على مدى 40 يومًا من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، روّجت الآلة الإعلامية الإسرائيلية زيفًا أنّ مجمع الشفاء الطبي في غزة يمثّل مقرًا لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" ومركزًا لعملياتها.
وبعد أيام على حصار مجمع الشفاء الطبي، اقتحم جيش الاحتلال المستشفى، لكنّه لم يجد سوى الجرحى والأطباء والأطفال الخُدج ومرضى غسيل الكلى.
ادعاءات الاحتلال حول مجمع الشفاء الطبي
وظهر الاحتلال بصورة الكاذب أمام العالم أجمع، إذ لم يستطع بثّ أي دليل على وجود نفق واحد أو أسلحة أو ما شابه.
وقبل الفجر اقتحمت قوات الاحتلال المستشفى بالدبابات في عملية انتظرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتقديم صورة نصرٍ للإسرائيليين.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان، أنّ وحداته تنفّذ عملية دقيقة ومحددة الهدف ضد "حماس" في منطقة محددة في مستشفى الشفاء، بناءً على معلومات استخباراتية وضرورات عملياتية.
وبعد اقتحام قوات الاحتلال قسم الأطفال الخُدج ومبنى الجراحات والطوارئ، أملًا بالعثور على أي دليل يُثبت صدق رواية جيش الاحتلال المعلنة أمام العالم، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنّه لا تتوفر أي معلومات عن وجود رهائن في المستشفى.
وغرّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس على منصّة "إكس" قائلًا إنّ المنظمة "فقدت الاتصالَ بالطواقم الطبية في مجمع الشفاء، بعدما بدأت القوات الإسرائيلية مداهمة المستشفى. نحن قلقون للغاية على سلامتهم وسلامة مرضاهم".
إدانة اقتحام مجمع الشفاء
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، اقتحام المستشفى واعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع خبر اقتحام الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء
وعلّق نورس أبو صالح بسخرية على خبر الاقتحام قائلًا: "تمت السيطرة على مقر كتيبة الخُدّج في مستشفى الشفاء، ووضعت قوات الاحتلال يدها على التجهيزات الخاصة بغرف الإنعاش والجراحة، وأقسامِ قيادة الطوارئ والعمليات الدقيقة والولادة".
ورأى الصحافي معاذ حامد أنّ اقتحام المستشفى "أكبر فشل استخباري إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر في قطاع غزة. لا أنفاق في مستشفى الشفاء، ولا مخطوفين، ولا قيادات للمقاومة".
أما أدهم أبو سلمية فكتب: "فَرق كبير بين رمزية سقوط فرقة غزة في جيش الاحتلال الصهيوني خلال ساعات، وانهيار صورته وكسر هيبته، وبين اقتحام جيشه المهزوم مستشفى الشفاء".