Skip to main content

الفلسطينيون يشيعون شهيد نابلس.. مقاومة الضفة تسبّب "أزمة" للاحتلال

الخميس 6 أكتوبر 2022

شيع مئات الفلسطينيين مساء أمس الأربعاء، جثمان الشهيد علاء ناصر زغل (21 عامًا)، في مقبرة مخيم عسكر شرقي نابلس، بالضفة الغربية المحتلة.

وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا، بمشاركة ممثلين عن الفعاليات الرسمية والشعبية والوطنية في المحافظة، وصولًا إلى منزل عائلته التي ألقت نظرة الوداع على جثمانه، قبل أن ينقل محمولاً على الأكتاف إلى المسجد حيث أدى المشيعون الصلاة عليه.

وكانت وزارة الصحة أعلنت أمس الأربعاء، عن استشهاد الشاب علاء ناصر أحمد زغل متأثرًا بإصابته برصاصة في الرأس أطلقها عليه جيش الاحتلال في دير الحطب شرق نابلس، إضافة إلى إصابة 6 مواطنين بينهم صحفيان.

تشييع جثمان الشهيد علاء ناصر زغل في نابلس - الأناضول

وفي سياق متصل، أفاد مراسل "العربي" بأن مقاومين فلسطينيين اشتبكوا مع جنود الاحتلال في أثناء محاصرتهم المطارد سلمان عمران، الذي سلم نفسه بعد 3 ساعات من محاصرته في دير الحطب.

وعقب ما جرى، نددت الحكومة الفلسطينية بالاقتحام، وحذرت مما وصفته بالتبعات الخطيرة لجرائم الاحتلال، فيما اعتبرت حركة "حماس" أن الاشتباك مفخرة للشعب الفلسطيني ومقاومته.

وعلى الجانب الآخر، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء: إن "اثنين من جنوده أصيبا بجراح مختلفة خلال الاشتباكات المسلحة التي وقعت في دير الحطب شرق نابلس".

ووفق القناة "12" العبرية فقد "أصيب جنديان بجروح طفيفة خلال تبادل إطلاق النار اليوم في دير الحطب شرق المدينة، حسبما أوردت وكالة "صفا" الفلسطينية.

وعلى الجهة الأخرى، وأمام تصاعد عمليات المقاومة في الآونة الأخيرة، تحدث ما يسمّى "مراقب الدولة في إسرائيل" عن أن الجيش الإسرائيلي غير جاهز لخوض معركة في الضفة الغربية.

ويشير المراقب إلى أن الجيش غير جاهز من الناحية اللوجستية، ويطالب بفحص الحاجة، لتحسين غلافه اللوجستي وهو ما عقب عليه الجيش الإسرائيلي بالقول إنه عزز حضوره في الضفة بأعداد كبيرة من الكتائب المقاتلة والوسائل التكنولوجية باعتباره جزءًا من عملية كسر الأمواج.

"أزمة التعامل مع الضفة"

وفي هذا الإطار، يعرب الخبير في الشأن الإسرائيلي حسن لافي عن اعتقاده أن الاحتلال يعيش أزمة في التعامل مع الضفة الغربية في ظل انتشار وتوسع حالة المقاومة التي بدأت من مخيم جنين لتمتد إلى كامل شمال الضفة الغربية.

وفي حديث لـ"العربي" من غزة، يلفت إلى أن إسرائيل حاولت قبل عام وضع إستراتيجية استنزافية للمقاومة من خلال عملية كسر الأمواج، لكن اتضح مع الوقت أن هذه العملية لا تكفي لوقف المقاومة المتنامية، ولذلك بدأ بالتفكير بخطوات جديدة ومبتكرة.

ويشير إلى أن الخطوات الإسرائيلية سواء كانت بعملية واسعة على غرار السوق الواقي عام 2002 أو بشكل آخر، لها تداعيات كبرى على الأمن القومي الإسرائيلي في ظل وجود جبهات مشتعلة كالجبهة الشمالية وغزة.

ومن الخطوات التي قد يفكر فيها الاحتلال، حسب اللافي، دفع السلطة الفلسطينية لممارسة دور أمني وتنسيقي، لضبط الأمن في الضفة، الأمر الذي يصطدم بإرادة فتحاوية كبيرة ترفض التنسيق الأمني، كونه لا يخدم أي مشروع سياسي.

ويرى اللافي أن الظروف السياسية التي يمر بها الاحتلال، ولا سيما أنّه على مشارف عملية انتخابية خامسة للكنيست في أقل 4 من سنوات، هي عوامل ضاغطة.

ويشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي في الحكومة الانتقالية يائير لبيد الذي ينافس على رئاسة الوزراء خارج إطار المؤسسة الأمنية ليس لديه أي بعد أمني أو عسكري سابق في تاريخه السياسي، ولذلك فهو لا يريد أن يتفاجأ بأي شي قد يعرقل حملته الانتخابية.

المقاومة في الضفة تتسع وتتجذر

من جهته، يوضح رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية أحمد رفيق عوض أن هناك أهمية دينية وثقافية كبرى وعقائدية في نابلس بالنسبة للوهم التوراتي، ولذلك هناك فإن العديد من المستوطنات تنتشر على جبال نابلس، مشيرًا إلى أن التعامل مع نابلس من قبل الاحتلال منذ عام 1967 كان مختلفًا عن بقية المناطق.

ويرى في حديث لـ"العربي" من رام الله، أن السلطة الفلسطينية تندفع بسرعة كبيرة لتسأل نفسها أسئلة مهمة جدًا، ما إذا كانت ناقلة رسائل محايدة، أو وكيلة، أو تمثل مصالح الفلسطينيين، أو لا تمثلها، وهل تقف معهم، وهل تغطيهم، مشيرًا إلى أنّها كلها أسئلة ستسألها تحت ضغطين، الأول الضغط الشعبي الفلسطيني والضغط الإسرائيلي.

وأضاف عوض أن المقاومة في الضفة تتسع وتتجذر وتأخذ أشكالًا تنظيمية جديدة، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة تبحث عن شكل مناسب ومرن وغير مكلف، وهو ما يبحث عنه الشعب الفلسطيني.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة