كشفت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية اليوم الأربعاء، أن مقر إقامة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران استهدف بقذيفة أُطلقت من الجو.
وتابعت الوكالة أن اغتيال هنية تم في حدود الساعة 2 بعد منتصف الليل بتوقيت إيران، في مقر إقامته شمالي العاصمة.
كما ذكرت وكالات أنباء إيرانية رسمية أن الشهيد إسماعيل هنية كان يقيم في مقر لقدامى المحاربين في شمال طهران.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد أعلنت صباح اليوم استشهاد إسماعيل هنية إثر "غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان".
ووفق مراسل التلفزيون العربي حازم كلاس من طهران، لم يكن هنية يقيم في أي من فنادق العاصمة الإيرانية المعروفة إنما في مكان خاص وفقًا لترتيبات أمنية، في شمال طهران.
اجتماع لجنة الأمن القومي الإيراني
من جهتها، أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية بأن لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن مسؤولين إيرانيين أن قائد فيلق القدس يعقد إلى جانب لجنة الأمن القومي، اجتماعًا بمقر إقامة المرشد الأعلى.
ونقل مراسلنا من طهران عن المسؤول الإيراني والقائد السابق للحرس الثوري محسن رضاي، تأكيده أن إسرائيل ستدفع ثمنًا باهظًا لاغتيال إسماعيل هنية في طهران، وهذا ما كان قد قاله أيضًا المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان.
رسائل اغتيال هنية
وفيما يتعلق بالرسائل التي حملها استهداف إسماعيل هنية في إيران، نقل كلاس عن وكالة "نور نيوز" المقربة من المستشار السياسي للمرشد الإيراني أن اغتيال هنية في طهران "مقامرة خطيرة تهدف إلى ضرب الردع الإيراني".
وتابعت الوكالة أن هذه الخطوة "تجاوزت كل الخطوط الحمراء الإيرانية، وسيحمل ذلك ثمنًا كبيرًا لإسرائيل، في إطار رد إيران".
ويحمل هذا الكلام دلالات كبيرة وفق مراسلنا، فضرب الردع الإيراني وتجاوز الخطوط الحمراء التي تتحدث عنها وكالة "نور نيوز" يأتي في إطار المعادلة التي حاولت إيران صكها قبل أشهر، عندما قامت باستهداف مواقع إسرائيلية بالصواريخ.
حينها، قالت طهران إن هذا الأمر يفرض معادلة ردع جديدة بين إيران وإسرائيل، وإن الاحتلال لم يتمكن من الرد على هذه العملية التي كانت إيران قد نفذتها إثر استهداف إسرائيل قنصلية إيران في دمشق.
وأردف كلاس: "هذا يضع معادلة الردع التي أرادت إيران صكها تحت سؤال كبير.. هناك اختراق أمني بغض النظر عن الطريقة التي نُفذ فيها الاغتيال، أكان بصاروخ عابر للحدود أو بطائرة مسيّرة داخل إيران.. وهذا ما يدفع المسؤولين الإيرانيين إلى التريث ودراسة أبعاد وأسباب الحادثة".