استنكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سقوط قذائف إسرائيلية قرب مكتبها في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، ما ألحق أضرارًا به، في ظل مواصلة إسرائيل عدوانها على القطاع لليوم الـ260، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
وقالت اللجنة في بيان: إن "مقذوفات من العيار الثقيل سقطت على بعد أمتار قليلة من مكتب ومقر سكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر غربيّ رفح بعد ظهر الجمعة".
وأضافت: "الضربة ألحقت أضرارًا مادية بمكتبنا المحاط بمئات المدنيين النازحين الذين يعيشون في الخيام، بمن فيهم العديد من زملائنا الفلسطينيين وأسرهم".
ولفتت إلى أن "هذا الحادث تسبب في تدفق أعداد كبيرة من الضحايا إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني في المنطقة، حيث استقبل على الأقل 22 قتيلًا و45 جريحًا، مع وجود تقارير عن وقوع إصابات إضافية".
وحذّرت اللجنة من أن "إطلاق النار بشكل شديد الخطورة بمحاذاة المنشآت الإنسانية المعلومة المواقع من أطراف النزاع، والتي تحمل شارة الصليب الأحمر بوضوح جليّ يعرّض حياة المدنيين وطواقم الصليب الأحمر للخطر".
وأشارت إلى أن "هذا الحادث الأمني الخطير يأتي تباعًا لعدة حوادث أخرى وقعت خلال الأيام الأخيرة؛ ففي وقت سابق أصابت عدة رصاصات مقرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
واستنكرت اللجنة بـ"أشد العبارات هذه الحوادث التي تعرّض حياة العاملين في المجال الإنساني والمدنيين للخطر".
وأكدت أنه "بموجب القانون الإنساني الدولي، يتعين على أطراف النزاع اتخاذ جميع التدابير الممكنة لتجنب أذيّة المدنيين والإضرار بالأعيان المدنية، بما فيها المرافق الإنسانية".
"المجاعة تقترب بشكل سريع في محافظتي غزة والشمال"
في غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة: إن إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة في قطاع غزة مسؤولة عن استعادة النظام العام والسلامة في الأراضي الفلسطينية حتى يتسنى توصيل المساعدات الإنسانية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الجمعة: إن هناك "انعدمًا تامًا للأمن" في غزة حيث حذرت الأمم المتحدة من مجاعة تطل بوجهها على السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وشدّد غوتيريش في حديث للصحفيين على أن معظم الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية داخل غزة "تتعرض الآن للنهب"، وأن إسرائيل منعت الأمم المتحدة من استخدام الشرطة المدنية الفلسطينية لتأمين المساعدات.
ومضى يقول: "هناك فوضى تامة في غزة ولا توجد سلطة في معظم القطاع".
من جهته، أكد الناطق باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تيسير محيسن أن المجاعة تقترب بشكل سريع في محافظتي غزة والشمال، مطالبًا المجتمع الدولي بإلزام الاحتلال بفتح المعابر وإدخال المساعدات.
وأشار في حديث للتلفزيون العربي إلى أن لا سلع في محافظتي غزة والشمال.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من أكتوبر /تشرين الأول 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 37,431 فلسطينيًا، وإصابة 85,653 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
ونوه غوتيريش إلى مواجهة الأمم المتحدة صعوبة شديدة في التوزيع داخل غزة، وأردف قائلًا: "يتعين أن تكون هناك آلية تكفل توافر الحد الأدنى من القانون والنظام الذي يسمح بإجراء هذا التوزيع"
وتابع الأمين الأممي قائلًا: "لهذا من الضروري جدًا وقف إطلاق النار حتى يتحقق التنظيم الملائم وتنفيذ خطة لهذا الغرض".
دعوة لتسهيل الوصول الآمن للمساعدات إلى غزة
وكان الجيش الإسرائيلي، زعم يوم الأحد الفائت، أنه سيطبق وقفًا يوميًا لهجماته خلال النهار على طول الطريق الرئيسي في جنوب غزة الذي تستخدمه الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة للوصول إلى معبر كرم أبو سالم من إسرائيل.
لكن المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق قال إنه إلى جانب القتال بين إسرائيل وحماس، فإن خطر الجريمة "يمنع فعليًا وصول المساعدات الإنسانية" إلى المناطق الحيوية، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم.
وأضاف حق: "باعتبارها القوة المحتلة، يتعين على السلطات الإسرائيلية استعادة النظام العام والسلامة قدر الإمكان وتسهيل الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية حتى تصل المساعدة إلى المدنيين المحتاجين".