العقوبات على موسكو تتصاعد.. بايدن يعلن حظر جميع واردات النفط الروسية
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الثلاثاء، حظر جميع واردات النفط الروسي إلى الولايات المتحدة ردًا على الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ويأتي الحظر لأسباب منها تزايد الضغط من الحزبَين في الكونغرس، رغم تداعيات القرار المحتملة على أسعار النفط المحلية المرتفعة أساسًا.
وقال بايدن في كلمة له: "عدد من حلفائنا وشركائنا قد لا يستطيعون مجاراتنا في هذه الخطوة، ونعمل على خطط طويلة الأمد لخفض اعتمادهم على النفط الروسي".
وأوضحت وسائل إعلام أميركية أن الحظر سيشمل النفط الروسي والغاز الطبيعي المسال. ولن ينضم حلفاء واشنطن الأوروبيون، الذين يعتمدون أكثر من الولايات المتحدة على واردات الطاقة الروسية، إلى الحظر أقله حتى الآن.
وتبلغ حصة روسيا أقل من 10% من واردات الولايات المتحدة من منتجات النفط والبترول، ما يعني أن تداعيات حظر محتمل على أكبر اقتصاد في العالم ستكون أخف وطأة.
وبحسب مراسلة "العربي" من واشنطن، فإن النفط المستورد من روسيا شكل العام الماضي 3% من النفط في الولايات المتحدة،
"عزل روسيا أكثر"
وفيما أجّجت أسعار النفط المرتفعة المخاوف إزاء التضخم وأساءت إلى شعبية بايدن بين الناخبين، فإن رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي تؤيد حظر استيراد النفط ورفع الضريبة الجمركية على سلع روسية أخرى، "لعزل روسيا أكثر عن الاقتصاد العالمي".
غير أنها تؤيد خطوات لخفض أسعار النفط؛ ومنها الإفراج عن كميات أكبر من الخام من الاحتياطي الإستراتيجي الأميركي.
وقالت في رسالة للنواب "لأكون واضحة: ليس على الولايات المتحدة الاختيار بين قيمنا الديموقراطية ومصالحنا الاقتصادية".
"ثمن الوقوف مع الحرية"
وحتى من دون فرض حظر، ارتفعت أسعار النفط بحوالي 30% على وقع الهجوم الروسي، فيما اقتربت عقود برنت الآجلة من 130 دولارًا الثلاثاء.
وارتفعت الأسعار في المحطات إلى 4,17 دولارات للغالون الثلاثاء، وفقًا للمعدل الوطني لجمعية السيارات الأميركية، مقارنة بـ 3,46 دولارات قبل شهر.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المحلل آندي ليبو، قوله: "في الخلاصة ستشعر الولايات المتحدة ببعض التداعيات بسبب خسارة الإمدادات من روسيا، لكننا في وضع أفضل بكثير مقارنة بأوروبا".
وحذّر السناتور كريس كونز عن ولاية ديلاوير مسقط رأس بايدن، من أن أوروبا "ستشهد ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار" نظرًا لعدم إمكانية رفع الإنتاج بشكل مفاجئ.
وقال في تصريحات لمحطة "سي. ان. ان": "هذا ثمن الوقوف مع الحرية وإلى جانب الشعب الأوكراني. سيكلفنا ذلك ثمنًا".
إضافة إلى ذلك، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" نقلًا عن مسؤولين في الحكومة البريطانية قبل إعلان متوقع في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، أن بريطانيا ستحظر واردات النفط الروسية.
وقالت "بوليتيكو": إنه سيكون هناك مهلة عدة شهور قبل فرض الحظر للسماح للسوق العالمية بالتأقلم على الوضع، ولمنع الناس من التهافت على شراء الوقود.
وأضافت أنه لن يتم حظر الغاز الروسي في الوقت ذاته، ولكن ما زال هذا القرار قيد المناقشة داخل الحكومة.
وبينما يتواصل الهجوم الروسي على أوكرانيا لليوم الثالث عشر، تصاعدت المخاوف اليوم الثلاثاء من اندلاع حرب على الطاقة بين روسيا والغرب.
وحذّرت روسيا من أنها ربما تُقدم على وقف تدفق الغاز عبر خطوط الأنابيب من روسيا إلى ألمانيا؛ ردًا على قرار برلين الشهر الماضي وقف افتتاح خط أنابيب "نورد ستريم 2" الجديد المثير للجدل. وتمدّ روسيا أوروبا بـ 40% من احتياجاتها من الغاز.
وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أمس الإثنين، أن من حق روسيا اتخاذ قرار مماثل وحظر ضخ الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1".
وحذّر من أن أسعار النفط قد تزيد لأكثر من مثليها إلى 300 دولار للبرميل، إذا حظرت الولايات المتحدة وحلفاؤها النفط الروسي.