Skip to main content

الحرب على غزة.. ما هو سلاح إسرائيل المفضل لقتل المدنيين؟

الأحد 9 يونيو 2024
تمّ العثور على قنبلة غير منفجرة من طراز GBU-39 في مدينة غزة - نيويورك تايمز

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن خبراء أسلحة قولهم إنّ إسرائيل زادت من استخدام القنابل الأميركية الموجّهة من طراز "جي بي يو-39" (GBU-39) في الغارات الجوية على غزة منذ بداية العام الجاري مقارنة بالأيام الأولى للحرب، والتي أسفرت عن استشهاد الآلاف من الفلسطينيين.

وأضاف الخبراء أنّ هذا النوع من القنابل الموجّهة الصغيرة نسبيًا والتي تزن الواحدة منها 250 رطلًا، تُلحق خسائر جسيمة بالمدنيين. ويبلغ مدى هذه القنابل 40 ميلًا على الأقل، ويتم توجيهها بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، مع إحداثيات لأهداف مُحدّدة يتمّ تحديدها قبل إطلاق الأسلحة.

وفي هذا الإطار، قال بريان كاستنر خبير الأسلحة في منظمة العفو الدولية للصحيفة: "استخدام سلاح أصغر، أو استخدام سلاح موجّه بدقة، لا يعني أنّك لا تقتل المدنيين، ولا يعني أنّ جميع ضرباتك أصبحت فجأة مشروعة".

في الشهر الماضي، تمّ العثور على قنبلة "جي بي يو 39" غير منفجرة في مدرسة في جباليا في شمال قطاع غزة. كما ظهرت الزعنفة الخلفية المميزة لنفس النوع من القنبلة في موقع غارة أخرى على مدرسة في النصيرات، أسفرت عن استشهاد 30 فلسطينيًا على الأقل.

وقال محللون إنّ بقايا لنفس النوع من القنابل ظهرت خارج المنازل السكنية التي تعرضت لضربات جوية إسرائيلية مميتة في رفح في أبريل/ نيسان الماضي، وفي مدينة غزة في مارس/ آذار الماضي، وفي تل السلطان في يناير/ كانون الثاني الماضي.

ووفقًا للخبراء، لا تُمثّل هذه الأمثلة على استخدام إسرائيل لقنابل "جي بي يو 39"، سوى جزء بسيط من عشرات الآلاف من الغارات الجوية باستخدام مجموعة متنوّعة من الأسلحة.

لكنّ العديد من المحللين أوضحوا أنّ الحطام الذي تمّ العثور عليه في أعقاب الغارات الجوية وطلبات تجديد المخزون الإسرائيلي، تُشير إلى أنّ إسرائيل كثّفت بوضوح استخدامها لقنبلة "GBU-39".

وفي هذا السياق، أوضح رايان بروبست، المحلل العسكري في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات للصحيفة، أنّ تحوّل إسرائيل نحو الاستخدام المكثّف لهذه القنابل بدأ في يناير/ كانون الثاني أو فبراير/ شباط الماضي.

بدوره، قال كاستنر: "لقد شهدنا الكثير من خردة GBU-39 في الأشهر القليلة الماضية"، مضيفًا أنّ محقّقي منظمة العفو الدولية لا يزالون يرون أدلة على وجود ذخائر كبيرة على غرار قنابل "مارك-80" التي يصل وزنها إلى 2000 رطل، وتم إطلاقها على مناطق مكتظة بالسكان في وقت مبكر من الحرب.

وتقول إسرائيل إن جيشها وحده هو من يملك قائمة دقيقة بعدد المرات والأماكن التي استخدَم فيها قنابل "جي بي يو-39" منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

متى استخدمت إسرائيل "جي بي يو 39" لأول مرة؟

لكن أحد الخبراء أكد أنّ أول استخدام إسرائيلي معروف لقنابل "GBU-39" في الحرب الحالية كان في 24 أكتوبر في خانيونس، حيث تم قصف منزلين لعائلتين بأربع قنابل.

وفي يناير/ كانون الثاني، قصفت إسرائيل الطابقين العلويين من مبنى سكني مكوّن من خمسة طوابق في رفح، ما أدى إلى استشهاد 18 فلسطينيًا بينهم أربع نساء و10 أطفال، وفقًا لتحقيق أجرته منظمة العفو الدولية.

وخلص التقرير إلى أنّ إسرائيل استخدمت قنبلة "جي بي يو-39" في هذا الهجوم.

ومنذ عام 2008، تستخدم إسرائيل قنابل "GBU-39" في غاراتها على غزة وسوريا ولبنان. ويقول الخبراء إنّ هذا النوع من القنابل دقيق للغاية، بحيث يمكنه ضرب غرف محددة داخل المباني.

وسلّمت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 9550 قنبلة من طراز "جي بي يو 39" إلى إسرائيل منذ عام 2012، بما في ذلك ألف منها تمّ شحنها في الخريف الماضي، وفقًا لبيانات من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، الذي يتتبّع عمليات نقل الأسلحة.

ورجّح بروبست أنّه تمّ شحن المزيد من هذه القنابل منذ ذلك الحين.

من جهته، قال جينزن جونز، مدير وكالة "خدمات أبحاث التسلّح" للصحيفة، إنّ  معظم الطائرات الحربية يمكنها أن تحمل 8 قنابل "جي بي يو 39" في وقت واحد، وتوجيهَ كل منها بشكل مستقل إلى أهداف مختلفة.

ومع ذلك، أوضح جونز أنّه فيما يتعلّق بالحدّ من الخسائر في صفوف المدنيين، فان قنبلة "جي بي يو 39 ليست حلًا سحريًا"، مشيرة إلى أنّها قد تكون صغيرة الحجم مقارنة بالقنابل الجوية الأخرى، لكنّها  لا تزال تتمتع بقوة تدميرية  كبيرة".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة