باختلاف الأنظمة المدرسية ومواعيد بدء الحصص التعليمية، شرع تلامذة كثر ومعهم أهاليهم بالعد العكسي نحو العودة إلى المدرسة.
وإن كانت هذه المرحلة تستدعي شراء اللوازم والحاجيات، أو حتى نقل مكان السكن من منطقة إلى أخرى، فإنها تستوجب بموازاة ذلك تغييرًا في العادات والسلوكيات اليومية.
العودة إلى المدرسة عبء نفسي
ويشير الاستشاري في الطب النفسي عبد الله أبو عدس، إلى أن العودة إلى المدرسة تشكل بالمفهوم العام والوضع الاعتيادي عبئًا نفسيًا اجتماعيًا للطفل والأهل والكادر التعليمي والبيئة المدرسية بالإجمال.
ويوجز في إطلالة سابقة عبر "العربي"، بعض ملامح المستقبل القريب الذي ينتظر التلميذ بصورة عامة عبر الذهاب إلى المدرسة؛ الانتقال من الحرية إلى التقييد، ومن اللا المسؤولية إلى المسؤولية، ومن العشوائية إلى التنظيم، ومن البيئة الآمنة إلى البيئة الأقل أمنًا، والتي تحتوي على مجموعة من الشخوص التي يتوجب على التلميذ التعامل معهم.
ويوضح أبو عدس أن "المقعد الدراسي ليس هو المقعد الفيزيائي فقط، بل مقعد سيكولوجي واجتماعي".
تحفيز وتنمية الثقة بالنفس
ويشير الاستشاري في الطب النفسي، في ما يخصّ الطلاب الجدد الذين لم يسبق لهم الذهاب إلى المدرسة، إلى أهمية تحفيزهم من جانب الأهل عن طريق استخدام روح الفضول، وحب الاستكشاف والمغامرة لديهم.
وبالحديث عن تحضير التلاميذ نفسيًا على العودة إلى المدرسة، يلفت أبو عدس إلى ضرورة إنصات الأهل لأطفالهم، وإقامة حوار معهم لمحاولة الإجابة عن استفساراتهم وأسئلتهم بطريقة تنمي ثقتهم بنفسهم.
ويقول أبو عدس: إن على الأهل أن يلتفتوا إلى الحالة الصحية العامة للطفل مثل الصحة السنية وصحة العيون وصحة الجهاز الحركي، وإعلام البيئة المدرسية بأي تحديات يواجهها إذا ما وجدت.
إلى ذلك، يتحدث عن أهمية إعادة تنظيم المنظومة البيولوجية، التي سادت يوميات الأطفال خلال العطلة الصيفية، أي دورة النوم ودورة الاستيقاظ ودورة الطعام.
ومما ينصح به الأهل بإشراك أطفالهم في اختيار مستلزمات المدرسة، ومحاولة أخذ رأيهم فيها، وإعطائهم مساحة للاختيار لتشجيعهم..
استعدادات اليوم الأخير
يحمل اليوم الذي يسبق العودة إلى المدرسة، أو ما يمكن وصفه بآخر أيام العطلة الصيفية مزيجًا من المشاعر، من بينها الحماسة والتوتر، والتردد أيضًا..
فأي خطوات على الأهل القيام بها في الساعات الأخيرة المتاحة، التي تسبق وصول حافلة المدرسة في رحلتها الأولى للعام الدراسي المرتقب؟
يورد موقع "parents" مجموعة من النصائح لليوم الأخير، بعد سلسلة استعدادات يوصي بها وتمتد على مدة شهر، فيتحدث عن إنشاء تقليد عائلي ممتع يهدئ الأعصاب ويولّد الذكريات التي ستطبع هذا اليوم، مقدمًا في هذا الصدد الحصول على آيس كريم للمناسبة مثالًا.
وينصح أيضًا بتحضير حقيبة الطفل بشكل مسبق، تفاديًا لازدحام المهام في الصباح، متحدثًا عن أهمية تهيئة ركن خاص بالحقيبة سيتوجب على الطفل وضعها فيه لدى عودته من المدرسة، فلا تضيع أبدًا.
ومما يدعو الموقع إلى تحضيره بشكل مسبق ما سيرتديه الطفل إلى المدرسة بما في ذلك الجوارب والملابس الداخلية والحذاء، فضلًا عن علبة طعام الغداء التي سيحملها معه..
كذلك يشير إلى أهمية أن ينعم الطفل بأمسية هادئة وتجنب التلفاز والألعاب المزعجة، دون إجباره على الذهاب إلى السرير باكرًا.
وينقل الموقع عن رافائيل بيلايو، رئيس خدمات طب الأطفال في عيادة اضطرابات النوم بجامعة ستانفورد، أنه في حال إرسال الأطفال إلى النوم بعد 15 دقيقة من الوقت المعتاد، سينامون بسهولة ولن يستيقظوا في اليوم التالي منزعجين.