الجمعة 13 Sep / September 2024

الانقلابيون يوجهون التهم لفرنسا.. إكواس: ندعم الحل الدبلوماسي بالنيجر

الانقلابيون يوجهون التهم لفرنسا.. إكواس: ندعم الحل الدبلوماسي بالنيجر

شارك القصة

مراسل "العربي" في موسكو ومتابعة لسعي روسيا لتقليل نفوذ فرنسا وأميركا في النيجر (الصورة: غيتي)
زارت مساعدة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند الإثنين نيامي حيث التقت ممثلين للانقلابيين في اجتماع غاب عنه رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني.

قدّمت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الأولوية للدبلوماسية في البحث عن تسوية للأزمة في النيجر، مع الإبقاء على تهديدها بالتدخل عسكريًا من أجل "إعادة الانتظام الدستوري"، عشية انعقاد قمة إقليمية حول هذا الموضوع الخميس.

وأوضحت "إكواس" في بيان ليل الثلاثاء الأربعاء أنها تواصل "اتخاذ كل التدابير الضرورية لضمان عودة الانتظام الدستوري إلى النيجر" مع إعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه بعد الانقلاب الذي أطاحه في 26 يوليو/ تموز.

وبازوم محتجز في الإقامة الجبرية في المقر الرئاسي في نيامي وهو بصحة جيدة بحسب المقربين منه.

واستمرت حملات توقيف شخصيات عدة ووزراء من حكومته، وآخرهم الثلاثاء ابن سفيرة النيجر في فرنسا عائشة بولاما كانيه التي رفضت التخلي عن منصبها رغم أوامر العسكريين الانقلابيين.

في السياق نفسه، اتهم المجلس العسكري بالنيجر قوات فرنسية بتنفيذ مخطط لزعزعة استقرار البلاد، وقال إن طائرة فرنسية انتهكت المجال الجوي الذي أغلقه المجلس العسكري.

"الدبلوماسية أفضل سبيل"

ومساء الثلاثاء، أكد رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى حاليًا رئاسة إكواس أن الدبلوماسية تبقى "أفضل سبيل" يمكن اتباعه، بدون استبعاد تدخل عسكري، وفق ما أفاد المتحدث باسمه أجوري نغيلالي، مشددًا على أن المنظمة "لم تستبعد أي خيار".

وأعلن تينوبو موقفه مساء الأحد مع انتهاء مهلة من سبعة أيام حددتها المنظمة في 30 تموز/ يوليو للانقلابيين الذين استولوا على السلطة في نيامي.

والخميس، تعقد الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا قمة في أبوجا عاصمة نيجيريا، لتقييم الوضع في ظل عدم استجابة الانقلابيين لعروض الحوار.

ولم يتمكن وفد مشترك يضم ممثّلين لإكواس والأمم المتحدة والاتّحاد الإفريقي من زيارة نيامي الثلاثاء، إذ ألغت السلطات العسكرية في النيجر مهمتها لأسباب تتعلق "بالأمن في ظل أجواء التهديد بشن عدوان على النيجر".

وأفاد العسكريون بأن "السياق الحالي من غضب السكّان واستيائهم بعد العقوبات التي فرضتها إكواس لا يسمح باستقبال الوفد المذكور في أجواء هادئة وآمنة".

وأعلنت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في النيجر، الثلاثاء أنها تدعم "جهود دول المنطقة لإعادة الديمقراطية".

بلنينكن تحدث مع بازوم 

كذلك سعت الولايات المتحدة، شريكة فرنسا في محاربة الجماعات الجهادية الناشطة في هذا البلد الغني باليورانيوم وفي قسم كبير من منطقة الساحل، إلى الحوار.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد كشف في وقت سابق من الأربعاء على منصة إكس أنه تحدث إلى بازوم "للتعبير عن جهودنا المتواصلة بحثًا عن حل سلمي للأزمة الدستورية الحالية".

والثلاثاء، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قائلًا: "ما زال لدينا أمل، لكننا أيضًا واقعيون جدًا" بالنسبة إلى فرص نجاح المسار الدبلوماسي، معتبرًا أنه "من المؤسف تمامًا" إرجاء زيارة وفد إكواس.

وزارت مساعدة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند الإثنين نيامي حيث التقت ممثلين للانقلابيين في اجتماع غاب عنه رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني.

وأقرّت بأنّ المحادثات "كانت في منتهى الصراحة واتّسمت أحيانا بالصعوبة".

تضارب المواقف الدولية

وتشهد علاقات قادة نيامي الجدد توتّرًا مع الدول الغربية ومعظم الدول الإفريقية التي دانت الانقلاب، إلّا أنّ مالي وبوركينا فاسو اللتين يقودهما أيضًا عسكريون استولوا على السلطة بالقوة عامي 2020 و2022 على التوالي، تبديان تضامنهما مع النيجر.

ووجّه البلدان الثلاثاء رسالتين مشتركتين إلى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، شدّدا فيهما على ضرورة اضطلاع الهيئتين بـ"المسؤولية" في منع "أي تدخل عسكري ضد النيجر"، ومحذرين من تداعيات "أمنية وإنسانية لا يمكن التنبؤ بها".

إلى ذلك، أفاد مراسل "العربي" في موسكو بأن الموقف الروسي ثابت ضد أي تدخل خارجي في النيجر.

وأشار مراسلنا سعد خلف إلى أن الخارجية الروسية تدعم جهود الإكواس الرامية لاستعادة النظام الدستوري في النيجر، "لكن على أن يتم ذلك عبر الحوار".

وأضاف مراسلنا أن موسكو انتقدت زيارة مساعدة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند إلى نيامي، وقارنتها بزيارتها لأوكرانيا في ديسمبر/ كانون الأول 2013 حين كانت هناك احتجاجات شعبية شديدة في كييف.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close