أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن المساعدة الإنسانية التي يُسمح بإدخالها إلى قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ ثمانية أشهر تقريبًا "لا تصل إلى السكان"، في وقت وصفت فيه واشنطن الوضع الإنساني في القطاع بالمروع.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ينس لاركي خلال المؤتمر الصحافي الاعتيادي للمنظمة الدولية في جنيف إن "المساعدة التي تدخل لا تصل إلى السكان وهذه مشكلة كبرى".
انتقاد أممي لإسرائيل
وشدّد لاركي بالقول: "إننا بحاجة بالتالي إلى مساعدة إضافية"، مشيرًا بصورة خاصة إلى سلوك إسرائيل عند معبر كرم أبو سالم، نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات وخصوصًا بعدما أغلق الجيش معبر رفح مع مصر عند دخول قواته المدينة في السابع من الشهر الجاري.
وأضاف لاركي: "نواصل التشديد على أن واجب السلطات الإسرائيلية عملًا بالقانون والقاضي تسهيل المساعدة لا يتوقف عند الحدود".
وأشار إلى أن "هذا الواجب لا يتوقف عندما تعبر الشاحنات الحدود ببضعة أمتار فتغادرون في الاتجاه الآخر وتتركون العاملين الإنسانيين يعبرون مناطق المعارك النشطة للوصول إليها، وهو أمر لا يمكنهم القيام به".
ودعا لاركي إلى وصول آمن وبلا عقبات للتوجه إلى نقطة إيداع المساعدات حتى يمكن تسلمها ونقلها إلى الناس في غزة.
وراح يقول: "نتمنى بالطبع أن يحترم جميع الأطراف واجباتهم عملًا بالقانون. لذلك لدينا تدابير إبلاغ وفض النزاع. يعود لهم أن يكونوا بمستوى واجباتهم".
ومع مواصلة إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، نزح 2 مليون فلسطيني من منازلهم، يعيشون حاليًا في ظروف إنسانية صعبة، ويشكو أهالي القطاع من تكاثر حشرات البعوض والقوارض، مع تكدس النفايات وتسرّب مياه الصرف الصحي، إضافة إلى الخطر المتمثل بالجثث المتحللة تحت الأنقاض دون التمكن من انتشالها.
بلينكن: الوضع الإنساني بغزة مروع
وضمن هذا السياق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الجمعة، إن الوضع الإنساني لا يزال مروعًا في قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بتوزيع المساعدات على المدنيين.
وقال الوزير الأميركي خلال مؤتمر صحفي في براغ: "لا يزال معبر رفح مغلقًا وهذه مشكلة حقيقية"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا مكثفة لتلبية الاحتياجات الملحة للمدنيين في غزة.
"كارثة إنسانية وشيكة"
من جهته، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الجمعة، من تبعات الكارثة الإنسانية جراء اشتداد أزمات الغذاء والماء والدواء إثر إغلاق الجيش الإسرائيلي لمعابر القطاع منذ 24 يومًا.
وقال الإعلامي الحكومي، في بيان: "نُحذّر من اشتداد أزمات الغذاء والماء والدواء وتفاقم المجاعة والعطش بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية إدخال المساعدات والوقود إلى قطاع غزة ونُحملهم المسؤولية الكاملة عن كارثة إنسانية وشيكة".
وأضاف: "يواصل جيش الاحتلال إغلاق جميع المعابر والمنافذ المؤدية إلى غزة منذ 24 يومًا، بدعم كامل وتأييد من الإدارة الأمريكية، مما يُنذر بتفاقم أزمات الغذاء والماء والدواء، وهو ما يعزز فرص وقوع مجاعة حقيقية في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية ينفذها الاحتلال وتدعمها الإدارة الأميركية".
والخميس، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن كمية الغذاء والمساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة انخفضت بمقدار الثلثين، منذ أن بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية في منطقة رفح بجنوب القطاع هذا الشهر.