قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي، إن وفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لم يشارك في جولة مفاوضات القاهرة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لافتًا إلى أن الوفد ذهب إلى القاهرة بدعوة من الوسطاء المصريين والقطريين ليستمع إلى النتائج التي توصلوا إليها مع الأميركيين.
وفي إطلالة من استديوهات التلفزيون العربي في لوسيل، قال الهندي إن وفد حماس عاد إلى الدوحة، نافيًا وجود أي وفد من الحركة لكي يفاوض في مسائل فنية.
وشدد الهندي على أن الإشكالية لا تتعلق بالمسائل الفنية، بل بالأسس التي تُبنى عليها عملية وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
"تصريحات تخاطب الداخل الأميركي"
واعتبر نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي، أن التصريحات الأميركية التي تحدثت عن استمرار المفاوضات على الصعيد التقني موجهة للداخل الأميركي، وتحديدًا للناخب الديمقراطي، حيث يطالب بعض الديمقراطيين بوقف المجازر في غزة ووقف إمداد إسرائيل بالسلاح.
ولفت الهندي إلى أن عودة طلاب الجامعات الأميركية للتظاهر مع بدء العام الدراسي ستشكل ضغطًا في بعض الولايات المتأرجحة لا سيما ميشيغان.
وقال: "يريد الأميركيون أن يمنحوا من خلال هذه التصريحات غير الحقيقية اطمئنانًا بأن الإدارة الأميركية تعمل من أجل الداخل".
كما أشار نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرسل مفاوضين لعرقلة التوصل إلى اتفاق في جميع القضايا العالقة تقريبًا.
"نتنياهو يعرقل مساعي التوصل لاتفاق"
وانتقد الهندي تصريحات نتنياهو بشأن محور نتساريم فيما حسمت المقاومة الجدل بشأنه وتم تجاوزه وجرى الاتفاق عليه، بحيث تنسحب القوات الإسرائيلية منه إلى محور صلاح الدين في الأسبوع الأول من تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق ثم تنسحب إلى الحدود.
ورأى الهندي أن نتنياهو يريد أن يتلكأ عبر إرسال وفود مجردة من الصلاحيات إلى جولات المفاوضات. وقال: "من الواضح أن نتنياهو لا يريد الاتفاق لأسباب شخصية وسياسية وأيديولوجية"
لكنه اعتبر أن الأمر لا يتعلق بنتنياهو فقط بل بالمجتمع الإسرائيلي الذي يميل إلى التطرف، حيث ساهمت الاغتيالات في لبنان وطهران، باعتبارها إنجازات تكتيكية لنتنياهو، في رفع شعبيته.
"المقاومة حريصة على وقف مجازر الاحتلال"
وبشأن أهمية مشاركة حماس في المفاوضات، أشار الهندي إلى أن المقاومة تريد أن تُعطي رسالة للشعب الفلسطيني بأنها حريصة على وقف مجازر الاحتلال في غزة، وبأنها تتيح أي مجال للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.
وشدّد على أن الموقف الذي اتخذته المقاومة الفلسطينية وعبّرت عنه حماس هو موقف الثاني من يوليو/ تموز، والذي بُني على ورقة إسرائيلية، كما وصفها الرئيس الأميركي جو بايدن، ووافق عليها مجلس الأمن الدولي.
وثمّن الهندي مرونة المقاومة في موافقتها على مقترح 2 يوليو، حيث وافقت على انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع ووقف الحرب على مراحل. لكنه يرفض إعطاء ورقة المقاومة الرابحة، أي الأسرى، إلى إسرائيل ثم تعود لاستئناف عدوانها على غزة.
"الكرة في ملعب الوسطاء"
إلى ذلك، رأى الهندي أن "الكرة الآن في ملعب الوسطاء وعليهم أن يضغطوا بالوسائل المتاحة للتوصل إلى اتفاق"، لافتًا إلى أن الرؤية الإستراتيجية موحدة لدى إسرائيل والولايات المتحدة، فواشنطن لا تريد أن ترى مقاومة في المنطقة، لكن غيّرت من لهجتها لأسباب داخلية.
واعتبر أن "استمرار المقاومة وقوتها في الميدان سيساعد الشعب الفلسطيني على إجبار إسرائيل على الوصول إلى صفقة معقولة"، لافتًا إلى أن المقاومة تخوض "حرب استنزاف" لا تستطيع إسرائيل تحملها.
كذلك شرح الهندي أن الميدان يفرض نفسه في هذه المعركة، حيث تقوم فصائل المقاومة بعمليات مشتركة منسقة ضد قوات الاحتلال وآلياته، لافتًا إلى أن فصائل المقاومة تحمل "رؤية للتنسيق أمام حرب الجميع".
وعبّر الهندي عن مخاوف بشأن مستقبل الضفة الغربية، معتبرًا أن نتنياهو يريد أن يضغط على الفلسطينيين في الضفة التي يسعى في ما بعد لضمها إلى إسرائيل ووضع سلطة فلسطينية متجددة، وفقًا لمواصفات تل أبيب وواشنطن.