كشفت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن الصراع في السودان يتخذ منحى عرقيًا في دارفور، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الأشخاص الذي فرّوا من القتال إلى الخارج 560 ألفًا، كما اقترب عدد النازحين في الداخل من مليوني شخص.
وتشعر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بقلق كبير إزاء الاحتياجات الإنسانية المتزايدة للأشخاص المتضررين من الأزمة في السودان، حيث يستمر عدد النازحين في الارتفاع ولا يزال إيصال المساعدات محدودًا بشدة بسبب انعدام الأمن، فضلًا عن عدم القدرة على إيصالها والافتقار للتمويل.
وقال مساعد المفوّض السامي لشؤون العمليات رؤوق مازو للصحافيين في جنيف، إنّ "560 ألف شخص خلال ما يزيد قليلًا عن شهرين هو عدد هائل".
"الأمر في غاية الصعوبة"
وأضاف المسؤول الأممي أن "العبء الذي يمثله اللاجئون الذين يصلون إلى البلدان المجاورة يمكن أن يخيف الحكومات في بعض الحالات. لذلك يجب علينا دائمًا تذكير بلدان اللجوء ونطلب منها الاستمرار في إبقاء حدودها مفتوحة، ولكن يجب علينا أيضًا التأكد من أن لديها الوسائل لتوفير احتياجات المساعدة الإنسانية وفي بعض الأحيان للتنمية أيضًا".
ويتواصل القتال في السودان منذ 15 أبريل/ نيسان منذ ذلك الحين، كما يستعر في جزء كبير من دارفور، المنطقة الواسعة في الغرب السوداني التي لا ينفك اللاجئون يفرّون منها والتي عانت من الحرب الأهلية في العقد الأول من القرن الحالي.
الخارجية الأميركية تدين انتهاكات حقوق الإنسان و"العنف المروع" في #السودان#أميركا pic.twitter.com/5TcUFqPwND
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 16, 2023
وأوضح مازو أنه "ربما يكون الوضع في دارفور هو أكثر ما يقلقنا"، موضحًا أن عددًا متزايدًا من اللاجئين الفارين إلى تشاد "يصلون مصابين بجروح".
وأضاف: "هناك اشتداد للصراع في دارفور. البعد العرقي الذي لاحظناه في الماضي، للأسف، يعود". وتابع "اليوم نشهد اتساعًا وازدياد حدّة الصراعات".
ووصف مازو الوصول للاجئين في تشاد بأنه "أمر في غاية الصعوبة"، لأن موسم هطول الأمطار زاد من صعوبة الوصول إلى اللاجئين ونقلهم من الحدود إلى مخيمات أكثر أمانًا.
وقدّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى الآن، أن هذه الاشتباكات الدامية ستُسفر عن مليون لاجئ في ستة أشهر.
إلا أن مازو قال: "لسوء الحظ، بالنظر إلى الاتجاهات والوضع في دارفور، من المحتمل أننا تجاوزنا المليون" نازح.