينها ما أوصت به تحت نهج "عِش الحياة"، الذي وضعته بغرض الوقاية من الانتحار.

وتتحدث عن تدخلات ثبتت فعاليتها بالأدلة؛ من بينها تقييد الوصول إلى وسائل الانتحار، وتعزيز مهارات الحياة الاجتماعية والعاطفية لدى المراهقين، والتعرف مبكرًا على من يظهرون سلوكيات انتحارية وتقييم حالتهم وإدارتها ومتابعتها.

وتخصّ المنظمة وسائل الإعلام بدور في هذا المجال، من خلال التواصل معها لعرض مواد إعلامية "مسؤولة" بشأن الانتحار.

وتشدد المنظمة على أهمية التنسيق والتعاون بين قطاعات متعددة من المجتمع في جهود الوقاية من الانتحار؛ بما في ذلك قطاعات التعليم والعدل والسياسة والإعلام.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close