رصد مراسل "العربي" عميد شحادة آثار الدمار الواسع الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، ذلك بعد دقائق من انسحاب جيش الاحتلال من داخل المخيم.
ففي ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، انسحب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من مخيم جنين شمالي الضفة، بعدما أطلق عملية عسكرية واسعة بزعم ملاحقة مسلحين، أسفرت عن استشهاد 12 فلسطينيًا وإصابة نحو 120 آخرين بينهم 20 في حالة حرجة.
كما قتل جندي إسرائيلي جراء الاشتباكات العنيفة بين المقاومين والقوات الإسرائيلية.
دمار هائل داخل مخيم جنين
وأظهرت الصور الأولية من داخل المخيم دمارًا كبيرًا للمنازل والشوارع بعد يومين كاملين من العدوان، وأشار مراسلنا إلى أن القوات الإسرائيلية عمدت إلى هدم البنية التحتية للمخيم بالكامل.
ووثّقت كاميرا "العربي" وصول الدفاع المدني الفلسطيني إلى عمق المخيم لإخماد الحرائق، التي خلّفتها الغارات الإسرائيلية والاقتحامات بمئات الآليات العسكرية المصفّحة التي رافقتها الجرافات التي قامت بتجريف الطرق وهدم البنية التحتية.
ونتج عن هذا العدوان، تهجير ما يزيد عن 4000 مواطن فلسطيني من مخيم جنين، وسط تهديدات من قبل جيش الاحتلال بقصف منازلهم.
وبحسب مراسل "العربي"، فقد كان هذا أطول وأعنف اقتحام لمخيم جنين منذ عام 2002، خلف فيه جيش الاحتلال شهداء وجرحى بينهم أشخاص بحال خطيرة في مستشفيات المدينة".
فشل الاحتلال في تحقيق أهداف العملية
ومن وسط مخيم جنين أو ما يعرف بساحة المخيم، يذكّر مراسل "العربي" بأنه قبل الاقتحام أعلن الاحتلال أن هدف هذه العملية العسكرية كان ضرب المقاتلين الفلسطينيين والقضاء عليهم.
إلا أن الحقيقة هي غير ذلك تمامًا، بحسب مراسلنا، "لأن جيش الاحتلال لم يتمكن من الوصول إلى المقاتلين الفلسطينيين الذين واجهوا العدوان بتكتيكات ومناورات للانسحاب من داخل المخيم، وعندما دخل الاحتلال للبحث عنهم هنا كان المقاتلون قد أصبحوا خارج مخيم جنين".
ويشرح مراسلنا أنه بعد خروج المقاتلين الفلسطينيين من داخل المخيم، بدأوا بضرب جيش الاحتلال من الخارج.
لذلك، يشدد شحادة على أنه نتيجة فشل مخططهم الأولي قامت جرافات جيش الاحتلال بتدمير المخيم فعليًا ببنيته التحتية، وشبكة الكهرباء والمياه، وضرب الحاضنة الشعبية للمقاتلين التي تشكّلت منذ سنوات طويلة.