يخيم شبح الحرب على بلدة مارينكا الأوكرانية التي تسيطر عليها القوات الحكومية، والتي تقع على بُعد كيلومترات من مدينة دونيتسك الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين الموالين للروس، حيث بدأت المدارس في تهيئة الملاجئ لضمان استمرار الدروس.
فقد خلفت حرب الانفصال أكثر من 14 ألف قتيل في إقليم دونباس الأوكراني منذ 2014، وما زالت تقتل من حين لآخر.
ويقول أحد الأوكرانيين لـ"العربي": لم أغادر بلدتي ولن أغادرها الآن حتى لو قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتياحنا.
ويضيف: "لا أخشى الحرب، لقد جربتها من قبل، لكن هذه المرة معنا الولايات المتحدة وبريطانيا ونشكرهما على ذلك".
مدارس أوكرانيا تستعد للحرب
في غضون ذلك يعزز الجيش الأوكراني حشوده على طول خط المواجهة وكذلك يفعل الانفصاليون، كما تستعد المدارس أيضًا، حيث وُضعت على نوافذ غرفها أكياس رمل مضادة لرصاص القناصة تبرع بها الصليب الأحمر بهدف حماية الفصول الدراسية.
وتشرف مديرة إحدى المدارس الواقعة على جبهة المواجهة أوسكانا فاليرييفيا بنفسها على تجهيز الملجأ وتوفير ما يلزم لتستمر الدراسة ولو تحت الأرض.
وتوضح فاليرييفيا لـ"العربي" أن الوضع الآن أهدأ مما كان عليه في السابق، لقد تضررت مدرستنا جراء الرصاص والقذائف، وهذه المرة نحاول أن نستعد بما يلزم، مضيفة: "نجري تدريبات دورية لطاقم المدرسة والطلاب لمواجهة الطوارئ".
ولم توقف الحرب الدراسة في بلدات خط المواجهة، لكنها قلصت عدد الطلاب إلى أكثر من النصف في أغلب المدارس، وأخرى أغلقت تمامًا بسبب تضررها من القصف، ورحيل سكان مناطق خط التماس بين الجيش الأوكراني والانفصاليين.
ويخيم الموت على مارينكا التي عاثت فيها الحرب سابقًا، ولم يبق من المصانع التي كانت تعيل أسرًا بأكملها إلا جدران يحتمي بها المتقاتلون.
