بعد صد ورد، حسم أخيرًا رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش، اليوم الأربعاء، أمره وقرر بيع نادي تشيلسي الإنكليزي لكرة القدم بعد 19 عامًا من شراء النادي اللندني، متعهدًا بالتبرع بأموال من عملية البيع لمساعدة ضحايا الحرب في أوكرانيا.
ويأتي قرار أبراموفيتش على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا، والذي خلق تظافرًا دوليًا ضد موسكو، وخنقها اقتصاديًا ضمن محاولات عالمية لثنيها عن المضي بالحرب التي أكملت أسبوعها الأول.
ضغوط بريطانية
ومع تزايد الضغوط حول معاقبة رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش في بريطانيا، باعتباره واحدًا من الأثرياء الروس المقربين من دائرة الرئيس فلاديمير بوتين، يبدو أنه خضع للأمر الواقع.
وقال أبراموفيتش في بيان عبر موقع حامل لقب دوري أبطال أوروبا وبطل كأس العالم للأندية على الإنترنت: "كنت دائمًا أتخذ قرارات في مصلحة النادي".
ومضى يقول: "في الوضع الحالي، اتخذت قرارًا ببيع النادي، حيث أعتقد أن هذا في مصلحة النادي والجماهير والموظفين وكذلك رعاة النادي وشركائه".
ولفت أبراموفيتش إلى أنه لن يطالب النادي بسداد القروض التي منحها له، ويقدر إجمالي قيمتها بنحو 1.5 مليار جنيه إسترليني (2.0 مليار دولار)، ولن يتم تسريع عملية البيع.
وأضاف أنه طلب من مساعديه إنشاء مؤسسة خيرية تتلقى جميع العائدات الصافية من عملية البيع.
وأكد الملياردير الروسي في البيان: "المؤسسة ستعمل لصالح جميع ضحايا الحرب في أوكرانيا. وهذا يشمل توفير الأموال الضرورية لتلبية الاحتياجات العاجلة للضحايا فضلًا عن عمليات التعافي طويلة المدى".
وتسبب مالك نادي تشيلسي الإنكليزي أمس بموقف محرج لرئيس الوزراء بوريس جونسون، بعد أن انتفضت المراسلة الأوكرانية داريا كالينيوك لتعاتبه في مؤتمر صحافي حول وعوده بمساعدة بلادها ضد الهجوم الروسي.
كالينيوك قالت في معرض مداخلتها المشحونة بالانفعال والدموع: إنه بينما يموت الأطفال في أوكرانيا ينعم أبراموفيتش وأولاده بالأمان في العاصمة البريطانية لندن.
تاريخ مع النادي
لكنه أبراموفيتش بدا واضحًا أنه يحاول استعجال الأمر، قبل أن تطاله العقوبات البريطانية التي بدأت تسري مفاعيلها على عدد من الأوليغارشيين الروس المقربين من الرئيس فلادمير بوتين.
وحقق أبراموفيتش مع النادي دوري أبطال أوروبا العام الماضي، وعام 2012. وهو يستعد لتلقي عروض من 3 أطراف هذا الأسبوع لبيع النادي، الذي اشتراه عام 2003.
وجمع أبراموفيتش البالغ من العمر 55 عامًا ثروته من خلال استحواذه على أصول نفطية روسية تمت خصخصتها بعد نهاية الاتحاد السوفيتي، وحين رفضت بريطانيا عام 2018 تجديد تأشيرة الاستثمار له، مع تدهور العلاقات بين المملكة المتحدة وروسيا، استعان الثري الروسي بجواز سفره الإسرائيلي، واستخدمه في تخليص أموره والاستقرار في بريطانيا كمواطن تابع لإسرائيل.
وعدا عن مسألة النادي، فقد جاءت مواقف لندن متصلبة من الهجوم الروسي على الجارة أوكرانيا، إذ وجّه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الأربعاء، اتهامًا لروسيا بارتكاب "جريمة حرب" في أوكرانيا بسبب الأسلحة التي تستخدم ضد المدنيين.
وحمل كلام جونسون لهجة ثقيلة تجاه الرئيس الروسي شخصيًا، معتبرًا أنه "ارتكب خطًأ فادحًا في التقدير مرتين في هجومه الشنيع على دولة ذات سيادة"، موضحا أنه "استخف بالصمود الاستثنائي للشعب الاوكراني وكذلك بوحدة العالم الحر وتصميمه على معارضة همجيته".