واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حشد قواته على تخوم قطاع غزة، بالتزامن مع قصف عنيف، بري وجوي وبحري، استهدف المباني السكنية والبنية التحتية في القطاع، ما أسفر عن سقوط المزيد من الشهداء.
وردت المقاومة الفلسطينية على استمرار العدوان بإطلاق رشقات صاروخية على عسقلان وعدد من المدن في الداخل، في ظل تهديد الاحتلال بتنفيذ هجوم بري على القطاع.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام إطلاق 100 صاروخ على عسقلان ردًا على استهداف المدنيين والبنية التحتية. وكشفت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، أن الصواريخ أصابت بعض المباني بشكل مباشر، كما أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في عسقلان.
كما أعلنت سرايا القدس توجيه ضربات صاروخية لنتيفوت وسديروت وعسقلان وأسدود وغان يفنا وتل أبيب.
وحشد جيش الاحتلال قواته على تخوم غزة بعد أن استدعى حوالي 9 آلاف من جندي احتياط إضافي. وكثف الاحتلال هجماته البرية والجوية ليل الخميس الجمعة، مع تهديدات بتدخل بري في القطاع.
وأكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" أن أي توغّل بري في أي منطقة في قطاع غزة سيكون "فرصة لزيادة غلّة القسام من قتلى وأسرى العدو".
وكان المتحدث الرسمي باسم "حماس" أبو عبيدة قد أكد أنّ "قرار قصف تل أبيب والقدس وديمونا وعسقلان وأسدود وبئر السبع وما قبلها وما بعدها من الأراضي المحتلة أسهل علينا من شربة الماء إذا استبيح أقصانا وانتهكت كرامتنا".
وأعلن إطلاق صاروخ جديد من طراز "عياش 250" باتجاه مطار رامون جنوب منطقة النقب، مؤكدًا أن كامل مطارات الاحتلال تحت مرمى الصواريخ، وكذلك كل نقطة من فلسطين المحتلة شمالًا وجنوبًا.
اللقطات الأولى لصاروخ (عياش - 250).. أحدث صواريخ كتائب الـ قـ ســ ام #فلسطين #فلسطين_تنتفض pic.twitter.com/7g2O7i220Z
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) May 13, 2021
جلسة لمجلس الأمن
وتستمرّ المساعي الدولية لوقف المواجهات، حيث أكد دبلوماسيون في الأمم المتحدة لـ"العربي" أن واشنطن وافقت على عقد الجلسة العلنية لمجلس الأمن الدولي صباح الأحد، لبحث الأزمة بين فلسطين وإسرائيل.
هذه المعلومات أكدتها السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، في وقت متأخر من ليل الخميس الجمعة، وأوضحت أن مجلس الأمن سيجتمع الأحد لبحث "الوضع في إسرائيل وغزة".
وفي وقت متأخر من ليل الخميس الجمعة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى خفض فوري للتصعيد ووقف الأعمال القتالية في عزة وإسرائيل.
وكانت أميركا قد أحبطت تبني مجلس الأمن إعلانًا مشتركًا يدعو إلى وقف العدوان الاسرائيلي على فلسطين، في وقت سابق من يوم الخميس، بعد أن اعترضت على طلب للنرويج والصين وتونس لعقد جلسة علنية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة لمناقشة "العنف المتصاعد بين إسرائيل والفلسطينيين".
ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى "خفض التصعيد في العنف في الشرق الأوسط"، قائلًا إنه يريد أن يرى خفضًا كبيرًا في الهجمات الصاروخية.
وفي سياق متصل، دعت الولايات المتحدة الأميركية رعاياها إلى تجنّب السفر إلى إسرائيل بسبب استمرار التصعيد.
كواليس المساعي الدولية
وكشف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري تفاصيل المساعي الدولية لإنهاء المواجهات بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح العاروري في حديث إلى "العربي" أن "هناك اتصالات بيننا وبين الأخوة المصريين والقطريين ومع الأمم المتحدة، كما أن أميركا تواصلت مع القطريين للوصول إلى وقف لإطلاق النار".
