السبت 7 Sep / September 2024

عملية تل أبيب تبعثر حسابات نتنياهو.. هل أغرقت جنين حكومة الاحتلال؟

عملية تل أبيب تبعثر حسابات نتنياهو.. هل أغرقت جنين حكومة الاحتلال؟

شارك القصة

حلقة من "للخبر بقية" تلقي الضوء على عملية قوات الاحتلال في مدينة جنين (الصورة: رويترز)
ما هي سيناريوهات استمرار العملية العسكرية على جنين ومخيمها واحتمال توسّعها إلى جبهات أخرى في ظل تهديدات المقاومة بالرد بشكل قاس على تصعيد حكومة نتنياهو؟

مع دخول اليوم الثاني من العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها، يبدو أن التقديرات العسكرية لسير المعركة يتّجه نحو خط النهاية، في أعقاب مخاوف متزايدة من تعقيد المشهد، خاصّة وأن الأنباء الواردة من داخل مخيم جنين تُفيد بضراوة المعارك.

هي احتمالات تمتلئ بها صفحات المعلّقين والمحلّلين الإسرائيليين، وتتماشى إلى حد ما مع بيان الجيش الإسرائيلي الذي ألمح إلى تحقيق جزء كبير من أهداف العملية، أبرزها: تدمير البنية التحتية للمقاومة، ومصادرة الأسلحة.

غير أن عملية تل أبيب التي تبنّتها حركة "حماس"، شكّكت في حقيقة نجاح الحكومة الإسرائيلية في تحييد المقاومة في مدن الضفة الغربية المحتلة، خاصة جنين ونابلس، علاوة على أهداف تتعلّق بتسكين أوجاع حكومة نتنياهو السياسية التي تتعرّض للضربات من المعارضة على خلفية خط التعديلات القضائية؛ ومن ناحية أخرى، تخفيف الضغط من قبل اليمين المتطرّف في حكومته والمراهنة على تمهيد الأرض لتطبيق خطط استيطانية جديدة.

ورغم توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن العملية العسكرية في جنين لن تكون الأخيرة، فإن الشكوك تدور بشأن توسّعها في ظل المخاوف من امتداد تداعياتها إلى جبهات أخرى، فضلًا عن تحذيرات إسرائيلية داخلية من انعكاسات سلبية على إسرائيل، وتحديدًا بعد الأصوات الدولية والحقوقية التي بدأت تعلو بضرورة وقف العدوان فورًا، وتوفير الحماية لأهل جنين ومخيمها.

فكيف هي الحسابات الإسرائيلية عقب عملية تل أبيب؟ وما هي نتائج العدوان الإسرائيلي على جنين في ميزان حكومة نتيناهو والوقائع على الأرض؟ وما هي سيناريوهات استمرار العملية العسكرية على جنين ومخيمها واحتمال توسّعها إلى جبهات أخرى في ظل تهديدات المقاومة بالرد بشكل قاس على تصعيد حكومة نتنياهو؟

"عملية تل أبيب لن تكون الوحيدة"

وأوضح أسامة حمدان، القيادي في حركة "حماس"، أنّ العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها يهدف إلى كسر شوكة المقاومة، وكي الوعي الفلسطيني تجاه المقاومة، وتوسيع فرص الاستيطان في الضفة الغربية.

وقال حمدان، في حديث إلى "العربي"، من بيروت، إنّه كان لا بدّ للفصائل الفلسطينية أن تنطلق في مقاومة هذه الأهداف في أكثر من اتجاه داخل جنين وخارجها، مضيفًا أنّ عملية تل أبيب التي لن تكون الخطوة اليتيمة أو الوحيدة في هذا الإطار.

وشدّد على أنّ الاحتلال يجب أن يُدرك أنّه لن يستقرّ في ظل هذا العدوان، وأنّ المقاومة الفلسطينية تخطّط لإدارة هذه المعركة، وسيتوسّع العمل المقاوم مع توسّع العدوان واستمراره.

"نتنياهو لا يملك ضمانات بوقف توسّع العمل المقاوم"

بدوره، شرح عدنان أبو عامر، أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشأن الإسرائيلي، أنّ التطوّرات الميدانية داخل مخيم جنين من اشتباكات عنيفة وعمل مقاوم جدّي، هي التي تكبح استمرار الاحتلال بعدوانه، بدليل عدم قدرة قواته على التوغّل إلى داخل المخيم حتى الآن.

وقال أبو عامر، في حديث إلى "العربي"، من غزة، إنّ نتنياهو وحكومته تحاول تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لإمكانية إنهاء العدوان لكن دون تقديم ضمانات بأنها ستكون الأخيرة أو ستُوقف توسّع العمل المقاوم أو عودته بشكل أقوى من ذي قبل.

وأشار إلى أنّ الإسرائيليين لا يريدون إعادة مشهد عودة الجنود الإسرائيليين في التوابيت إلى تل أبيب.

"مصر لن تتدخّل وحدها لوقف العدوان الإسرائيلي"

من جهته، أكد سمير غطّاس، النائب السابق في البرلمان المصري، أنّ بياني الخارجية المصرية حول العدوان على جنين ومخيمها مختلفان في المضمون واللهجة، ويعكسان العلاقة المتوترة بين القاهرة والحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرّفة.

وقال غطّاس، في حديث إلى "العربي"، من القاهرة، إنّ مصر لن تتدخّل وحدها هذه المرة في وقف العدوان الإسرائيلي، حتى وإن طلب الطرفان منها التدخّل.

وشدّد على أنّ التدخّل الذي تطلبه مصر هو تدخّل الإدارة الأميركية تحديدًا، والتي رعت اجتماعين مهمّين في العقبة وشرم الشيخ، لم تلتزم تل أبيب بمخرجاتهما من وقف اقتحاماتها للمخيمات والمدن الفلسطينية.

وأوضح أن دعوة مصر لتدخّل القوى الفاعلة والمؤثرة هي نتيجة إدراكها للمخاطر الإسرائيلية ليس على جنين وحدها، متوقعًا أن تكون نابلس هي جبهة القتال المقبلة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close