دافع مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو أمس الثلاثاء عن عملية بلاده العسكرية شمالي سوريا ضد التنظيمات الكردية المسلحة.
وفي 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أطلقت تركيا سلسلة ضربات جوية ضد قوات سوريا الديمقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، ثم علت التهديدات التركية بشن هجوم بري أيضًا، رغم رفض واشنطن، الداعمة للأكراد، وموسكو الداعم الرئيسي للنظام السوري.
وقالت أنقرة مؤخرًا: إن العملية العسكرية البرية في الشمال السوري قد تبدأ "في أي وقت"، فيما يبرز حراك دبلوماسي روسي لثنيها عن ذلك ومنع التصعيد، فيما تشترط تركيا انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من منبج وعين العرب كوباني وتل رفعت في ريف حلب.
#تركيا تؤكد أن العملية العسكرية شمال #سوريا "قد تبدأ في أي وقت"، ومساع روسية مكثفة لوقف التصعيد تقرير: ساهر عريبي pic.twitter.com/50t3n3Q23c
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 29, 2022
ورد سينيرلي أوغلو على الانتقادات الموجهة للعملية وتصريحات "القلق" من تلك العمليات والدعوات إلى خفض التوتر، قائلًا: إن "تغيير اسم تنظيم إرهابي إلى ديمقراطي هو إهانة للديمقراطية"، وذلك في كلمة بمجلس الأمن الدولي.
ولفت سينيرلي أوغلو إلى أن تنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" الذي "يصول ويجول" شمالي سوريا ويشكل تهديدًا مصيريًا للأمن القومي التركي، مشيرًا إلى قيام التنظيم باستهداف حدود تركيا مرارًا خلال العامين الأخيرين.
ولفت إلى أن تنظيم "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تبنى علنًا تلك الهجمات عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكّر الدول المنتقدة لعمليات تركيا شمالي سوريا في مجلس الأمن بالتفجير الذي وقع في إسطنبول في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 80، فضلًا عن الهجمات التي طالت ولاية غازي عنتاب الحدودية، التي سقطت عليها قذائف من الجانب السوري وتسببت بسقوط ضحايا.
وأكد سينيرلي أوغلو أنه لا يمكن لأي دولة التهاون حيال الهجمات المتعمدة ضد أراضيها وشعبها. وشدد على أن أنقرة ستواصل "عمليات مكافحة الإرهاب" بموجب الحق المشروع للدفاع النفس الوارد في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن الدولي.
كما رد المسؤول التركي على التصريحات القائلة بأن العمليات العسكرية ستؤثر سلبًا على مكافحة تنظيم الدولة معتبرًا أنها "منفصلة عن الواقع".
ولفت إلى أن الحقيقة هي أن تنظيم "الدولة" لا يزال يشكل تهديدًا للدول المجاورة "بسبب الأخطاء والإستراتيجيات الخاطئة لأولئك الذين يطلقون مثل هذه التصريحات". وأشار إلى أن تركيا حذرت مرارًا من أنه لا يمكن مكافحة هذا التنظيم عبر استخدام تنظيم "إرهابي آخر" يتمثل في "قوات سوريا الديمقراطية".
"ملح على الجرح"
كما رد سينيرلي أوغلو على تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون الذي قال ما مفاده أن "قسد لم يتبن تفجير إسطنبول".
وأضاف: "للأسف سمعنا اليوم إشارة إلى بيان ما يسمى بـ(قسد) الذي ينكر فيه مسؤوليته عن التفجير الإرهابي بإسطنبول، وهذا الأمر بمثابة رش ملح على الجرح، لا يمكن قبول الإشارة إلى بيان تنظيم إرهابي في مجلس الأمن، إنها إهانة لاستخباراتنا".
بدوره، قال بيدرسون في إحاطته لمجلس الأمن: إن التوتر تصاعد مجددًا في سوريا، بشكل خطير يدعو للقلق. واعتبر أن "العنف امتد إلى الأراضي التركية" نتيجة التوتر المتصاعد شمالي سوريا بين تنظيم "قوات سوريا الديمقراطية" وتركيا وفصائل المعارضة.
ولفت إلى أن "الأمين العام (للأمم المتحدة) دعا جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب تصعيد التوتر سواء من الجو أو البر"، داعيًا تركيا والمعارضة السورية وقسد إلى خفض التوتر.
كما دعا قوات النظام السوري إلى إنهاء هجماتها البرية والجوية في إدلب، وإسرائيل إلى التوقف عن شن غارات جوية على دمشق وحمص وحماة واللاذقية.