Skip to main content

القصة الكاملة.. كيف هدد يوسي كوهين فاتو بنسودا بأفراد عائلتها؟

الثلاثاء 28 مايو 2024
تلقت فاتو بنسودا جملة تهديدات إسرائيلية طالت أفراد عائلتها - غيتي

كشفت صحيفة "غارديان" البريطانية اليوم الثلاثاء أن الرئيس السابق لجهاز الموساد، يوسي كوهين، هدد المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، لثنيها عن التحقيق في جرائم حرب إسرائيلية وجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقالت الصحيفة البريطانية، إن كوهين راسل المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، خلال السنوات التي سبقت قرارها فتح تحقيق رسمي في اتهامات بحصول جرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

والأسبوع الماضي أعلن خليفة بنسودا، كريم خان، أنه يسعى لإصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه يوآف غالانت، بسبب الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال في عدوانه المتواصل على قطاع غزة، منذ بداية السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. 

وأوضحت الغارديان، أن القرار الأخير الذي أعلن عنه خان، كان محط خشية وتخوف من مؤسسات إسرائيل العسكرية والسياسية منذ فترة طويلة.

يوسي كوهين يهدد فاتو بنسودا

وتشير إلى أن كوهين كان بمثابة "المبعوث غير الرسمي" لنتنياهو، وأن "بنسودا أطلعت مجموعة صغيرة من كبار مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية على محاولات كوهين التأثير عليها، وسط مخاوف بشأن طبيعة سلوكه المستمرة والمهددة بشكل متزايد". وأوضحت أن "ثلاثة مصادر على دراية بالتقارير الرسمية التي قدمتها بنسودا للمحكمة في هذا الشأن".

وأفادت" الغارديان" أن كوهين شارك شخصيًا في العملية ضد المحكمة الجنائية الدولية عندما كان مديرًا لجهاز الموساد. وكانت أنشطته مُصرح بها على مستوى عالٍ ومبررة على أساس أن المحكمة تشكل تهديدًا بالمحاكمات ضد الأفراد العسكريين، وفقًا لمسؤول إسرائيلي كبير.

يوسي كوهين كان بمثابة المبعوث غير الرسمي لنتنياهو في عملية تهديد فاتو بنسودا- غيتي

ووفقًا للحسابات المشاركة مع مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، فإن كوهين قال لبنسودا: "يجب أن تساعدينا وتدعينا نهتم بك. لا تريدين الدخول في أمور قد تعرض أمنك أو أمن عائلتك للخطر".

وقال شخص مطلع على أنشطة كوهين إنه استخدم "تكتيكات مقرفة" ضد بنسودا كجزء من جهد فاشل في النهاية لتخويفها والتأثير عليها. وشبّهوا سلوكه بـ "التحرش".

وذكر مصدر إسرائيلي آخر لـ"غارديان" أن الهدف من عملية الموساد هذه، كان تعريض المدعية العامة للتهديد، أو استقطابها كشخص يتعاون مع مطالب إسرائيل.

عملية ابتزاز لفاتو بنسودا

الموساد أبدى أيضًا اهتمامًا شديدًا بأفراد عائلة بنسودا، وحصل على نصوص مسربة من تسجيلات سرية لزوجها، وفقًا لمصدرين لديهما معرفة مباشرة بالوضع. ثم حاول المسؤولون الإسرائيليون استخدام تلك المواد لتشويه سمعة المدعية.

وتلقت إسرائيل دعمًا في عمليتها من حليف غير متوقع، وهو جوزيف كابيلا، الرئيس السابق لجمهورية الكونغو الديمقراطية، الذي لعب دورًا مساعدًا في نلك المؤامرة.

ويأتي تقرير "الغارديان" حول جهود الموساد للتأثير على فاتو بنسودا في وقت حذّر فيه المدعي العام الحالي، خان، خلال الأيام الأخيرة من أنه لن يتردد في مقاضاة "محاولات عرقلة أو تهديد أو تأثير غير ملائم" على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية.

ووفقًا لخبراء قانونيين ومسؤولين سابقين في المحكمة الجنائية الدولية، يمكن أن تؤدي جهود الموساد لتهديد أو وضع ضغط على بنسودا إلى ارتكاب جرائم ضد إدارة العدالة وفقًا للمادة 70 من ميثاق روما الذي أنشأ المحكمة.

ووفقًا لمصدرين، كانت هناك حتى شكوك بين كبار مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية بأن إسرائيل زرعت مصادر داخل قسم المدعي العام بالمحكمة.

وفي السياق، أكد مكتب المدعي العام الحالي للجنائية الدولية، كريم خان، تعرضه "لعدة أشكال من التهديدات والاتصالات التي يمكن اعتبارها محاولات للتأثير بشكل غير مبرر على أنشطته".

المصادر:
ترجمات
شارك القصة