لا يعد المشي مجرد نشاط بدني بسيط، بل هو تمرين تبيّن علميًا أنه يعود بالفائدة على صحتكم الجسدية والعقلية على حد سواء.
فسواء كنتم بعمر الشباب أو تعملون لساعات طويلة أو حتى متقاعدين، فإن المشي هو تمرين يمكنكم المواظبة عليه طوال حياتكم، بغض النظر عن أعماركم.
فما هي فوائد المشي المتعددة؟
1- تحسين صحة القلب والأوعية الدموية: يرفع المشي معدل ضربات القلب، ويجعلكن تتنفسون بشكل أسرع، مما يمنحكم فوائد التمرين الهوائي المعتدل إنما مع تجنب الضغط الذي يقع على المفاصل عند الركض.
ومع مرور الوقت، يحسن المشي من لياقة القلب والأوعية الدموية ويخفض معدل ضربات القلب أثناء الراحة، كما أنه يعود بفوائد واسعة النطاق على جسمكم بأكمله، بما في ذلك تحسين الدورة الدموية.
2- ضبط مستوى السكر في الدم: للمساعدة في إدارة مستويات السكر في الدم، يمكنكم المشي بعد تناول الطعام.
فبعد تناول أي وجبة، يرتفع مستوى السكر في الدم ويقوم البنكرياس بإطلاق الأنسولين لخفضه، بينما المشي لمدة 5 دقائق فقط يمكن أن يساعدكم في التخفيف من معدل ارتفاع السكر في الدم.
لكن من المهم أن تحافظوا في هذا الإطار على وتيرة سير سريعة وفق ما كشف تقرير لصحيفة "تليغراف" البريطانية، على الرغم من أن القيام بأي حركة يعدّ مفيدًا.
ويوصى الأطباء بالمشي بمعدل 100 إلى 130 خطوة في الدقيقة لتحقيق أكبر فائدة صحية، حيث أظهرت الأبحاث أن المشي بمعدل 125 خطوة في الدقيقة يمنحكم نفس الفوائد البدنية للركض الخفيف، ولكن من دون التأثير على مفاصلكم.
3- تحسين كثافة العظام: عند المشي بطريقة صحيحة، فإنكم تشغلون العضلات على طول الجزء الخلفي من جسمكم (السلسلة الخلفية)، مثل الألوية وأوتار الركبة والعجول.
هذه العضلات، تساعد على تقوية العظام وتحسين كثافتها، مما يقلل من خطر الإصابة بالكسور وهشاشة العظام.
4- تحسين الصحة العقلية: أظهرت الدراسات أن المشي حتى ولو لفترات قصيرة، يعزز المزاج بشكل عام، وذلك لأن المشي يحفز الجهاز العصبي الباراسيمبثاوي، هو الجهاز المسئول عن استجابة الراحة والهضم عندما يسترخي الجسم أو يرتاح أو يتغذى.
كذلك، يحفز المشي اللوزة الدماغية أي جزء من الجهاز العصبي الذي يتحكم في عواطفنا، ويمكن أن يساعد هذا المزيج في خفض مستوى التوتر والقلق في الجسم.
وعند المشي بجوار المياه، مثل الأنهار أو السواحل أو الشلالات، أو تحت المطر، ستتعرضون بشكل خاص للأيونات السالبة في الهواء وهي جزيئات مشحونة كهربائيًا يمكن أن تتكون من أشعة الشمس والماء والطبيعة.
ويُظهر الأشخاص الذين يتعرضون لها باستمرار صحة عقلية أفضل، بالإضافة إلى تسجيلهم مستويات ضغط دم أفضل.
فتوصي الأبحاث بأن المشي بمعدل 120 ضربة في الدقيقة يرتبط بشعور أكبر بالسعادة، كما أن مجرد تمضية الوقت في الهواء الطلق بشكل عام يمكن أن يساعدكم في إدارة مستويات الكورتيزول.
5- حماية الدماغ: أظهرت الدراسات أيضًا أن الأشخاص الذين يمشون أكثر ينامون بشكل أفضل، وهو أمر حيوي لحماية الوظيفة الإدراكية.
فعندما ننام، يبدأ نظام إدارة المخلفات في دماغنا بالعمل، حيث يزيل السموم التي تراكمت خلال اليوم والتي يحتاج التخلص منها.
في هذا الإطار، كشفت فحوصات الدماغ للنساء في سن اليأس اللاتي مارسن تمرينًا معتدلًا، والذي يشمل المشي السريع، عن وجود المزيد من المادة الرمادية "الجيدة" المطلوبة للذاكرة والإدراك، مقارنة بالنساء اللاتي كن يمارسن تمارين عالية الكثافة أو لم يمارسن أي تمرين على الإطلاق.
ويُعتقد أن هذا يرجع إلى سهولة المشي واستدامته، مما يسمح للنساء الحفاظ على هذا النوع من التمارين.
6- الشعور بالشباب: قد تنفقون مبالغ طائلة على العناية بالوجه أو التدليك، ورغم ذلك إذا كنتم تعانون من صعوبة في المشي بشكل جيد، فستبدون أكبر من سنكم الحقيقي.
إذ يمكن أن تؤدي المواظبة على المشي، إلى إعطاء وهم بصري بأنكم أصغر سنًا وأطول قامة، فعندما تمشون وترفعون رأسكم وتستقيمون بوضعية ظهركم، فتتحسن وضعيتكم وتصبحون أكثر استقامة على المدى الطويل.
7 - فقدان الوزن: المشي قابل للتطبيق بالنسبة لمعظم الناس، لذلك فهو طريقة بسيطة لإضافة المزيد من النشاط إلى يومك، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يكافحون لإيجاد وقت لممارسة الرياضة.
فيمكن للأشخاص الذين يمشون بطريقة صحيحة أن ينقصوا وزنهم وعدة سنتمترات من محيط خصرهم في غضون أسابيع.
كما يمكنهم تغيير شكل جسمهم، حيث تصبح عضلاتهم أكثر تماسكًا وقوة ما يؤدي بدوره إلى تعزيز الثقة بالنفس.