الثلاثاء 17 Sep / September 2024

المعارك تتجدد في الخرطوم.. هل تحسم مفاوضات جدة الحرب؟

المعارك تتجدد في الخرطوم.. هل تحسم مفاوضات جدة الحرب؟

شارك القصة

رئيس تحرير صحيفة "المستقبل برس" صديق دلاي يصف الهدنة الأخيرة في السودان بـ"الناجحة" (الصورة: غيتي)
استيقظ سكان الخرطوم مجددًا على صوت القصف بعد انتهاء الهدنة التي امتدت لـ24 ساعة بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما يُنظر إلى مفاوضات جدة على أنها الحل الأخير.

على وقع انتهاء الهدنة التي امتدت لـ24 ساعة، استيقظ سكان الخرطوم صباح اليوم الأحد على صوت تجدد الاشتباكات، مع استئناف الجيش وقوات الدعم السريع للمعارك.

وقال نصر الدين أحمد المقيم بجنوب العاصمة لـ"فرانس برس": "اليوم استيقظنا على صوت الاشتباكات"، مضيفًا بأسى: "كأننا كنا في حلم أمس واليوم استيقظنا منه".

ومنذ بدء النزاع في 15 أبريل/ نيسان الماضي، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف النار سرعان ما كان يتمّ خرقها.

لكن أفاد شهود في الخرطوم لـ"فرانس برس" أمس السبت، بأن الهدنة احترمت بشكل أفضل من سابقاتها، وأن الهدوء ساد مختلف أنحاء العاصمة بدلًا من أصداء القصف المدفعي والجوي أو الاشتباكات.

وتم التوصل إلى الهدنة بوساطة سعودية - أميركية، وقد حذّر الجانبان من أن عدم احترام طرفي النزاع للهدنة الجديدة سيدفع إلى "تأجيل محادثات جدة" المعلّقة بينهما، منذ أكثر من أسبوع.

وصباح الأحد، أكد شهود في الخرطوم سماع "أصوات القصف والاشتباكات بعد عشرة دقائق من انتهاء الهدنة".

وتحدّث شهود في أنحاء مختلفة من الخرطوم، عن "قصف بالطيران واشتباكات" في شرقها، و"قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة" في العاصمة وضاحية أم درمان في شمالها، واشتباكات "بمختلف أنواع الأسلحة" في شارع الهواء بجنوب الخرطوم.

وتعاني الخرطوم التي كان يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة قبل بدء المعارك، كغيرها من مدن أخرى، من نقص في المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء وتراجع الخدمات الأساسية. وتركها مئات الآلاف من سكانها منذ بدء القتال.

وعلى رغم أن توقعات السكان حيال الهدنة كانت متواضعة، لكن توقف المعارك السبت أتاح لأهل العاصمة الخروج من منازلهم بأمان نسبي، وشراء حاجياتهم الضرورية خصوصا الغذائية، أو البحث عن علاجات طبية باتت نادرة.

ما المنتظر من مفاوضات جدة؟

من جانبه، وصف رئيس تحرير صحيفة "المستقبل برس"، صديق دلاي، الهدنة الجديدة بـ"الناجحة"، بسبب الشروط التي وضعتها الوساطة، حيث يهتم كل من الجيش وقوات الدعم بإجراء المفاوضات في جدة، خاصة أن قائد الجيش أبدى استعداده لأي اتفاق من أجل إنهاء هذه الحرب.

وتحدّث دلاي في تصريح لـ"العربي" من الخرطوم، عن انفلات أمني كبير في العاصمة، من حالات سرقة ونهب غير مسبوقة للأسواق والبيوت، فضلًا عن التعديات واغتصاب النساء.

وأكد أن الخطة المنتظرة من المفاوضات هي إرساء وقف دائم لإطلاق النار، وهناك اقتراح بجمع قوات الدعم السريع في معسكر واحد بحماية دولية، مع وجود خيار أمام العناصر في هذا المعسكر، إما الدمج أو التسريح، وفي كلا الأمرين تكون مسألة قوات الدعم السريع قد انتهت.

كما من المتوقع طرح رؤية سياسية حول تشكيل حكومة موسعة، وبالتالي فإن مفاوضات جدة ستحسم هذه الحرب. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close