الثلاثاء 10 Sep / September 2024

الترميم توقف.. إرث العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس عرضة للاندثار

الترميم توقف.. إرث العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس عرضة للاندثار

شارك القصة

"صباح جديد" يضيء على إرث العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس وتعرّضه للاندثار في ظل توقف عمليات الترميم (الصورة: تويتر)
يُعد العلامة عبد الحميد بن باديس صاحب النظرة الإصلاحية للمجتمع الجزائري، لكن رغم ما قدمه للبلاد، فإن إرثه المادي على غرار بيته الذي وُلد فيه يتعرّض للإهمال.

تروي أزقة السويقة في ولاية قسنطينة شرقي الجزائر حكاية رائد الحركة الإصلاحية في البلاد عبد الحميد بن باديس، الذي يُعبتر من المؤسسين الأوائل لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

ورغم ما قدمه للبلاد، إلا أن إرثه المادي على غرار بيته الذي وُلد فيه يتعرّض للإهمال، بعدما شهد عمليات ترميم خجولة توقفت منذ سنوات.

المنزل انطلقت أشغال ترميمه وتوقفت في العام ذاته، تزامنًا مع احتضان قسنطينة تظاهرة الثقافة العربية عام 2015.

ويقول المهتمون بإرث بن باديس إنه يستحق أكثر مما آل إليه.

ويشير عبد العزيز فيلالي، رئيس جمعية عبد الحميد بن باديس، إلى أن الجزائر قدمت الكثير لكنها لم تلق الحظوة الكاملة.

ويضيف: "نحن في مؤسسة الشيخ عبد الحميد بن باديس عملنا على تجديد بعض الأفكار".

من هو عبد الحميد بن باديس؟ 

وُلد بن باديس، الذي يوصف بالنابغة الديني والسياسي، عام 1889. ويُعد الرجل صاحب النظرة الإصلاحية الشاملة للمجتمع الجزائري، حيث حارب الفقر والجهل والاستعمار بالعلم والدين والإصلاح. 

عن عمر 13 عامًا أمّ المساجد، وانتقل في عمر الثلاثين ناهلًا للعلم بين تونس والحجاز. وأسس مجلة "المنتقد"، لكن إدارة الاستعمار أوقفتها بعد 18 عددًا لرؤيتها التوعوية. 

تقول حدة حزام، مديرة جريدة الفجر الجزائرية، إن "الجزائر حافظت على فكر عبد الحميد بن باديس، حيث يتم تدريس فكره من الصفوف الابتدائية وحتى الثانوي، وفي تخصصات جامعية.

وتردف: "ندرس أدبه ونحتفل بيوم العلم، لكن أهم ما قدمه للجزائر هو أنه قدم الأجيال التي احتضنت في ما بعد الثورة".

إلى ذلك، تعرّض عبد الحميد بن باديس لمحاولة اغتيال أمام بيته من قبل بعض الطرقيين، الذين حاربهم في خطاباته الدعوية.

آمن باكرًا بأن تحرير العقل والفكر يأتي أولًا، فكان الحاضنة الأساسية لأفكار الثورة والتحرر التي عرفتها الجزائر لاحقًا.

توفي رائد الحركة الإصلاحية في الجزائر في 16 أبريل/ نيسان 1940 عن عمر يناهز 51 سنة. 

ورسّمت الجزائر في عهد الرئيس الراحل هواري بو مدين هذا التاريخ يومًا وطنيًا للعلم، في محاولة لإحيائه فكريًا وعلميًا واستذكار نضاله من أجل الوطن.

"قسنطينة تذخر بالعديد من المعالم"

ويلفت الأستاذ الجامعي المتخصص في التاريخ الحديث والمعاصر أحمد صاري، إلى أن قسنطينة تذخر بالعديد من المعالم التاريخية التي تمتد إلى أقدم العصور؛ ومنها معالم ظهرت في عهد النوميديين والرومان وفي العهد الإسلامي ثم في العهد العثماني.

ويشرح في حديثه إلى "العربي" من قسنطينة، أن من بين هذه المعالم التاريخية بعض المعالم التي صمدت في وجه تشويهات الاستعمار الفرنسي، ومنها ما يتعلق بالحركة الإصلاحية والشيخ عبد الحميد بن باديس.

ويعدد من بين هذه المعالم المنزل الذي وُلد فيه بن باديس في السويقة، ومعالم أخرى كان لها دور في النهضة الإصلاحية في الفترة الاستعمارية، ولا سيما المطبعة الإسلامية التي أُسست سنة 1925 من قبل بن باديس وبعض الأعيان آنذاك.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close