الثلاثاء 17 Sep / September 2024

المرونة العصبية.. ما هي وكيف تمد الطفل بالقدرة على التعلم من التجارب؟

المرونة العصبية.. ما هي وكيف تمد الطفل بالقدرة على التعلم من التجارب؟

شارك القصة

المرشدة الأسرية والتربوية غاية صلاح تشرح أهمية تحسين المرونة العصبية لدى الأطفال (الصورة: تويتر)
تمد المرونة العصبية الطفل بالقدرة على التعلّم والتفريق بين العادات السيئة والإيجابية، إذ تتكوّن روابط الخلايا الدماغية في السنوات الأولى لحياته.

يُقال إن "العلم في الصغر كالنقش في الحجر"، حيث يُطبع تعلّم المهارات في عقول الأطفال منذ الصغر، والسبب هو المرونة العصبية.

والمرونة العصبية هي قدرة الدماغ على إيجاد وتكوين وتغيير المسارات والروابط تبعًا للتجارب، حيث يتضاعف حجم الدماغ في السنة الأولى من عمر الطفل ويستمر في النمو إلى حوالي 80% من حجم دماغ البالغين بعمر الثالثة ويكتمل نموّه بنسبة 90% بحلول سن الخامسة.

وبحسب المتخصصين، فإن هذه المرونة تمد الطفل بالقدرة على التعلّم والتفريق بين العادات السيئة والإيجابية، إذ تتكوّن روابط الخلايا الدماغية في السنوات الأولى لحياته. ويكوّن الطفل مليون وصلة عصبية جديدة بكل ثانية.

وأكدت الأبحاث العلمية أهمية تلك الروابط للتنظيم الذاتي والتحفيز وحل المشكلة واحترام الذات، حيث تُبنى من خلال التجارب اليومية والتفاعلات مع المحيط.

وتُعد الفترة ما بين الولادة وسن الخامسة حرجة لأنّ دماغ الطفل يكون أكثر انشغالاً من دماغ الكبار، فهو يتعلّم ويكتشف أفضل طريقة للتعامل مع المحيط وجميع ذلك يرتبط بالتفاعلات المختلفة.

نتائج فعّالة

وأكدت المرشدة الأسرية والتربوية، غاية صلاح، أن الآباء الذين يتبنّون فلسفة إعطاء الخبرات والتجارب المتنوعة للطفل وبشكل متكرّر، سيحصدون نتيجة فعّالة وواضحة.

ويمنح التحدث والغناء واللعب مع الأطفال منذ ولادتهم، فرصة لهم لاستكشاف عالمهم ومحيطهم، كما توفّر القراءة للطفل تجربة غنية تساعده على تعلّم اللغة مبكرًا.

وتابعت صلاح في حديث إلى "العربي" من قطر، أن تحسين المرونة العصبية يحتاج لكل المهارات الاجتماعية والتجارب والتعلّم، داعية إلى توسيع الخيارات المعرفية بكل أنواعها وهو ما يساعد على بناء وخلق التشابكات العصبية.

وأكدت على ضرورة مراعاة تفضيلات الطفل كاختياره لوجبة طعام أو لعبة معينة، لكن مع الحرص على جعله يقدم على تجربة خيارات أخرى.

وأضافت صلاح أن تحسين المرونة العصبية لا يقتصر على الأطفال فقط بل يشمل الكبار أيضًا، ويتحقّق ذلك على سبيل المثال عند السفر ورؤية مناطق وثقافات جديدة وتذوّق أطعمة مختلفة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close