يتمتع كل فرد بنمط زمني مختلف يحدد الوقت الذي يكون فيه الشخص أكثر نشاطًا خلال اليوم. يُعرف الشخص الذي يستيقظ باكرًا ويكون في قمة نشاطه صباحًا بأنه صباحي أو "طائر مبكر"، بينما يُطلق على الشخص المسائي الذي ينجز أعماله ليلًا ثم ينام حتى وقت متأخر اسم "بومة الليل".
ووفقًا لدراسة حديثة نشرها موقع "ميديكال نيوز توداي"، فقد قامت الدراسات السابقة بمقارنة هذين النمطين الزمنيين لمعرفة تأثير كل منهما على مستويات النشاط البدني والعقلي والتمثيل الغذائي والصحة المعرفية. وقد أظهرت الدراسة الحديثة أن الأفراد الذين يكونون أكثر نشاطًا في المساء يقدمون أداء أفضل في الاختبارات المعرفية مقارنة بأولئك الذين يكونون أكثر نشاطًا في بداية اليوم.
تأثير النوم على الصحة العقلية
وفقًا لزميلة أبحاث الدكتوراه في المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية في قسم الجراحة والسرطان بالكلية الإمبراطورية في لندن، راها ويست، فإن فهم تأثير النوم على وظائف المخ أمر ضروري لأن النوم يؤثر على مختلف جوانب الصحة، ويلعب دورًا رئيسيًا في الوظيفة الإدراكية، وتوحيد الذاكرة، والتوازن العاطفي، والصحة العقلية بشكل عام.
كما ترتبط نوعية النوم ومدته بالعديد من المشكلات الصحية، مثل زيادة خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي والتدهور المعرفي وضعف الأداء اليومي.
مدة النوم المثالية للحفاظ على صحة الدماغ
وقد وجدت دراسة حديثة أعدتها ويست ونُشرت في مجلة "بي أم جاي بابليك هيلث" إن النوم بين 7 إلى 9 ساعات كل ليلة يعتبر مثاليًا لصحة الدماغ.
وأظهرت الدراسة، التي شملت بيانات من أكثر من 26000 شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 53 و86 عامًا والذين كانوا مدرجين في البنك الحيوي في بريطانيا، أن النوم أقل من 7 ساعات أو أكثر من 9 ساعات يؤثر سلبًا على درجات الاختبارات المعرفية.
ونقل "ميديكال نيوز توداي" عن ويست قولها: "إن اكتشافنا للعلاقة بين مدة النوم والوظيفة الإدراكية، أمر مهم لأنه يتماشى مع الأدلة الموجودة ويسلط الضوء على أهمية النوم الأمثل للحفاظ على الصحة الإدراكية".
المسائيون أفضل أداء في الاختبارات المعرفية
كما قام العلماء بتقييم الاختبارات المعرفية للمشاركين في الدراسة اعتمادًا على أنماط حياتهم الزمنية، ووجدوا أن الذين كانوا أكثر نشاطًا في المساء، كان أداؤهم أفضل في الاختبارات المعرفية من الذين كانوا أكثر نشاطًا في بداية اليوم.
ووجد العلماء أيضًا أن المشاركين الذين لم يعرّفوا أنفسهم على أنهم أشخاص صباحيون أو مسائيون قد حققوا درجات مرتفعة في الاختبار الإدراكي مقارنةً بالأشخاص الصباحيون.
وبحسب موقع "ميديكال نيوز توداي"، فقد أظهرت دراسات سابقة أن الاضطرابات في إيقاعات الساعة البيولوجية، مثل تلك الناجمة عن العمل بنظام الورديات أو السفر عبر المناطق الزمنية، قد تؤثر سلبًا على القدرات المعرفية.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت راها ويست وفريقها أن المشاركين الأصغر سنًا والذين لا يعانون من أمراض مزمنة سجلوا درجات أعلى في الاختبارات المعرفية.
