الجمعة 13 Sep / September 2024

"الدعم السريع" تهاجم بارا شمالي كردفان.. ما الأهمية الإستراتيجية للمدينة؟

"الدعم السريع" تهاجم بارا شمالي كردفان.. ما الأهمية الإستراتيجية للمدينة؟

شارك القصة

فقرة ضمن "الأخيرة" تسلط الضوء على الأهمية الإستراتيجية لمدينة بارا شمال كردفان (الصورة: غيتي)
أفاد سكان من مدينة بارا في ولاية شمال كردفان أن قوات الدعم السريع هاجمت المدنية والبنوك والمنشآت الحكومية، وارتكبت أعمال سلب ونهب.

هاجمت قوات الدعم السريع مدينة بارا في ولاية شمال كردفان الجمعة، حيث ارتكبت أعمال "سلب ونهب" للبنوك والمنشآت الحكومية، حسبما أفاد شهود عيان وكالة "فرانس برس".

وأفاد سكان من بارا التي تبعد 50 كيلومترًا شمال شرق مدينة الأُبيض عاصمة الولاية، أن "(قوات) الدعم السريع تهاجم مدينة بارا وتهاجم البنوك والمنشآت الحكومية".

وترجع الأهمية الاستراتيجية لمدينة الأُبيض إلى أنها تضم العديد من مستودعات تخزين المواد الغذائية والمساعدات الطبية لمنظمات الإغاثة، لا سيما تلك التابعة للأمم المتحدة، فضلًا عن مطار المدينة الذي يكتسي أهمية لوجستية.

يشهد السودان منذ 15 أبريل/ نيسان معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدى النزاع إلى مقتل أكثر من 2800 شخص ونزوح أكثر من 2,8 مليون شخص لجأ من بينهم أكثر من 600 ألف إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصًا إلى مصر شمالاً وتشاد غربًا.

وتتركز المعارك في العاصمة الخرطوم ومناطق قريبة منها، بالإضافة إلى إقليم دارفور، حيث حذّرت الأمم المتحدة من أن ما يشهده قد يرقى إلى "جرائم ضد الإنسانية" والنزاع فيه يتّخذ أكثر فأكثر أبعاداً عرقية.

ما أهمية المعارك في بارا والأُبيّض؟

وفي هذا الإطار، يشير الكاتب الصحافي مزمل أبو القاسم، إلى أن قوات الدعم السريع حاولت مرارًا وتكرارًا منذ بداية الحرب أن تسيطر على مدينة الأٌبيّض بموقعها الإستراتيجي، لأنها تستند إلى مطار دولي كانت تريد أن تتخذ من المدينة قاعدة لتلقي الدعم اللوجستي والتعزيزات العسكرية حتى من الخارج، لكنها فشلت في مسعاها مع أنها تحركت بقوات كبيرة لمحاصرة المدينة والمطار قبل يومين من بداية الحرب.

وفي حديث لـ"العربي" من استديوهات لوسيل، يضيف أبو القاسم أنه يوجد في الأبيض حامية كبيرة من أعرق حاميات الجيش السوداني ويطلق عليها اسم "الهجانة"، حيث تصدت لهجمات الدعم السريع، وأحبطت مساعيها للسيطرة على المدينة.

ويضيف أنه بعد ذلك توجهت قوات الدعم السريع شمالًا بحوالي 50 كيلومترًا لمدينة صغيرة اسمها بارا، حيث لا توجد فيها قوات عسكرية، ودخلت إليها وأجرت عمليات سلب ونهب وتعدت على البنوك والأسواق والمؤسسات الاقتصادية كافة.

ويردف أبو القاسم أن قوات الدعم السريع في غرب السودان تعاني من مشاكل لوجستية واقتصادية منذ بداية الحرب، لذلك كررت ما فعلته بالخرطوم بالتعدي على البنوك تحديدًا وعلى الأسواق كي تتمكن من أخذ الأموال والطعام للاستمرار في القتال.

ويلفت إلى تواصل المعارك في الخرطوم بقصف جوي مكثف، مشيرًا إلى أن الجيش السوداني حصل على دعم نوعي خلال الأيام الماضية بطائرات مسيرة، أعانته على مواصلة قصف قوات الدعم السريع الأمر الذي أوقع بها خسائر فادحة.

وبين أبو القاسم أنه حتى الآن لا توجد ملامح لحرب أهلية في السودان، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع تحاول أن توسع رقعة المعارك كي تزيد الضغط الشعبي على الجيش السوداني.

وفيما تسعى الإيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لجمع البرهان وحميد في أديس أبابا، يوضح أن البرهان أعلن عن اعتذاره عن اللقاء، مضيفًا أن موقفه لم يكن مفاجئًا، لأن الحكومة السودانية أعلنت ابتداء اعتراضها على المبادرة التي تبنتها الإيغاد ووصفتها بأنها غير متوازنة، واحتجت على رئاسة الرئيس الكيني على اللجنة الرباعية التي كلفتها الإيغاد بوضع حل للأزمة، كما احتجت أيضًا على التسريبات التي تحدثت عن خطة وضعها الرئيس الكيني وقدمها للجنة الرباعية، وطلبت إسناد رئاسة اللجنة لرئيس جنوب السودان.

ويلفت أبو القاسم إلى أن السودان ممثلًا في نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار اعتبر أن تلك الخطة تسلب السودان سيادته على اعتبار أنها تنص على إخلاء العاصمة السودان من المظاهر المسلحة وإخراج قوات الجيش.

وفيما يشير إلى أن المبادرة الأميركية السعودية، قطعت شوطًا في إحداث اختراقات بسيطة، يلفت أبو القاسم إلى أن مشكلة الدعم السريع أنها فقدت القياد المركزية، وانتشرت في أرجاء واسعة من ولاية الخرطوم وأصبح من الصعب السيطرة عليها الأمر الذي جعلها تفشل في تنفيذ ما عليها من التزامات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close