الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

العثور على جزيئات بلاستيكية في دم الإنسان.. كيف تدخل إلى أجسامنا؟

العثور على جزيئات بلاستيكية في دم الإنسان.. كيف تدخل إلى أجسامنا؟

شارك القصة

إطلالة عبر "العربي" على ما توصل إليه الباحثون بشأن العثور على جزيئات بلاستيكية في دم الإنسان (الصورة: غيتي)
عُثر على جزيئات بلاستيكية في دم الإنسان خلال دراسة أُجريت في جامعة في أمستردام، قامت بفحص عينات دم من 22 متبرعًا بحثًا عن 5 أنواع مختلفة من البلاستيك.

ثبُت أن وجود جسيمات بلاستيكية في دم الإنسان حقيقة؛ وقد اكتشفها العلماء لأول مرة أخيرًا بعد شك طويل.

فخلال دراسة أُجريت في جامعة بأمستردام، عُثر على جزيئات بلاستيكية في دم الإنسان، بعدما تم فحص عينات دم من 22 متبرعًا بحثًا عن 5 أنواع مختلفة من البلاستيك.

وكانت أبحاث قد أشارت إلى تسلّل حبيبات البلاستيك داخل أنسجة الجسم، وهو ما قد يثير ردود فعل مناعية أو يتسبّب بتسرب مواد سامة إلى الجسم.

التأثيرات غير معروفة

يقول ديك فيثاك، أخصائي علم السموم البيئية في جامعة فريجي بأمستردام: "كان لدينا فعلًا دليل على أن حيوانات الاختبار، التي تتعرّض للمساحيق، تمتص هذه الجزيئات البلاستيكية في الدورة الدموية. ولقد توقعنا أن نجد شيئًا مشابهًا عند البشر، وهذه هي المرة الأولى التي ننجح فيها بالقيام بذلك".

وبينما عُثر على جزيئات بلاستيكية في دماء 17 من المشاركين بالدراسة، لا تزال تأثيراتها غير معروفة.

وفي هذا الصدد، يوضح فيثاك: "ليس لدينا معلومات وافية بعد عن المخاطر، ولكن لا يزال يتعين فهم ما الذي يحدث للجسيمات في أجسامنا، هل تتوجه إلى أعضاء معينة وتتراكم هناك، وهل يتخلص الجسم منها عن طريق الصفراء أم الكلى؟ نبحث عن إجابات مع اتحاد الأبحاث في هولندا".

مصادر متعدّدة للجزيئات

يتعرّض الإنسان للمواد البلاستيكية الدقيقة يوميًا؛ يستنشقها ويبتلعها. ويمكن للكثير من البلاستيك أن يدخل مجرى الدم، لأنه يأتي من مصادر متعدّدة، مثل غبار خرطوش الصيد وجزيئات الطلاء من الجدران.

ويعلّق فيثاك بالقول إن "الجزيئات البلاستيكية لا تنتمي إلى جسمك، من الطبيعي أن نتعرض لها وللمواد الكيميائية، لكن يجب أن تقلق بالنظر إلى السيناريوهات المستقبلية". 

وينبّه إلى أن "تراكم التعرّض لهذه المواد يُعد مشكلة بيئية ناشئة، لا يمكن إصلاحها على الفور في غضون عامين، بل تحتاج لعقود قادمة".

وقد يتناول الناس ما يعادل بطاقة ائتمان أسبوعيًا من البلاستيك، وقد لا يستطيعون منع ذلك، غير أن الوعي يمكن أن يخفّف من الأثر.

ويقتضي هذا الوعي استخدام المواد صديقة البيئة، فالبلاستيك خامة رخيصة ومتينة، والباحثون عن الأرباح الآنية لا يهتمون بصحة الإنسان على المدى الطويل.

بدوره، يقدّم أخصائي علم السموم البيئية بعض الحلول، فيقول: "لا تسخّن طعامك في مادة بلاستيكية في المايكرويف، وعليك تهوية منزلك جيدًا، وعلى الأقل فكّر بالمواد البلاستيكية الدقيقة في طعامك ومشروبك، قم بتغطيته ولا تضعه على طاولة المطبخ لساعات".

"تترسّب بشكل عشوائي"

ويشير الطبيب المختص في أمراض الدم جمال سوّاس، إلى أن الجسم لا يستطيع التخلص من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة، لافتًا إلى أنها تتابع مسيرها في الدم وتترسب بشكل عشوائي، فتؤثر بحسب مكان ترسبها.

ويشرح في حديثه إلى "العربي" من إسطنبول، أن هذا التأثير قد يكون بسيطًا أم شديدًا يصل إلى السرطان.

ويرى في إطار ما يسميه بـ"ضريبة الحضارة الحديثة"، أننا "نستخدم البلاستيك من الصباح إلى المساء وفي الليل". 

ويلفت إلى أن جزيئات البلاستيك تعوم في الهواء وفي الماء والتربة، وقد قدّر العلماء أنه منذ عام 1950 أُنتج 8.3 مليارات طن بلاستيك، 80% منها موجود اليوم في المياه والتربة والجو.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close