لليوم الثاني على التوالي، تستمر روسيا في هجومها على أوكرانيا، إذ أطلقت موسكو، فجر الخميس، عملية عسكرية في كييف، دمرت خلالها 118 موقعًا للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية، وفقًا لوزارة الدفاع الروسية.
وأعلن الجيش الأوكراني صباح الجمعة، أنه يقاتل وحدات من المدرّعات الروسية في مدينتَي ديمر وإيفانكيف الواقعتين على التوالي على بُعد 45 و80 كلم شمال كييف العاصمة.
وكتبت القوات البريّة الأوكرانية على صفحتها على موقع فيسبوك أن "القوات المجوقلة الهجومية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية تقاتل حول مدينتَي ديمر وإيفانكيف، حيث وصل عدد كبير من مدرّعات العدو".
وشنت روسيا هجومها برًا وجوًا وبحرًا أمس الخميس بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الحرب، في أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وقصفت الصواريخ العاصمة الأوكرانية اليوم الجمعة، إذ تواصل القوات الروسية تقدمها، فيما ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهود، قائًلا: إن "العقوبات التي تم الإعلان عنها حتى الآن ليست كافية".
ويقول بوتين إن روسيا تنفذ "عملية عسكرية خاصة" لمنع الحكومة الأوكرانية من ارتكاب "إبادة جماعية بحق شعبها" وهو اتهام يصفه الغرب بأنه لا أساس له من الصحة. ويقول بوتين أيًضا إن أوكرانيا دولة غير شرعية تعود أراضيها تاريخيًا إلى روسيا، وفقًا لوكالة "رويترز".
"غوستوميل" تحت سيطرة القوات الأوكرانية
وفي سياق متصل، أكدت رئاسة هيئة الأركان العامة الأوكرانية، اليوم الجمعة، أن مطار "غوستوميل" العسكري بالعاصمة كييف تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
وذكرت رئاسة الأركان في بيان أن قوات الدفاع الأوكرانية واصلت مقاومة الوحدات الروسية ليل الخميس- الجمعة.
وأوضحت أن الوحدات الروسية شنت هجومًا جويًا على مدينة كروبيفنيتسكي (وسط)، مع تحليق للمروحيات الروسية في مدينتي "فيلكوفو" و"تيراسبول".
وأكدت أن القوات الجوية الأوكرانية تنفذ عمليات ضد الوحدات الروسية المتقدمة بمدرعات في منطقتي "ديمر" و"إيفانكوف" الواقعتين على نهر "تتريف"، مع تدمير جسر على النهر لمنع تقدم القوات الروسية.
وعن مطار غوستوميل، أكد البيان أن القوات الأوكرانية الدفاعية تحافظ على سيطرتها على المطار الذي تعرض لعمليات إنزال جوية روسية ضخمة ليل الخميس- الجمعة.
وشدد على أن القوات الجوية في الجيش الأوكراني تحمي سماء العاصمة كييف، وأن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية صدت هجومات صاروخية فجر الجمعة في سماء العاصمة.
ومساء الخميس، أعلنت أوكرانيا، استعادة السيطرة على مطار غوستوميل شمال كييف بعد ساعات من سيطرة القوات الروسية عليه.
وصباح الجمعة دوّت صفارات الإنذار في كييف واستمرت لمدة دقيقتين.
من جهته، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة إن روسيا ستنشر مظليين للمساعدة في حراسة محطة تشرنوبل للطاقة النووية المغلقة بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف.
وقال المتحدث في إفادة صحفية: إن "مستويات الإشعاع في المحطة طبيعية".
سلامة الرئيس الأوكراني "مهدّدة"
وعلى صعيد المواقف الدولية، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الجمعة أن الرئيس الروسي يريد "إخراج أوكرانيا من خارطة الدول"، معتبرًا أن "سلامة" الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باتت مهدّدة بالهجوم الروسي.
وقال لودريان في تصريح لإذاعة "فرانس انتر": إنّ "الحرب شاملة. الرئيس بوتين اختار إخراج أوكرانيا من خارطة الدول". وأكد أن "سلامة الرئيس زيلينسكي تشكل عنصرا مركزيا فيما يحصل، نحن قادرون على مساعدته إذا لزم الأمر".
روسيا تريد الاستيلاء على أوكرانيا بأكملها
من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس اليوم الجمعة: إن "روسيا تعتزم الاستيلاء على أوكرانيا بالكامل"، لكن الجيش الروسي فشل في تحقيق أهدافه في اليوم الأول من الهجوم.
وأضاف والاس لشبكة سكاي: "وجهة نظرنا بالتأكيد هي أن الروس يعتزمون غزو أوكرانيا بالكامل".
ووصف وزير الدفاع البريطاني بوتين، الذي يهيمن على المشهد السياسي في روسيا منذ عام 1999، بأنه فقد صوابه.
وقال: "أعتقد بالتأكيد أنه فقد صوابه بالكامل. لن يتصرف أي شخص آخر يتمتع بكامل قواه العقلية بالشكل الذي نراه على شاشات التلفزيون اليوم".
وأشار والاس إلى أن الجيش الروسي فشل في تحقيق أهدافه الرئيسية، في تناقض مباشر مع تصريحات لوزارة الدفاع الروسية بأنها حققت جميع أهدافها الرئيسية في اليوم الأول من العملية العسكرية.