وأكد العاروري أن اقتراحًا تضمن الاتفاق على وقف لإطلاق النار لمدة 3 ساعات لإجراء الحوار والوصول إلى اتفاق، لكن المقاومة رفضت الاقتراح.
وذكّر العاروري أن العدو استغل وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار في غزة، عام 2014، لاستهداف قيادات المقاومة، ولذلك لا يمكن القبول باقتراح مماثل.
وقال العاروري أن عرضًا آخر تضمن الاتفاق على خفض مستوى المواجهة، أي أن تلتزم المقاومة بوقف استهداف المستوطنات الإسرائيلية، مقابل توقف الاحتلال عن استهداف المدنيين.
وأشار إلى عرض آخر يقضي بإعلان إحدى الجهات ساعة محددة لوقف الأعمال القتالية، ومن ثم يلتزم الجميع بذلك.
وشدد العاروري على أن "موقفنا واضح، فنحن لم نبادر إلى إشعال حرب، ولا نريد حربًا مفتوحة، لكن سبب الحرب واضح، وهو الاعتداء على المقدسات وعلى شعبنا في كل مكان، وبالتالي هذه المواجهات تنتهي مع انتهاء سببها".
ولفت إلى أن موقف المقاومة الذي تم إبلاغه للوسطاء يقضي بـإعلان الاحتلال الإسرائيلي وقف العدوان على الشعب الفلسطيني في القدس وعلى المسجد الأقصى، من أجل انتهاء المواجهات.
خاص بالتلفزيون العربي: صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لـحمـاس، يكشف تفاصيل وساطات التهدئة في #غزة #فلسطين #غزة_تحت_القصف #فلسطين_تقاوم pic.twitter.com/pmt0nNl4IL
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) May 13, 2021
ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان
وقتل الجيش الإسرائيلي، منذ مساء الاثنين، 27 طفلًا فلسطينيًا في غارات عنيفة شنتها طائراته الحربية على مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 110 شهداء بينهم 27 طفلًا و11 امرأة و580 إصابة حتى مساء الخميس.
وبحسب رصد المراكز الحقوقية، فقد أسقطت المقاتلات الحربية المنازل على رؤوس بعض الأطفال، بينما استهدفتهم بشكل مباشر في الشوارع، واصفة ذلك بـ"جرائم حرب".
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن مرافق تابعة لها تعرضت للقصف الإسرائيلي في غزة.
استمرار المواجهات في أراضي الـ48
إلى ذلك، قمعت الشرطة الإسرائيلية، مساء الخميس، المظاهرات الغاضبة في مدن وبلدات أراضي الـ48 مستخدمة القنابل المسيلة للدموع، والتي تتواصل لليوم الرابع على التوالي تنديدًا باعتداءات الاحتلال والمستوطنين على المصلين والمتضامنين في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وبالعدوان على غزة.
وتم الاعلان في حيفا عن تشكيل لجان شعبية وأهلية للدفاع عن الأحياء العربية بعد الاعتداءات المتواصلة من قبل قطعان المستوطنين على الفلسطينيين الآمنين في مدنهم.
وفي اللد، أفاد مراسل "العربي" بأن قرار حظر التجوّل الذي فرضته شرطة الاحتلال الإسرائيلي على المدينة، لم يمنع من استمرار المواجهات واعتداء المستوطنين على الفلسطينيين في المدينة، حيث وصلت حافلة تُقلّ مستوطنين من الضفة الغربية إلى اللد، بهدف الاعتداء على المواطنين العرب.
استقدام حشود من مستوطني الضفة "للاعتداء على فلسطيني الداخل"#فلسطين pic.twitter.com/HYHp3SNBh2
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) May 13, 2021
وكانت المواجهات اندلعت في مدينة اللد، منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء، حيث استشهد الفلسطيني موسى حسونة وجُرح آخران برصاص شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
والخميس، أطلقت محكمة الاحتلال سراح المستوطنين الأربعة المشتبه بهم بارتكاب جريمة قتل الشهيد حسونة. وقرّرت المحكمة إخلاء سبيل المشتبه بهم من دون شروط، ولم تفرض عليهم حبسًا منزليًا.