تحشد باكستان جميع الوسائل المتاحة لإنقاذ ملايين المتضرّرين من أسوأ فيضانات تشهدها البلاد على الإطلاق والتي أغرقت ثلث مساحة البلاد وأودت بحياة 1191 شخصًا وجرفت محاصيل زراعية أساسية وألحقت أضرارًا بأكثر من مليون منزل.
ويواجه المتضررون مخاطر صحية وتهديدات بانتشار أمراض تنتقل عبر المياه مثل الملاريا وحمى الضنك، وفق ما حذرت منظمة الصحة العالمية في بيان نُشر الثلاثاء
وبعد الفيضانات، يعاني سكان قرية في جنوب باكستان من انتشار الملاريا وحمى الضنك والكوليرا وينتظر العشرات أمام عيادة تديرها منظمة إنسانية لكي يعاينهم طبيب.
أمراض جلدية
وتضرّرت بلدة بهامبرو الواقعة في مقاطعة فقيرة في إقليم السند بسبب فيضانات سببتها أمطار موسمية دمّرت أكثر من مليون مسكن وبنى تحتية رئيسية ولاسيما صحية.
وغمرت المياه أراضٍ زراعية تحيط بالمنطقة. وغرقت طرقات البلدة نفسها في المياه والوحول والنفايات العضوية والحطام، ما يشكل ظروفًا مواتية لانتشار الملاريا والكوليرا والأمراض الجلدية مثل الجرب.
وأكد سجّاد ميمون، أحد الأطباء في عيادة تديرها منظمة "الخدمات"، الثلاثاء أنّ "الأمراض الجلدية مشكلة أساسية هنا، بسبب المياه الراكدة ونقص النظافة".
ويستخدم الطبيب إضاءة هاتفه المحمول لمعاينة المرضى الذين يعاني أغلبهم من القشور والاحمرار. ووصل عدد كبير منهم إلى العيادة عبر السير حفاةً في مياه قذرة.
فقر وخدمات صحية محدودة
وأكد الطبيب عبد العزيز المسؤول عن عيادات "الخدمات" في المنطقة لوكالة "فرانس برس" أن الجرب والالتهابات الفطرية في تزايد.
ويظهر الجرب غالبًا في الدول التي تتمتع بمناخ حار واستوائي وخصوصًا حيث الاختلاط وعدم الاستقرار، ويؤدي إلى حكة شديدة وفق منظمة الصحة العالمية.
كما أكد ميمون أن عددًا كبيرًا من المرضى الذين قصدوا العيادة لا يملكون المال لشراء حذاء.
ويعد إقليم السند أحد أكثر المناطق تضررًا بسبب الفيضانات حيث اضطر عدد من القرويين إلى مغادرة أرضهم في محاولة لكسب لقمة عيشهم في المدن وإيجاد مأوى وطعام ومياه للشرب ومساعدة طبية.
وتزداد المخاطر الصحية في مناطق مثل بهامبرو حيث الخدمات الصحية محدودة جدًا، أو في المخيمات المكتظة التي أنشئت على عجل لاستقبال المتضرّرين.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن "الأوبئة التي تطال باكستان حاليًا مثل الإسهال الحاد وحمى الضنك والملاريا وشلل الأطفال وكوفيد-19، تفاقمت خصوصًا في المخيمات وحيث تضرّرت البنى التحتية للمياه والصرف الصحي".
وطالت الفيضانات، التي وصفها رئيس حكومة البلاد شهباز شريف بأنها "أسوأ فيضانات في تاريخ باكستان"، أكثر من 33 مليون شخص، وتقدر الحكومة التي أعلنت التعبئة العامة أن باكستان بحاجة إلى أكثر من عشرة مليارات دولار، لإصلاح وإعادة بناء البنى التحتية، وخصوصًا الاتصالات والطرقات والزراعة.