الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

"الطاقة الذرية" تواصل الحوار مع إيران.. ما أهمية زيارة غروسي إلى أصفهان؟

"الطاقة الذرية" تواصل الحوار مع إيران.. ما أهمية زيارة غروسي إلى أصفهان؟

شارك القصة

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي - رويترز
لم يحدد غروسي الخطوات التي نوقشت في زيارته لأصفهان، لكنه قال إنها تتضمن تخصيب اليورانيوم والوصول إلى المنشآت الإيرانية.

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أمس الثلاثاء، بعد عودته من زيارة لإيران، أن طهران والوكالة ستواصلان محادثات بهدف إنهاء الجمود بشأن قضايا عديدة معلقة بين الطرفين، وأن عليهما إبرام اتفاق بشأن حزمة إجراءات لحلها "قريبًا".

وتواجه الوكالة مجموعة من الصعوبات في إيران، منها عدم تنفيذ طهران سوى قسم صغير مما يرى غروسي أنها ملتزمة به في "بيان مشترك" أصدراه في مارس/ آذار 2023 بشأن التعاون المستقبلي، وتوقفت الخطوات الملموسة القليلة التي اتخذنها طهران في يونيو/ حزيران من العام الماضي.

وتجري إيران عمليات لتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، والتي تقترب لنسبة 90% المستخدمة في تصنيع الأسلحة. وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

وكالة الطاقة الذرية ستواصل الحوار مع إيران

وذكر غروسي أن إيران والوكالة تحاولان الاتفاق على "تدابير ملموسة" يمكن لطهران اتخاذها في الوقت الحالي بموجب البيان المشترك، بدلًا من إبرام اتفاق جديد، وذلك خلال حديثه أمام صحافيين في أصفهان الثلاثاء بصحبة محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

وقال غروسي في مؤتمر صحافي في المطار لدى عودته إلى فيينا: "أتوقع بكل تأكيد بدء الحصول على نتائج ملموسة قريبًا".

وتابع: "أريد نتائج وأريدها قريبًا. وأعتقد أنهم يتفهمون ذلك أيضًا"، مضيفًا أنه "سيكون جيًدا" التوصل إلى اتفاق في غضون شهر، أي قبل الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة المكون من 35 دولة.

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في طهران
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في طهران - رويترز

ولم يحدد غروسي الخطوات التي نوقشت، لكنه قال إنها تتضمن تخصيب اليورانيوم والوصول إلى المنشآت الإيرانية.

وقد تكون تلك إشارة إلى استئناف مراقبة الأنشطة النووية. وكانت تلك المراقبة قد بدأت بموجب اتفاق في 2015 بين إيران وقوى عظمى، لكنها أُلغيت بعد انهيار الاتفاق بسبب انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018.

وذكر غروسي أن الخطوات تضمنت أيضًا تناول قرار طهران العام الماضي منع كثير من أبرز خبراء التخصيب بالوكالة المكلفين بمهام في إيران من ممارسة أعمالهم. وورد أيضًا أمر تحقيق في وجود آثار يورانيوم غير مفسرة في مواقع لم يُفصح عنها.

وأشار إلى أنه ثمة جوانب سياسية في هذه المباحثات، وذلك عند سؤاله عما إذا كانت إيران تطالب برفع العقوبات مقابل اتخاذ الخطوات التي تتعلق بالأسلحة النووية، وهو أمر خارج نطاق صلاحيات الوكالة وسيتطلب اشتراك قوى عظمى.

وأضاف: "الجانب المعقد في هذا، هو وجود كثير من الأمور السياسة. بعضها في نطاق صلاحياتي، والبعض الآخر لا".

من جهته، قال إسلامي في المؤتمر الصحفي: "نواصل الاتصالات بخصوص مشكلات لم تُحل، بما في ذلك مشكلات تتعلق بموقعين".

أهمية زيارة غروسي إلى أصفهان

وفي خضم تطورات المنطقة، تبدو زيارة غروسي إلى أصفهان مهمة، وما يزيد من حساسيتها أنها تأتي وسط الحرب على غزة، وبعيد تبادل إيران وإسرائيل الضربات العسكرية، واستمرار تبادل الاتهامات نوويًا.

وفي حديث لـ"العربي"، قال الكاتب المتخصص بالملف النووي الإيراني هادي محمدي: "كان يمكن إحياء الاتفاق النووي خلال الأشهر الماضية، لكن الظروف عقدت الأمور، واليوم لم يعد الأمر تقنيًا فقط، بل سياسيًا أيضًا، وهنا يبرز دور غروسي".

إلى ذلك، يحضر الملف النووي بقوة على هامش "المؤتمر الدولي الأول للعلوم النووية" في إيران، حيث تعرض طهران وتتحدث عن حاجتها إلى الطاقة النووية في مختلف المجالات، لكنها تذكر أن منشآتها التي تشكل 3% فقط من المنشآت النووية في العالم تخضع لعمليات تفتيش بواقع 22% من عمل مفتشي الوكالة عالميًا.

وبين جانب تقني وآخر سياسي، تريد طهران الحفاظ على أبواب الدبلوماسية مفتوحة لرفع العقوبات عنها، وتريد الوكالة الحفاظ على أبواب المنشآت النووية الإيرانية مفتوحة أيضًا، وبينهما جهود وساطات مستمرة لإحياء الاتفاق النووي، حسب مراسل "العربي" حازم كلاس من أصفهان.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - رويترز
تغطية خاصة