الخميس 12 Sep / September 2024

العملية التركية بالشمال السوري.. ميدان جديد للمواجهة الروسية الأميركية؟

العملية التركية بالشمال السوري.. ميدان جديد للمواجهة الروسية الأميركية؟

شارك القصة

"العربي" يبحث في جدل العملية العسكرية التركية في الشمال السوري (الصورة: غيتي)
تجري روسيا مباحثات مع أنقرة بشأن العملية العسكرية التركية، في الوقت الذي أكّد فيه البيت الأبيض أنه لا يحبّذ أي عمليات عسكرية شمال سوريا.

يزور وفد روسي بقيادة المبعوث الرئاسي إلى سوريا أليكانسدر لافرنتييف مدينة إسطنبول لإجراء مباحثات بشأن الوضع في سوريا، والعملية العسكرية التي هددت تركيا بالقيام بها ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية.

فمن المنتظر أن تبحث المشاورات السياسية المرتقبة بين الجانبين بشأن العملية العسكرية الضمانات التي تحاول موسكو تقديمها لتهدئة الأوضاع على الحدود السورية التركية.

كما يبحث لافرنتييف مع المسؤولين الأتراك ملفات مشتركة بين موسكو وأنقرة.

الرفض الأميركي

وفي الوقت الذي بات فيه الجيش التركي ينتظر الأوامر لانطلاق العملية البرية في الشمال السوري، ضدّ ما تسميه أنقرة "إرهابيي وحدات الشعب الكردية"، تجدد واشنطن الرفض الأميركي لأي تدخل عسكري في المنطقة.

وجاء الرفض هذه المرة على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، الذي قال: إن الولايات المتحدة كانت واضحةً مع تركيا بشأن مخاطر عمليتها العسكرية في شمال غرب سوريا.

وما هو أكثر وضوحًا في الموقف الأميركي بحسب كيربي، هو أن أي تدخل عسكري سيعرض حياة المدنيين للخطر كما سيهدد أمن وسلامة الجنود والأفراد الأميركيين العاملين في المنطقة.

فتعتقد واشنطن أن العملية المرتقبة من شأنها أن تهدد الإنجازات المحققة في محاربة تنظيم "الدولة" في سوريا، والمنطقة ككل.

المهلة التركية

يحدث هذا، بالتزامن مع تجدد القصف التركي على مواقع ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الشمال السوري، وتقول مصادر مقرّبة من هذه القوات: إن الهجمات استهدفت بلدة أبو رأسين بريف الحسكة.

كما واصل الجيش التركي قصفه مواقع "قوات سوريا الديمقراطية"، بعد اشتباكات عنيفة بين مسلحين أكراد والجيش الوطني السوري المعارض والمدعوم من أنقرة.

وكشفت مصادر من الجيش الوطني السوري أن القوات التركية قصفت بالمدفعية والصواريخ قرى وبلدات في محاور عين العرب بريف حلب، وعين عيسى بريف الرقة.

كذلك، أفادت المصادر ذاتها أن أنقرة أعطت مهلة محددة للجانبين الروسي والأميركي لإخراج "قوات سوريا الديمقراطية" من منبج وتل رفعت وعين العرب، مع إبلاغهما أن المهلة لن تمدد وأن البديل سيكون عملية عسكرية ضدّ القوات الكردية.

ميدان جديد للمواجهة الروسية الأميركية؟

ومن موسكو، يتحدث الدبلوماسي السابق فياتشيسلاف ماتوزوف عن الضمانات الروسية لحلّ الصراع القائم، ويرى أن موسكو قد تكون الطرف الوحيد القادر على لعب دور الوسيط في هذا الملف بين تركيا وسوريا لا سيما وأن المعارك تجري على الأراضي السورية.

ففي وقت تعتبر أنقرة هذه المنظمات الكردية إرهابية، إلا أن سوريا وروسيا لا تنظران إلى كل الحركات الكردية على أنها إرهابية ما عدا حزب العمال الكردي، وفق ماتوزوف.

كما يعتبر الدبلوماسي الروسي أن موسكو ليس من مصلحتها فتح معارك بسوريا لأن هذا من شأنه استفزاز الولايات المتحدة التي تدعم المنظمات الكردية، ما قد يهدد الاستقرار الإقليمي وتتحول العملية العسكرية إلى اصطدام مباشر بين روسيا وأميركا على الأراضي السورية، على حدّ قوله.

ويردف ماتوزوف في حديث مع "العربي": "إذا دعمت روسيا العملية العسكرية التركية ضدّ الحركات الكردية، فسيتحول هذا الصراع إلى ميدان جديد للمواجهة بين روسيا وأميركا، وأي نوع من التدخل العسكري الروسي في هذه المعارك سيدفع نحو الاصطدام مع أميركا من الناحية العملية".

وعليه، يعتقد الدبلوماسي الروسي أن الحل السياسي الدبلوماسي هو المخرج الوحيد لهذا الصراع، وبرأيه فإن الاحتمال الوحيد لتفادي انزلاق الأمور هو "اعتراف أنقرة بحق النظام السوري بالسيطرة على الحدود السورية التركية، وعلى هذا الأساس تتراجع القوات الكردية من الحدود القريبة مع تركيا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي