الأحد 1 Sep / September 2024

"الموت يلاحقهم".. آلاف الفلسطينيين يعيشون "الجحيم" في مستشفى الشفاء

"الموت يلاحقهم".. آلاف الفلسطينيين يعيشون "الجحيم" في مستشفى الشفاء

شارك القصة

أخلى الاحتلال مستشفى الشفاء من المرضى بالقوة في نوفمبر الماضي- غيتي
أخلى الاحتلال مستشفى الشفاء من المرضى بالقوة في نوفمبر الماضي- غيتي
يحتمي 30 ألف غزّي على الأقلّ في مئات الخيام البدائية داخل المجمّع الطبّي الذي أخلي من جميع المرضى تقريبًا بعدما اقتحمه جيش الاحتلال.

أصبحت أكوام الأنقاض في مستشفى الشفاء الذي خرج عن الخدمة بعدما حاصره جيش الاحتلال الإسرائيلي واقتحمه في نوفمبر/ تشرين الثاني، ملجأ لآلاف الفلسطينيين الذين دمرت منازلهم في شمال غزة. 

ويحتمي 30 ألف فلسطيني على الأقلّ في مئات الخيام البدائية داخل المجمّع الطبّي الذي أخلي بالقوة من جميع المرضى تقريبًا بعدما اقتحمه الجيش الإسرائيلي في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني ونفّذ فيه عمليات عسكرية استمرت أيامًا عدّة. كما تم اعتقال عدد من الأشخاص من مستشفى الشفاء واستجوابهم، من بينهم مديره محمد أبو سلمية.

"الموت يلاحقنا"

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن نازحين في مجمّع الشفاء إنهم يفتقرون إلى كل شيء، من حليب الأطفال إلى القماش المشمّع لحمايتهم من المطر والبرد.

ويشرح سهيل أبو ضلفة البالغ 56 عامًا الذي نزح من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث يتواصل القصف الذي طال منزله وأصاب ابنه محمد البالغ 20 عامًا، واحتمت إثره الأسرة بالمستشفى: "وضَعنا قماشة وعملنا خيمة ولا نعرف هل سيقتحمون الشفاء مجدّدًا، أينما نذهب الموت يلاحقنا، إسرائيل دمرت غزة وتريد قتل وتهجير كلّ سكانها". 

حياتنا "جحيم"

أمّا محمد دلول، الذي وصل مع زوجته وأطفاله الثلاثة إلى الشفاء "بصعوبة كبيرة"، فيؤكّد أنّ "القصف وإطلاق النار" لم يتوقف طوال الطريق إلى المستشفى الذي يأمل الآن أن يكون "آمنًا"، فيما يستمر القصف المدفعي منذ "عدّة أيام". 

وقال لوكالة "فرانس برس": "حياتنا جحيم صارت، لا كهرباء ولا ماء ولا طحين ولا خبز ولا دواء للصغار كلهم مرضى، ما في مسكّن ألم ولا حرارة". 

ويؤكّد أنّ "كلّ ما يشغل بالنا هو كيف نبقى أحياء"، موضحًا أنه لم يتمكن من حمل أيّ شيء من منزله في حي الزيتون بالبلدة القديمة في غزة، والذي دمّر بالكامل.

دمار واسع تركه الاحتلال في مستشفى الشفاء - غيتي
دمار واسع تركه الاحتلال في مستشفى الشفاء - غيتي

"لا أحد يشفق علينا"

وتعرّضت المعدات الطبية والمباني في المجمع الطبي لأضرار بالغة، جعلت من المستحيل عمليًا علاج الجرحى فيه.

أمّا رائد، الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملًا، فهو ينام على بطانية قديمة تحت درج قرب قسم الطوارئ القديم، ويؤكد أنّ عائلته المكونة من تسعة أفراد "ليس لديها مال" لشراء خيمة. وبنبرة ملؤها الحزن يضيف الشاب البالغ 24 عامًا: "لا أحد يشفق علينا". 

ويوضح أنّ جيش الاحتلال أجبرهم على مغادرة منزلهم الواقع في ساحة الشوا بحي الدرج. ويقول: "دخل الخميس ليلاً الجيش على بيتنا واعتدوا علينا وأنا جردوني من الملابس وعصبوا عينيّ وربطوا يديّ وفي الصباح تركونا وقالوا لنا اذهبوا". 

وتنام شقيقته منال، البالغة ثماني سنوات، وهي تسند رأسها على بعض الملابس. تجلس والدتهما قربهما، وتضع إلى جانبها بعض الخبز وعلبة جبن في صندوق كرتوني صغير وقارورة ماء غير ممتلئة.

وجاء في رسالة جديدة بعثها الجيش الإسرائيلي السبت إلى سكان شمال قطاع غزة، حيث الأوضاع الإنسانية يرثى لها، "من أجل سلامتكم، يحثّكم الجيش الإسرائيلي على الإخلاء (…) إلى المناطق الآمنة". لكنّ منظمات دولية ندّدت بعدم وجود مناطق لا تتعرض للقصف في القطاع الساحلي الضيق.

وتعرّضت المستشفيات، المحمية بموجب القانون الإنساني الدولي، لقصف إسرائيلي مرات عدة في قطاع غزة منذ بدء العدوان على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

واستشهد حوالي 18 ألف فلسطيني في القطاع الفلسطيني الصغير والمحاصر، وفق وزارة الصحة في غزة.

وبحسب الأمم المتحدة، فقد اضطر نحو 1,9 مليون نسمة، أي ما يقرب 80% من سكّان القطاع، إلى النزوح عن منازلهم منذ بداية الحرب. ويُعتقد أنّ مئات الآلاف ما زالوا موجودين في الشمال، حيث يستعر القتال.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close