منح البرلمان اللبناني، مساء الإثنين، الثقة لحكومة نجيب ميقاتي الجديدة بموافقة 85 نائبًا من إجمالي 100 حضروا جلسة التصويت.
جاء ذلك خلال جلسة عُقدت في قصر "الأونيسكو" غربي العاصمة بيروت لمناقشة البيان الوزاري للحكومة.
وكان من المفترض أن تبدأ الجلسة عند الساعة الحادية عشرة صباحًا بالتوقيت المحلي، لكنها تأخرت نحو 40 دقيقة، جراء انقطاع التيار الكهربائي.
وخلال تلاوة ميقاتي للبيان الوزاري، قاطعه رئيس البرلمن نبيه برّي طالبًا منه الاختصار لكسب الوقت خشية انقطاع التيار الكهربائي مجددًا.
استئناف المحادثات مع صندوق النقد ضرورة
وأكد ميقاتي بعد الجلسة أن استئناف المحادثات مع صندوق النقد الدولي ضرورة لإخراج البلاد من أزمتها المالية.
وقال: "بدأنا مع صندوق النقد الدولي... هذا ليس خيارًا نحن مضطرون أن نمر بهذا الخيار".
كما شدد رئيس الوزراء على أهمية إعادة هيكلة القطاع المصرفي.
وقبل التصويت على الثقة، قال ميقاتي لدى إلقاء البيان الوزاري أمام النواب: إن "حكومة معًا للإنقاذ" (شعار أطلقته على نفسها عقب تشكيلها) تشكلت بمهمة إنقاذية، ونحن نتطلع إلى ترجمة أهدافنا المشتركة في إنقاذ لبنان وحماية اللبنانيين وحفظ كرامتهم وإنهاء معاناتهم اليومية".
وأعرب عن تطلع حكومته "لتصحيح الرواتب والأجور في القطاع العام بمُسمياته كافة في ضوء دراسة تعدّها وزارة المالية".
ولفت إلى أن الحكومة تعمل على إنجاز الموازنة العامة لعام 2022 مع التشديد على تضمينها بنودًا إصلاحية تتناول المالية العامة.
وأضاف أن "الحكومة ستسعى لاستعادة الثقة الداخلية والخارجية بالمؤسسات اللبنانية ووقف الانهيار وبدء عملية التعافي والنهوض".
وأشار إلى التزام الحكومة بإجراء الانتخابات النيابيّة في موعدها (في مايو/أيار المقبل) وإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية والدعم المطلق للقوى الأمنية والجيش.
ملف مرفأ بيروت
وفيما يتعلق بكارثة انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020، أبدى ميقاتي "حرص الحكومة على استكمال كُل التحقيقات لتحديد أسباب هذه الكارثة وكشف الحقيقة كاملةً ومُعاقبة جميع المُرتكبين لها".
ولفت إلى أن الحكومة "ستسعى لإعادة الإعمار بعد انفجار 4 أغسطس/آب، كما أننا مع التحقيق المحايد والصحيح للوصول إلى الحقيقة الكاملة".
وأكد أنه سيعمل "جاهدًا على تحديد الحدود البحرية للبلاد بلا تخوين ولا مزايدات".
وشدد ميقاتي على ضرورة تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية الشقيقة والدول الأوروبية، إضافة لمتابعة العمل على عودة النازحين السوريين (عددهم 1.5 مليون تقريبًا).
وجاءت ولادة حكومة ميقاتي، المؤلفة من 24 عضوًا بينهم امرأة واحدة، في العاشر من الشهر الحالي بعد 13 شهرًا على استقالة الحكومة السابقة برئاسة حسان دياب، إثر انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020.
وفشلت محاولتان سابقتان لتشكيل حكومة على وقع خلافات حادة بين الفرقاء السياسيين، على الرغم من ضغوط مارسها المجتمع الدولي الذي يشترط تشكيل حكومة تسير قدمًا في تطبيق إصلاحات مقابل حصول لبنان على دعم مادي.
ومنذ نحو عامين، تعصف بلبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه، حيث تسببت بانهيار مالي ومعيشي وارتفاع معدلات الفقر، وشح الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، لعدم توفر النقد الأجنبي اللازم لاستيرادها.