بعد تقليص التحالف الدولي دورياته المعتادة في مناطق سيطرة الأكراد بالشمال السوري جراء الضربات الجوية التركية المكثفة على المنطقة، عاد اليوم الجمعة واستأنف دورياته.
وانطلقت دوريتان للتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة" صباح الجمعة، في اتجاهين مختلفين من قاعدة رميلان في شمال شرق البلاد برفقة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية.
وتضمنت كل دورية أربع مدرعات رفعت الأعلام الأميركية ورافقتها سيارة عسكرية لقوات سوريا الديموقراطية، وجالت إحداها في قرى متاخمة للحدود التركية قرب مدينة المالكية الحدودية، فيما توجهت الثانية شرقًا باتجاه الحدود العراقية.
وكان التحالف الدولي قد قلص دورياته إثر الضربات التركية التي استهدفت بدءًا من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وعلى رأسها المقاتلون الأكراد، بعد هجوم شارع الاستقلال في اسطنبول، وسط تهديدات أنقرة بتوسيع حدود عمليتها العسكرية والتوغل البري.
#تركيا تواصل قصف مواقع "قوات سوريا الديمقراطية"#العربي_اليوم تقرير: أحمد بوطاف pic.twitter.com/C4YEdVk6Xk
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 28, 2022
وقال مصدر عسكري كردي في تصريح لوكالة "فرانس برس"، طلب عدم الكشف عن هويته: "استأنف التحالف الدولي بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية دورياته المعتادة في شمال شرق سوريا بعدما قلصتها إثر الضربات التركية على المنطقة".
وأضاف: "تم وضع برنامج أسبوعي جديد لاستئناف العمل بشكل طبيعي"، مشيرًا إلى أن "الدوريات تراجعت من 20 دورية أسبوعيًا إلى نحو خمس أو ست تقريبًا بعد الضربات التركية".
والتحالف الدولي هو الداعم الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها أنقرة منظمة "إرهابية" وتعتبرها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردًا ضدها منذ عقود.
وتنتشر بضع مئات من قوات التحالف الدولي، أبرزها القوات الأميركية، في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، ويتواجدون في قواعد في محافظة الحسكة والرقة (شمال) ودير الزور.
موقف حازم
ومنذ أن شنت تركيا ضرباتها الجوية ثم تهديدها بتنفيذ عملية برية، حثت قوات سوريا الديموقراطية "قسد" حليفتها واشنطن على اتخاذ موقف أكثر "حزمًا"، لمنع أنقرة من تنفيذ تهديداتها.
وحذرت "قسد" من أن التصعيد التركي من شأنه أن يعرقل حملات ملاحقة التنظيم التي تقوم بها بالتعاون مع التحالف الدولي.
وقال المصدر العسكري: "لم يتوقف التنسيق بين قوات سوريا الديموقراطية والتحالف، لكنه تراجع مع تقليص الدوريات وحاجة قوات سوريا الديمقراطية للتركيز على التصدي للتهديدات التركية وحماية مناطقها منها".
تركيا: عمليتنا لا تشكل تهديدًا لأحد
إلى ذلك، أكد وزير الدفاع التركي خُلوصي أكار أن العملية العسكرية التركية في سوريا لا تشكل تهديدًا لأحد.
ودعا أكار في تصريح "روسيا والولايات المتحدة وبقية الحلفاء للوفاء بالتعهدات التي قدموها لتركيا".
وأضاف: "عملية الجيش التركي لا تشكل أي تهديد، وهدفنا الوحيد هو حماية حقوق بلادنا وشعبنا في إطار القواعد القائمة".
وأردف: "لذلك نستعد للقيام بكل ما يجب القيام به، وعندما يحين الزمان والمكان (المناسبين)، ستقوم القوات المسلحة التركية بما يقع على عاتقها كما فعلت حتى الآن، ولا ينبغي لأحد أن يشك في ذلك".
ودعا أكار الدول الحليفة لبلاده لـ"قطع علاقتها بالإرهابيين ووقف دعمها والتخلي عنهم".
وكانت الولايات المتحدة قد جددت تحذيراتها من العملية التركية، على لسان المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر الذي عبر عن معارضة واشنطن الشديدة لأي هجوم بري محتمل شمالي سوريا، لما فيه من تهديدات على جنود مكافحة تنظيم "الدولة".