الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الحرب تتصاعد.. زيلينسكي يأمل استقبال شولتس وتسلم أسلحة ألمانية ثقيلة

الحرب تتصاعد.. زيلينسكي يأمل استقبال شولتس وتسلم أسلحة ألمانية ثقيلة

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش تطورات الحرب الروسية على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
تعتبر أوكرانيا أنّ دعم ألمانيا لها خجول جدًا، لكن المستشار أشار إلى تقدم برلين للتوصل إلى "مناقشة توريد الأسلحة الثقيلة"، بعدما كانت ترفض ذلك.

مع دخول الهجوم الروسي يومه الـ49 ضد أوكرانيا، وغياب بوادر الحل ووقف الحرب، لا تزال كييف تأمل وصول المزيد من الأسلحة من المعسكر الأوروبي لصد الهجوم.

وفي هذا الإطار، أكد أوليكسيتش أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، أن الأخير يأمل بشدة أن يزور المستشار الألماني أولاف شولتس كييف، إذ يتوقع منه تسليم أسلحة ثقيلة لبلاده على الفور.

وفي حديث لقناة "تسي دي أف" الألمانية العامة، قال أريستوفيتش: إنّ "رئيسنا ينتظر المستشار حتى يتمكن من إتخاذ قرارات عملية على الفور، بما في ذلك تسليم أسلحة".

وأضاف أريستوفيتش أن مصير ماريوبول والسكان في شرق البلاد خصوصًا "يعتمد على الأسلحة الألمانية التي يمكننا الحصول عليها"، لكنها لا تصل.

وتأتي هذه الدعوة العاجلة والمتجددة على خلفية توترات بين ألمانيا وأوكرانيا، بعد رفض الرئيس زيلينسكي الثلاثاء، استقبال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي أراد الذهاب إلى كييف مع وفود من بولندا ودول البلطيق.

وفي الأسبوع الأخير من مارس/ آذار الماضي، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن المزيد من صواريخ ستريلا في طريقها إلى أوكرانيا بعد تأخيرات في عمليات التسليم.

وصواريخ ستريلا، هي نظام صاروخي أرض-جو خفيف الوزن محمول على الكتف، سوفياتي الصنع، وهو مصمم لاستهداف الطائرات والمروحيات على ارتفاعات منخفضة، مع توجيه سلبي بالأشعة تحت الحمراء ورأس حربي شديد الانفجار.

وتأتي صواريخ ستريلا من مخزونات جيش ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة. وقد ألحقت بالجيش الوطني بعد إعادة توحيد ألمانيا في 1990، لكن الهجوم الروسي على أوكرانيا، دفع برلين إلى مخالفة غير مسبوقة لسياستها في عدم إرسال أسلحة إلى مناطق الصراع.

واعتبرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية أنها "إهانة غير مجدية"، تسببت في مفاجأة واستياء في ألمانيا، وليس فقط في صفوف الاشتراكيين الديمقراطيين، أي حزب شتاينماير.

ويتعرض الرئيس الألماني، الذي يُعتبر منصبه فخريًا إلى حد كبير، لانتقادات بسبب دبلوماسيته للتقارب مع روسيا عندما كان وزير خارجية في حكومة أنغيلا ميركل، وأقر بالذنب مؤخرًا، معترفًا بأنه ارتكب "أخطاء" في ذلك الوقت.

وتعتبر أوكرانيا أنّ دعم ألمانيا لها خجول جدًا بشكل عام، لكن أشار المستشار إلى تقدم برلين للتوصل إلى "مناقشة توريد الأسلحة الثقيلة"، بعدما كانت ترفض ذلك.

ما طبيعة الأسلحة؟

وتُسلم ألمانيا حاليًا أسلحة دفاعية إلى أوكرانيا، لكن يتعرض أولاف شولتس لضغوط منذ عدة أيام، حتى ضمن أغلبيته، لإعطاء الضوء الأخضر لإرسال معدات هجومية، ولا سيما مركبات مدرعة.

ودعا وزيرا الخارجية والاقتصاد وهما من كبار المسؤولين البيئيين في الحكومة، المستشار إلى اتخاذ قرار لصالح هذه التسليمات، بينما تكرر وزيرة الدفاع الاشتراكية الديمقراطية أن احتياطيات الجيش الألماني استنفدت.

من جهتها، دعت رئيسة لجنة الدفاع في البوندستاغ (البرلمان الألماني) والعضو في حزب الليبراليين حلفاء شولتس في الحكومة ماري-أغنيس شتراك-زيمرمان المستشار مرة أخرى إلى التصرف "كقائد" في مقابلة مع صحيفة دي فيلت اليومية. لكن تسليم المعدات العسكرية الثقيلة لا يزال يواجه مقاومة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

وأشار النائب جو وينغارتن إلى خطر "الانجرار تدريجيًا إلى الحرب". وتساءل في حديث لصحيفة "دي فيلت": "هل من الواقعي هزم روسيا في أوكرانيا بدبابات ألمانية؟".

ويعتقد آخرون أنه يمكن اتخاذ مثل هذا القرار في حال حصول تصعيد روسي جديد، لا سيما الاستخدام المحتمل لأسلحة كيميائية.

وبعد فتح تحقيق بارتكاب روسيا "جرائم حرب" في أوكرانيا واتهامها بارتكاب "إبادة جماعية" في مدينة بوتشا، عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن قلقه من أن تستخدم روسيا أسلحة كيميائية.

وترى أوكرانيا الأمور بشكل مختلف، وهو أن الوقت يداهمها لأنه "في كل دقيقة لا تأتي فيها دبابة، يموت أطفالنا ويغتصبون ويقتلون"، وفق أريستوفيتش.

ويؤكد أنّ السلطات الألمانية "رأت الصور الرهيبة" للصراع، التي تُذكر بتدمير برلين عام 1945، على حد قوله، لافتًا إلى أن ما يفعله الجيش الروسي في أوكرانيا "ليس مختلفًا".

وإلى الآن، تبدو المفاوضات بين كييف وموسكو، من دون جدوى، إذ أكد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك أنها صعبة جدًا لكنها مستمرة.

وقال بودولياك ردًا على تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، عن أن محادثات السلام بين البلدين وصلت إلى طريق مسدود: "روسيا تحاول الضغط على المحادثات ببياناتها العلنية، غير أن المفاوضات مستمرة على مستوى مجموعات العمل الفرعية".

وكان بوتين أشار إلى أن "عدم تجانس مواقف" المفاوضين الأوكرانيين يحول دون التوصل إلى اتفاق بين كييف وموسكو لإنهاء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وتصرّ روسيا على مواصلة العملية العسكرية التي بدأتها فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، على أكثر من جبهة أوكرانية، وحاليًا هناك توجس من شن موسكو هجومًا عسكريًا كبيرًا في الشرق الأوكراني، ضمن عمليتها العسكرية المستمرة منذ 49 يومًا. 

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close