حذّرت منظمة الصحة العالمية، يوم أمس الخميس، من أنّ منطقة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، ستشهد هذا العام أسوأ موسم لحمّى الضنك على الإطلاق، في تفشٍّ للوباء عزته إلى الاحتباس الحراري وظاهرة إل "نينيو" المناخية.
وحمّى الضنك هو مرض فيروسي ينتقل عن طريق لدغة بعوضة مصابة بالفيروس.
ملايين الإصابات بحمّى الضنك
ومنذ مطلع العام، أي في أقلّ من ثلاثة أشهر، سجّلت السلطات الصحية في المنطقة أكثر من 3.5 مليون إصابة بالفيروس نجمت عنها ألف وفاة.
وقال خارباس باربوسا، مدير منظمة الصحة للأميركتين، الفرع الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إنّ "هذا الأمر مدعاة للقلق لأنّه يمثّل ثلاثة أضعاف الحالات المبلّغ عنها في نفس الفترة من عام 2023 الذي كان عامًا قياسيًا إذ سجّلت خلاله أكثر من 4.5 مليون حالة".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي أنّ العام 2024 "سيكون على الأرجح أسوأ موسم لحمّى الضنك على الإطلاق في أميركا".
وارتفعت معدلات الإصابة به بمقدار ثمانية أمثال على مستوى العالم منذ عام 2000، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تغير المناخ وزيادة حركة السفر والتنقلات والتوسع الحضري.
ويتسبّب هذا المرض الفيروسي بارتفاع في درجة الحرارة، وفي حالات نادرة يمكن أن يتطور إلى شكل أكثر خطورة يسبّب نزيفًا. ومن النادر للغاية أن يتسبب هذا المرض بوفاة المصاب به إذ إنّ نسبة الوفيات الناجمة عنه تناهز 0.01%.
ما علاقة المناخ بحمّى الضنك؟
وينتشر الفيروس على نطاق واسع في البلدان الحارة، ويتفشّى بشكل رئيسي في المناطق الحضرية وشبه الحضرية ويصاب به حول العالم سنويًا ما بين 100 إلى 400 مليون شخص، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وعلى الرّغم من أنّ الزيادة في أعداد المصابين بالفيروس سجّلت في معظم دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، إلا أنّ هذه الزيادة كانت ملحوظة في ثلاث دول هي البرازيل والباراغواي والأرجنتين.
وإلـ "نينيو" ظاهرة مناخية طبيعية تترافق مع ارتفاع درجة حرارة جزء كبير من المحيط الهادئ الاستوائي، وتحدث كل سنتين إلى سبع سنوات، وتستمر ما بين تسعة إلى 12 شهرًا، كما تبدّل هذا الظاهرة دوران الغلاف الجوي على مستوى الكوكب، وترفع الحرارة في مناطق بعيدة، وهي تحدث حاليًا في سياق مناخ معدّل بفعل الأنشطة البشرية، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.