أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الأربعاء، أن لا وجود لدلائل في هذه المرحلة تشير إلى أنّ روسيا مستعدة للتحرك في أوكرانيا، في وقت رصدت فيه كاميرا "العربي" تدريبات عسكرية للجيش الأوكراني في إقليم دونباس.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتهم الثلاثاء، الغرب بتعمد جرّ بلاده إلى حرب وبتجاهل مخاوفها الأمنية المتعلقة بأوكرانيا.
وشدد بوتين خلال اتصال مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي على "أهمية احترام المبدأ الأساسي المتمثل في عدم تجزؤ الأمن"، معتبرًا أنه لا ينبغي على الغرب بناء أمنه على حساب أمن روسيا.
وزير الدفاع الأميركي إلى أوروبا
في غضون ذلك، يسافر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى أوروبا في وقت لاحق من الشهر الجاري للاجتماع مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسط التوتر القائم مع روسيا بشأن أوكرانيا.
ووفق مراسل إذاعة صوت أميركا، فإن أوستن سيحضر اجتماعًا لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي يومي 16 و17 فبراير/ شباط.
وتأتي هذه التطورات، عقب زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس الثلاثاء إلى كييف، التقى خلالها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي أكد أن الصراع العسكري مع روسيا لن يشمل أوكرانيا فحسب، وإنما سيؤدي إلى نشوب حرب شاملة في أوروبا.
وأضاف زيلينسكي خلال لقائه مع جونسون أنهما ناقشا خطوات لاحتواء روسيا، مشيرًا إلى أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك في المواجهة بين كييف وموسكو.
وقال زيلينسكي: إن "أوكرانيا تتخذ نهجًا مسؤولًا تجاه اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار بشأن إنهاء الحرب في شرق أوكرانيا، لكنها تختلف مع روسيا حول كيفية تنفيذ الاتفاق".
مناقشة" المخاوف الأمنية
وخلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الروسي سيرغي لافروف، أقر بلينكن حسبما أعلن لافروف بضرورة "مناقشة" المخاوف الأمنية التي عبّرت عنها روسيا في خضم المواجهة الدائرة بينها وبين الغرب بسبب الأزمة الأوكرانية.
كما شدّد لافروف على أنّ القضية الأساسية بالنسبة إلى موسكو تظلّ رفض الغرب مبدأ "عدم قابلية الأمن للتجزئة"، أي أنّه لا يمكن لدولة أن تعزّز أمنها على حساب دولة أخرى، وهو ما تتّهم روسيا الغرب وحلف شمال الأطلسي بفعله عند حدودها الغربية.
وقال الوزير الروسي: "أبلغت أنتوني بلينكن أنّنا لن ندع هذا الموضوع يُحجب. سنصرّ على إجراء محادثة صادقة والحصول على تفسيرات صادقة".
موسكو تتهم واشنطن بتأجيج التوترات
وكانت موسكو أكّدت يوم الثلاثاء، أنها "لن تتراجع" بمواجهة التهديدات بفرض عقوبات أميركية عليها. واعتبرت السفارة الروسية في واشنطن على صفحتها على فيسبوك، "أنّ واشنطن هي من يؤجّج التوترات وليست موسكو"، قائلة في الوقت ذاته: "لن نتراجع ونستمع بانتباه للتهديدات بعقوبات أميركية".
وكانت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي أعلنت الإثنين أن الولايات المتحدة أعدت "عقوبات تستهدف أفرادًا من النخبة الروسية وعائلاتهم"، إذا غزت روسيا أوكرانيا.
ومنذ نهاية العام الماضي تتّهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا بحشد ما يصل إلى مئة ألف جندي على حدودها مع جارتها الموالية للغرب تمهيدًا لغزو هذا البلد.
لكنّ موسكو تنفي وجود أيّ مخطّط لديها من هذا القبيل، مطالبةً في الوقت نفسه بضمانات خطّية لأمنها، وفي مقدّمها التعهّد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي أبدًا وبوقف توسّع الحلف شرقًا.
"العربي" يرصد تدريبات الجيش الأوكراني
ميدانيًا، رصد المراسل "العربي" في أوكرانيا صابر أيوب، تدريبات يجريها الجيش الأوكراني قرب أحد المناجم السوفياتية القديمة، والقريبة من جبهات قتال الانفصاليين الموالين لروسيا.
ونقلت كاميرا "العربي"، تحركات للجيش الأوكراني، بعد إنهاء مهمة للتدريب على الصواريخ المضادة للدبابات التي تسلمتها كييف من بريطانيا والولايات المتحدة.
وأفاد المراسل من إقليم دونباس الأوكراني بأن الجيش استهدف بدقة خلال التدريب الأهداف المتمثلة بدبابات ومدرعات قديمة في التدريب.
ولفت إلى أن التدريبات تجري على مشارف مدينة تريماتوسك الواقعة على خط النار بين الانفصاليين والجيش الأوكراني، مشيرًا إلى أن الجيش الأوكراني استعاد هذه المدينة في حرب سابقة، ويستعد الآن من خلال تدريباته لمنع الحشود العسكرية من غزو أوكرانيا.
وأضاف مراسل "العربي" أن لدى الجيش الأوكراني مخاوف من اجتياح المنطقة من قبل الانفصاليين واستعادتها مجددًا.
وتابع أن القتال متوقف في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا منذ عام 2014، لكنه أفاد بأن صوت القذائف يسمع بين الحين والآخر نتيجة تبادل إطلاق النار بين الجيش الأوكراني والانفصاليين.