أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، عن "شكره للدبلوماسيين والموظفين الأميركيين في السعودية على عملهم الجاد في التوسط لإنهاء الصراع، ودعم التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني".
وكتب بلينكن، في تغريدة عبر تويتر، "اليوم في مدينة جدة السعودية، شكرت دبلوماسيينا وموظفينا على عملهم الجاد لإجلاء المواطنين الأميركيين، والتوسط لإنهاء الصراع، ودعم التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني".
Today in Jeddah, I thanked our diplomats and locally employed staff for their hard work to evacuate American citizens, mediate an end to the Sudan conflict, and support the Sudanese people’s democratic aspirations. Their dedication inspires us all. pic.twitter.com/vzOZ0tQaG6
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) June 7, 2023
وبحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع وزير الخارجية الأميركي، أوجه التعاون بين البلدين في قضايا إقليمية ودولية.
وجاء ذلك خلال اجتماع بينهما في قصر السلام بجدة، الثلاثاء، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" فجر الأربعاء.
وخلال اللقاء، شكر بلينكن الأمير محمد بن سلمان على دعم السعودية في إجلاء مئات المواطنين الأميركيين من السودان، وعلى شراكتها المستمرة في المفاوضات الدبلوماسية لوقف القتال هناك، حسب بيان نشرته وزارة الخارجية الأميركية، مساء الثلاثاء، على موقعها الإلكتروني.
وكان بلينكن قد وصل السعودية، مساء الثلاثاء، في زيارة تستغرق 3 أيام، "في مهمة تهدف لترسيخ علاقة واشنطن مع الرياض بعد سنوات من الخلافات العميقة.
والأحد دعت السعودية والولايات المتحدة، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الاتفاق على وقف جديد "فعال" لإطلاق النار.
يأتي هذا فيما، تشهد الخرطوم ومدن أخرى، منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خلَّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في أحد أفقر دول العالم.
"تراجع حدة المواجهات"
ميدانيًا، أفاد مراسل "العربي" في الخرطوم، بأن حدة المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تراجعت في العاصمة السودانية، واقتصرت على اشتباكات متقطعة بالقرب من سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة.
وأضاف بأن حدة الاشتباكات المباشرة ما بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع قلت صباح اليوم الأربعاء في كثير من محاور القتال، ولكنه تحدث عن تحليق للطائرات الحربية، وصوت المضادات الأرضية التي تطلقها قوات الدعم السريع.
وأردف أن اشتباكات متقطعة دارت وسط الخرطوم، تحديدًا بالقرب من سلاح المدرعات بالشجرة، وهي المنطقة التي تتمركز فيها القوات المسلحة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، مشيرًا إلى قوات الدعم السريع تريد الاستيلاء على الأسلحة التي تصل إلى القوات المسلحة في هذه المنطقة.
ونقل مراسلنا عن شهود عيان، بأن القوات المسلحة بدأت تتقدم إلى أن وصلت حتى منطقة جبرة.
وسط اتصالات دبلوماسية لخفض التصعيد والتوصل إلى هدنة.. تصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في #الخرطوم تقرير: محمد الشياظمي#السودان pic.twitter.com/Ey6pMJbEHE
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 7, 2023
ولفت إلى وقوع اشتباكات في مناطق أخرى أيضًا، تحديدًا في منطقة الكلاكلة التي شهدت أمس الثلاثاء اشتباكات عنيفة جدًا في أبو آدم، حيث امتدت الاشتباكات حتى الأزهري وحي السلمة.
وأشار إلى أن هذه الأحداث باتت أمرًا مقلقًا جدًا بالنسبة للمدنيين، مع سقوط القذائف على المنازل، لافتًا إلى سقوط قاذفة من مدرعة الثلاثاء على منطقة الفتيحاب في حي سكني، راح ضحيتها مواطن من المنطقة.
وأوضح مراسل "العربي"، أن استخدام السلاح الثقيل يعرض حياة الكثيرين للخطر حتى ولو لم تكن هناك مواجهات مباشرة، ولكن المدفعيات التي تطلق من مسافات بعيدة تؤثر كثيرًا على حياة المواطنين.
الوضع في مدينة الجنينة
وفي سياق متصل، أفاد مراسلنا أن مدينة الجنينة أصبحت خارج الخدمة تمامًا، حيث لا يستطيع الناس التواصل بشكل مباشر، وسط معلومات تشير إلى أن المدينة تعرضت إلى انتهاكات جسيمة جدًا، وأن أعدادًا كبيرة من سكانها فروا إلى دولة تشاد.
ولفت إلى أن الأوضاع في مدينة زالنجي وهي الناحية الشرقية لمدينة الجنينة وسط دارفور في غاية السوء نتيجة للمعارك التي دارت ما بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة.
وأشار إلى حدوث اشتباكات أيضًا في مدينة كتم، حيث نفت القوات المسلحة في بيان أمس الثلاثاء استيلاء الدعم السريع على هذه المنطقة، ولكن قوات الدعم السريع ردت بفيديوهات تقول فيها إنها أحكمت سيطرتها على حامية مدينة كتم.
وخلص مراسل "العربي"، إلى أن محاور القتال في جميع أنحاء البلاد ما زالت مفتوحة حتى هذه اللحظة في ظل الأنباء الواردة عن المحادثات والمفاوضات الجارية بجدة، فيما يأمل السودانيون في أن يتم التوصل إلى هدنة أو وقف إطلاق النار، وأن تتيح الفرصة فتح ممرات أمنة.