Skip to main content

انتخابات محلية ألمانية في ظل أزمة الطاقة.. اختبار لشعبية حزب "المستشار"

الأحد 9 أكتوبر 2022

يصوّت الألمان، اليوم الأحد، في ولاية ساكسونيا السفلى الساحلية ضمن انتخابات محلية، ستمثّل اختبارًا لحزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي في ظل أزمة طاقة متفاقمة.

وفتحت صناديق الاقتراع عند الساعة 08:00 صباحًا بالتوقيت المحلي، بينما تشير أحدث الاستطلاعات إلى تقدّم ضئيل لحزب شولتس اليساري، على حزب المستشارة السابقة أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي المحافظ.

ويهيمن القلق حيال ارتفاع أسعار الطاقة على الانتخابات في المنطقة الواقعة شمال غربي البلاد، والمطلة على بحر الشمال، ليعطي لمحة عن المزاج العام الوطني في وقت تعاني أكبر قوة اقتصادية في أوروبا من تداعيات الهجوم الروسي على أوكرانيا.

"قلق على الوجوه"

رئيس وزراء ساكسونيا السفلى شتيفان فايل والذي يحظى بشعبية واسعة وينتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، قال عن الاقتراع إنه "الأصعب في حياتي"، في وقت يسعى للفوز بولاية ثالثة. وأضاف لمجلة "فيرتشافت فوخه": "لم يسبق لي قط أن رأيت هذا العدد الكبير من التساؤلات والقلق على وجوه المواطنين".

ويصوّر فايل (63 عامًا) نفسه على أنه يوفر الأمان في فترات الاضطرابات، كما يسعى إلى أن تلعب ساكسونيا السفلى، مقر شركة "فولكسفاغن" العملاقة لصناعة السيارات، ومعظم توربينات الرياح الألمانية، دورًا في الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.

ورحّب فايل بصندوق للطاقة بقيمة 200 مليار يورو (198 مليار دولار) كشف عنه شولتس مؤخرًا بهدف حماية المستهلكين الألمان من صدمات ارتفاع الأسعار.

شتيفان فايل مرشح الحزب الإشتراكي الديمقراطي -غيتي

"ضربة خطيرة"

بدوره، يرى منافس فايل الأبرز، وزير الولاية لشؤون الاقتصاد برند ألتهوسمان المنتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي بأن حزمة الدعم الضخمة تفتقر إلى الوضوح. ويتهم الحكومة الفدرالية بالتحرّك ببطء شديد في ظل تفاقم المخاوف من الركود.

ووصف ألتهوسمان (55 عامًا) انتخابات الأحد بأنها ستكون بمثابة حكم شعبي على حكومة شولتس الائتلافية في برلين والتي تضم الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر والحزب الديمقراطي الحر (ليبرالي).

وقال لصحيفة "راينيش بوست": "إذا أصبح الحزب المسيحي الديمقراطي الأقوى في ساكسونيا السفلى، وهو أمر واقعي، فسيشكّل الأمر ضربة خطيرة للحكومة الفدرالية المنقسمة أساسًا".

الاستطلاعات بالأرقام

استطلاعات الرأي أكدت بأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي متصدر في ساكسونيا السفلى (31 إلى 33%)، يليه المسيحي الديمقراطي (27 إلى 28%). وازداد الفارق بينهما خلال الأيام الأخيرة.

ومن شأن انتصار الاشتراكيين الديمقراطيين أن يعزز موقعهم، بعدما خسروا في آخر اقتراعين نظما في ولايتي شمال الراين فستفاليا وشلسفيغ هولشتاين لصالح المسيحيين الديمقراطيين.

وأما الخضر، فيتوقع بأن يحصلوا على حوالي 16%، وهو أفضل أداء لهم في الولاية التي تعد 6,1 ملايين ناخب.

وتشير الاستطلاعات إلى أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتشدد يحظى بنحو 11% من نوايا التصويت، أي ما يعادل تقريبًا ضعف الأصوات التي حصل عليها في انتخابات 2017. وأما الحزب الديمقراطي الحر، فيرجّح بأن يحصل على حوالي 5% من الأصوات، وهي العتبة التي يحتاجها للدخول إلى البرلمان الإقليمي.

برند ألتهوسمان مرشح الحزب المسيحي الديموقراطي - غيتي

معركة حول "إمسلاند"

مصير محطة "إمسلاند" للطاقة النووية الواقعة في ساكسونيا السفلى يشكل أبرز نقطة خلافية في الانتخابات، علمًا بأنها واحدة من ثلاث محطات ما زالت في الخدمة في ألمانيا.

ورد ألتهوسمان بغضب على قرار برلين المضي قدمًا بتنفيذ خطة إغلاق "إمسلاند" هذا العام، رغم الحاجة الملحة لتنويع مصادر الطاقة في وقت تخفف ألمانيا اعتمادها على الغاز والنفط الروسيين.

ومؤخرًا، أعلن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك المنتمي إلى الخضر المناهضين عادة للطاقة النووية، بأن المحطتين الأخريين ستبقيان في الخدمة حتى أبريل/ نيسان 2023، في تحول تاريخي في المواقف.

فايل بدوره، أيد موقف برلين، مشيرًا إلى أن "إمسلاند" ليست ضرورية لضمان إمدادات الطاقة في ساكسونيا السفلى، رغم إقراره بأن مناطق أخرى قد تواجه صعوبات مع قدوم فصل الشتاء.

وشدد المرشحان على دور ولايتهما المحوري في خفض الاعتماد على الطاقة الروسية، مشيرين إلى بناء محطات لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في ميناءي شتاده وفيلهلمسهافن.

ورغم أن الاشتراكيين الديمقراطيين والمسيحيين الديمقراطيين يحكمون بشكل مشترك في ساكسونيا السفلى، فقد استبعد فايل هذه المرة إمكانية تكرار تجربة تشكيل ائتلاف من اليمين واليسار.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة