الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

التغير المناخي في الأردن يكبد المزارعين خسائر باهظة

التغير المناخي في الأردن يكبد المزارعين خسائر باهظة

شارك القصة

نتج عن التغيرات المناخية في الأردن انخفاض كبير في مخزون المياه الجوفية ونسب الأسطح المائية، مما أدّى إلى اختلال واضح في الدورات الزراعية.

يشهد الأردن كغيره من دول العالم تغيّرًا ملحوظًا في المناخ من خلال ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة صيفًا، وتأخّر موسم الشتاء مع تراجع نسبة هطول الأمطار.

ونتج عن التغيرات المناخية في الأردن انخفاض كبير في مخزون المياه الجوفية ونسب الأسطح المائية، مما أدّى إلى اختلال واضح في الدورات الزراعية، وتغيّر في مواقيتها السنوية.

وفي هذا السياق، يقول المزارع وبائع الخضار من إربد إبراهيم الظاهر: "كنا ننتظر موسم الصيف كل عام، لكن هذا العام  جاء قويًا، مضيفًا: "كنا نبيع حوالي نصف طن، لكن هذا العام لم نبع سوى 50 كيلوغرام".

وتشتهر أرياف الأردن الشمالية بالمزروعات الصيفية لا سيما البطيخ والخيار والقثاء، إضافة إلى الكوسى واليقطين واللوبياء والبامية، حيث كانت الأكثر تأثرًا جراء ارتفاع درجات الحرارة.

ويقول أكرم طه وهو مزارع من إربد: "كل عام نزرع المحاصيل الصيفية التي تعتمد على مياه الأمطار"، مشيرًا إلى نقص كميات الأمطار، بالإضافة إلى دور الشمس في ارتفاع درجة الحرارة التي جففت "الربة".

وأدى تراجع الموسم المطري الأخير عن سابقه بنسبة 60%، إلى تراجع المخزون المائي في الأردن رغم دفع الحكومة المزارعين إلى تبني إجراءات التخفيف من آثار هذه الظاهرة.

مخاطر تهدد المحاصيل الزراعية في الأردن

وفي هذا الإطار، يوضح مساعد الأمين العام للثروة النباتية محمود الربيع أن للحكومة الأردنية خططًا طويلة الأمد في عملية مواجهة التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن ما حصل هذا العام هو بسبب حدة التأثير الكبير على القطاع الزراعي والمائي بشكل عام.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من عمّان، إلى أن نسبة التخزين في السدود المائية الأساسية في الأردن وصلت إلى 165 مليون متر مكعب، ما يمثل 40% من الطاقة الاستيعابية لهذه السدود.

ويلفت الربيع إلى أن التأثير الأخطر كان خلال فصل الشتاء، بحيث أدى استمرار ارتفاع درجات الحرارة إلى تداخل المواسم، مشيرًا إلى 3 مواسم زراعية في وادي الأردن تبدأ من شهر 10 لبداية 11، وتستمر لنهاية شهر أبريل/ نيسان، مضيفًا "أن هذا العام بدأت جميع المواسم بالإنتاج، مما أدى إلى انهيار حاد في أسعار المنتجات الزراعية المنتجة في الأغوار".

ويضيف أن انخفاض نسبة الأمطار أثرت أيضًا على الأراضي الزراعية، حيث وصلت في بعض المناطق إلى ما بين 30-40%، مشيرًا إلى أنه لم يتم حصد أي من الحبوب الصيفية ولا سيما القمح والشعير في مناطق وسط وجنوب الأردن.

ويردف أن المحاصيل الصيفية أيضًا تأثرت بشكل حاد بسبب الانحباس الحراري، وتكبد المزارعين خسائر كبيرة.

ويذكر أن وزارة الزراعة تعمل على مواجهة الجفاف قبل حدوثه، من خلال إنشاء وسائل الحصاد المائي من السدود المائية والحوافر في المناطق الصحراوية، بهدف توفير المياه خلال فصل الصيف.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close