دخل الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان أسبوعه الرابع، على وقع استمرار الاشتباكات العنيفة في أحياء عدة من العاصمة الخرطوم، رغم الهدنة الإنسانية المعلنة.
ولم تحرز مفاوضات وقف إطلاق النار بين الطرفين المنعقدة في مدينة جدة"تقدمًا كبيرًا"، على ما أفاد دبلوماسي سعودي اليوم الإثنين، ما يضعف الآمال في التوصل لوقف سريع للاقتتال.
وأوضح المصدر نفسه لوكالة "فرانس برس" أن "وقفًا دائمًا لإطلاق النار ليس مطروحًا على الطاولة، لافتًا إلى أن كل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة".
استمرار المعارك في السودان
وتحلق طائرات تابعة للجيش السوداني فوق أجزاء واسعة من العاصمة، كما دوت إنفجارات عنيفة في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم، وحي الوبورات في منطقة الخرطوم البحري.
أما في جنوب مدينة الأُبيض وسط ولاية شمال كردفان، فقد أدت الاشتباكات بين قوة تابعة للدعم السريع وأحد المكونات الاجتماعية في المدينة إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة آخرين.
وتتسبب تلك المعارك المندلعة منذ منتصف الشهر الماضي، بتفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد، إذ أعلنت نقابة الأطباء في السودان ارتفاع عدد القتلى إلى 479، والمصابين إلى أكثر من 2500.
كما أفادت النقابة أن جميع المستشفيات والمرافق الصحية في مدينة الجنينة غربي البلاد توقفت عن العمل.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت بدورها خروج نحو 60% من المستشفيات في الخرطوم عن الخدمة. وقال المدير الإقليمي للمنظمة إن السودان بحاجة لأكثر من مليار ونصف مليار دولار أميركي، لمواجهة الوضع الصحي الذي بات كارثيًا.
وباتت البلاد على شفا المجاعة بسبب تردي الأوضاع الإنسانية، حيث يعاني الآلاف من الأطفال نقصًا حاد في التغذية، وسط شح في المواد الغذائية، والوقود، والسيولة بسبب إقفال المصارف. فيما تستمر عمليات النزوح لآلاف المدنيين السودانيين.
بيان الخارجية السعودية حول محادثات السودان
يأتي ذلك فيما أعلنت السعودية، استمرار المحادثات بين طرفي الصراع في مدينة جدة للوصول إلى "وقف فعال لوقف إطلاق النار".
وأفادت الخارجية السعودية في بيان أن "ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بدأوا محادثات تمهيدية في جدة يوم السبت".
وأضاف البيان: "استمرت المحادثات، الأحد، وستستمر خلال الأيام التالية على أمل الوصول إلى وقف فعال ومؤقت لإطلاق النار حتى يمكن إيصال المعونات الإنسانية لمن هم بحاجة إليها".
ووفق البيان، "حثت السعودية والولايات المتحدة الطرفين على الانخراط في المحادثات بهدف تحقيق وقف فعال قصير المدى لإطلاق النار والعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الطارئة، ووضع جدول زمني لمفاوضات موسعة للوصول لوقف دائم للأعمال العدائية".
المساعدات الإنسانية أولًا
وأكد الطرفان وفق البيان "تحملهما مسؤولية رفع المعاناة عن الشعب بما يتضمن الوصول لاتفاق على الإجراءات الأمنية لتيسير وصول المساعدات الإنسانية العاجلة، واستعادة الخدمات الضرورية لمن هم في حاجة لها".
وقالت الخارجية السعودية، أيضًا إن "الطرفين شرعا في مراجعة إعلان الالتزام بحماية المدنيين، واحترام العمل الإنساني في السودان ومناقشة الإجراءات الأمنية التي عليهما اتخاذها من أجل تسهيل وصول المساعدات".
وحثت السعودية الطرفين على "احترام وقف إطلاق النار القائم حاليًا، والامتناع عن أي أعمال استفزازية على الأرض للحفاظ على مناخ إيجابي للمحادثات التمهيدية الحالية".
