أعلنت الجزائر أنها ستعيد النظر في علاقاتها مع المغرب، متّهمة إياه بتقديم الدعم مع إسرائيل لجماعتين جزائريتين تعتبر السلطات أنهما ضالعتان في الحرائق المميتة التي اجتاحت البلاد.
كما قرّر المجلس الأعلى للأمن في الجزائر عقب اجتماع استثنائي، تكثيف المراقبة الأمنية على حدودها مع المغرب.
واتهمت الجزائر "جماعتي ماك ورشاد الإرهابيتين المدعومتين من المغرب وحليفتها إسرائيل" بالضلوع في الحرائق التي اجتاحت البلاد.
ويأتي التصعيد بعد مرور أقل من ثلاثة أسابيع على دعوة وجّهها ملك المغرب للقيادة الجزائرية إلى فتح الحدود بين البلدين والعمل على بناء علاقات ثنائية.
كما أن العلاقات ملغّمة بالصراع على الصحراء. فالمغرب مصرّ على استعادة سيادته على الصحراء والقضاء على أمل استقلالها. في المقابل فإن الجزائر متهمة بدعم جبهة البوليساريو التي تطمح لنيل اعتراف دولي باستقلال الصحراء.
وكانت آخر حلقة من التوتر بين البلدين هي عودة زعيم البوليساريو إلى الجزائر بعد رحلة علاجية في إسبانيا.
وامتد دخان الحرائق التي اشتعلت في الجزائر من ملف العلاقات المغربية-الجزائرية الملبّدة منذ عقود.
الوردي: المغرب لا يدعم "الماك" و"رشاد"
وقال أستاذ العلوم السياسية والقانون العام عباس الوردي: إن الاتهام الجزائري يجب أن يكون مبنيًا على دليل. واعتبر أن الحرائق تجتاح العالم ومن بينها المغرب.
ونفى الوردي في حديث إلى "العربي" من الرباط ما يقال عن دعم مغربي لحركتي "الماك" و"رشاد"، متّهمًا الجزائر بدعم "كيان وهمي" في إشارة إلى جبهة البوليساريو.
حرائق الجزائر مفتعلة
من جهته قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر رضوان بو هيدل: "إن الاتهام الجزائري ليس مبنيًا من فراغ".
وأضاف بو هيدل في حديث إلى "العربي" من الجزائر، أن حرائق الجزائر مفتعلة وهدفها إشعال الفتنة في البلاد، مشيرًا إلى أنه تمّ إلقاء القبض على بعض مفتعلي الحرائق.
واعتبر بو هيدل أن المغرب بارتباطه الجديد القديم مع إسرائيل أفقد السلطات صوابها، وبات المغرب يتّخبط بقرارات عشوائية.