الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

المغرب يتلقى ضربة من "أوميكرون".. هكذا سيؤثر الإغلاق على السياحة

المغرب يتلقى ضربة من "أوميكرون".. هكذا سيؤثر الإغلاق على السياحة

شارك القصة

السلطات المغربية عادت لتغلق الحدود في وجه السياح (غيتي)
السلطات المغربية عادت لتغلق الحدود في وجه السياح (غيتي)
بينما كان المهنيون يعوّلون على عطل أعياد نهاية السنة، يأسف رئيس فيدرالية الفندقيين المغاربة لحسن زلماط لكون "الانتعاشة المأمولة لن تتحقق".

بات العاملون في قطاع السياحة في المغرب يتخوفون من ضربة جديدة، تعمّق أزمة هذا القطاع الحيوي للاقتصاد المغربي للعام الثاني، بسبب إغلاق الحدود مجدّدًا جراء جائحة كوفيد-19، خصوصًا مع فرنسا التي تعد أهم مصدر للسياح الأجانب.

وقبيل تعليق الرحلات الجوية تمامًا لأسبوعين تحسبًا لانتشار المتحورة "أوميكرون" ابتداء من الإثنين، أغلق المغرب حدوده منذ الأحد الماضي، وحتى إشعار آخر مع فرنسا، بسبب تطورات الوضع الوبائي في"جواره الأوروبي.

وكانت الرحلات معلقة أيضًا منذ الشهر الماضي، مع بريطانيا وألمانيا وهولندا، وجميعها من الدول التي يأتي منها السياح عادة للسياحة في المغرب.

وبينما كان المهنيون يعوّلون على عطل أعياد نهاية السنة، لتخفيف الخسائر التي يتكبدها القطاع منذ عامين، يأسف رئيس فيدرالية الفندقيين المغاربة لحسن زلماط لكون "الانتعاشة المأمولة لن تتحقق".

ويضيف زلماط: "كل الحجوزات ألغيت وجل الفنادق سوف تضطر للإغلاق، علمًا أن نحو 50% منها مغلقة أصلًا منذ بدء الجائحة".

"الضربة القاضية" للقطاع

ويصف رئيس فيدرالية أرباب وكالات الأسفار محمد السملالي، تعليق الرحلات مع فرنسا في هذه الفترة بالذات "بالضربة القاضية للقطاع". وينبّه إلى أن "قرابة 80% من وكالات الأسفار ما تزال مقفلة منذ ظهور الجائحة" مطلع 2020.

وبعدما ظلت مغلقة في وجه 54 بلدًا لأشهر طويلة بعد ظهور الجائحة، أعاد المغرب فتح حدوده تدريجيًا ابتداءً من يونيو/ حزيران الماضي، ما مكن من تحقيق تحسن نسبي لنشاط هذا القطاع الحيوي للاقتصاد المغربي الذي يشكل قرابة 7% من الناتج الداخلي الخام.

وتبعًا لذلك، ارتفع عدد السياح القادمين إلى المملكة إلى قرابة مليونين ما بين يونيو وأغسطس/ آب الماضيين، مقابل 165 ألفًا خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفق آخر نشرة لوزارة المالية حول الظرفية الاقتصادية.

وبقيت آمال استمرار هذا الانتعاش قائمة مع تحسن الوضع الوبائي في المملكة خلال الأشهر الأخيرة، ما سمح برفع حظر التجوال الليلي المفروض لأشهر، وتخفيف القيود على التنقلات داخل المملكة وعلى ولوج الفنادق والمطاعم والمرافق السياحية.

لكن السلطات المغربية عادت لتغلق الحدود في وجه المسافرين القادمين من ألمانيا وهولندا وبريطانيا ابتداء من 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قبل أن تضاف فرنسا إلى اللائحة ابتداءً من الأحد وحتى إشعار آخر.

ويريد المغرب من إغلاق حدوده "الحفاظ على المكاسب الهامة" التي تحققت في التصدي للجائحة، إضافة إلى حملة التلقيح التي استفاد منها حتى الآن أكثر من 60% من عدد السكان البالغ أكثر من 22 مليونًا.

لكن مدير مكتب "بروتوريزم" الفرنسي المتخصص في القطاع ديدبي أرينو، يرى أن تعليق الرحلات الدولية الآن يشكل "خبرًا سيئًا بالنسبة للسياحة المغربية التي هي في وضع جد صعب مع خسائر كبيرة في رقم المعاملات، خصوصًا أنه يأتي بعد ارتفاع في الحجوزات باتجاه المغرب الذي كان قد أصبح بديلًا لوجهات سياحية أخرى".

إلغاء حجوزات

ويزيد في حجم الخسائر المتوقعة أن الإغلاق يصادف شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الذي "كان ينتظر قدوم نحو مئة ألف سائح فرنسي ألغوا حجوزاتهم الآن"، وفق رينو.

وساهمت السياحة الداخلية في امتصاص الصدمة خلال الصيف الماضي، إلا أن المهنيين لا يعولون عليها كثيرًا لتقليل الخسائر المرتقبة خلال نهاية العام، "في ظل حالة عدم اليقين المرتبطة بتطورات الوباء"، كما يقول لحسن زلماط.

وتراجعت مداخيل القطاع إجمالًا بمعدل 65% بين 2019 (نحو 7,5 ملايين يورو) وعام 2020، وفق أرقام رسمية.

كما انهارت عدد ليالي المبيت في الفنادق من 25,2 مليون ليلة عام 2019 إلى سبعة ملايين فقط في العام التالي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close