انتقد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا السبت دعوات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "عدم إذلال روسيا"، معتبرًا أن هذا الموقف يؤدي إلى "إذلال فرنسا".
وقال كوليبا على تويتر إن "الدعوات لتجنب إذلال روسيا تؤدي فقط الى إذلال فرنسا أو أي بلد آخر لأن روسيا هي التي تذل نفسها. من الأفضل أن نركز جميعًا على كيفية إعادة روسيا إلى مكانها. من شأن ذلك أن يجلب السلام وينقذ الأرواح".
وكان الرئيس ماكرون أشار في حديث مع الصحافة الإقليمية الفرنسية، إلى أنه ينبغي "عدم إذلال روسيا بحيث نتمكن في اليوم الذي تنتهي فيه المعارك من بناء مسار خروج بالقنوات الدبلوماسية". وأثار هذا الموقف استياء في شرق أوروبا.
وماكرون هو من القادة الدوليين القلائل الذين يحاولون إقامة حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولفت الرئيس الفرنسي إلى أن نظيره الروسي قد ارتكب "خطأ إستراتيجيًا وأساسيًا" بمهاجمته أوكرانيا، مبينًا أنه بات اليوم "معزولًا".
زيادة الدعم لأوكرانيا
وتقدم فرنسا دعمًا ماليًا وعسكريًا الى أوكرانيا، لكن ماكرون لم يتوجه حتى الآن الى كييف بعد بدء الحرب بخلاف عدد من نظرائه الأوروبيين.
وردًا على سؤال حول إمكانية زيارته لأوكرانيا، رد الرئيس الفرنسي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي حتى 30 يونيو/ حزيران: "اليوم، لا أستبعد شيئًا".
وزار إيمانويل ماكرون كييف في الثامن من فبراير/ شباط، بعد يوم من لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، حين كثف جهوده لتجنب الصراع، بدون جدوى قبل الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.
منذ ذلك الحين، لم يعد ماكرون إلى هناك، بينما جعلت انتكاسات القوات الروسية في شمال أوكرانيا من كييف وضواحيها ومدينتي بوتشا وإيربين اللتين شهدتا مجازر مقصدًا لرؤساء الدول والحكومات الأجنبية.
أكثر من 100 يوم على حرب #أوكرانيا.. جبهات مستعرة ولا بوادر لمفاوضات قريبة #روسيا تقرير: سلمان النجار pic.twitter.com/XkBStKpEjt
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 4, 2022
وكشف ماكرون في حديثه أن بلاده تريد زيادة الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا. وأشار أيضًا إلى أنه سيتم "تعويض" كميات مدافع قيصر التي تسلمها فرنسا للجيش الأوكراني.
وأردف ماكرون في هذا الصدد: "لقد طلبت من صناعيينا تسريع إنتاج الأسلحة، فالمسألة ليست فقط تجديد مخزوننا ولكن أيضًا تعزيز استقلاليتنا".
أربعة قتلى من المتطوعين في أوكرانيا
في غضون ذلك، أكدت أوكرانيا، اليوم السبت، مقتل أربعة متطوعين عسكريين أجانب يقاتلون القوات الروسية.
وأعلن "الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا" وهو كتيبة رسمية من المتطوعين، مصرع الرجال الأربعة وهم من ألمانيا وهولندا وأستراليا وفرنسا لكن من دون تحديد ظروف الوفاة.
وفي 21 مايو/ أيار الماضي أقيمت مراسم دفن الهولندي الذي أورد البيان اسمه رونالد فوغلار. وقال رفاقه إنه قتل بنيران المدفعية. وأُفيد عن مقتل الأسترالي في مايو، وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية وفاته.
وقالت صحيفة تسمانيا ميركوري إن الرجل يدعى مايكل تشارلز أونيل ويبلغ 47 عامًا. وذكر تعليق على فيسبوك إنه كان "ينقل الجرحى والمصابين من الخطوط الأمامية".
وكانت باريس قد أكدت، أمس الجمعة، أن متطوعًا فرنسيًا قتل في معارك في أوكرانيا عقب تقارير عن مقتله بنيران المدفعية في منطقة خاركيف. وأُرفق البيان الرسمي السبت بصور للرجال بلباس عسكري حاملين أسلحة خفيفة.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تشكيل القوة الأجنبية في الأيام الأولى للحرب ثم قالت كييف بعيد إعلانه إنها تلقت قرابة 20 ألف طلب.
ويُعتقد أن النزاع الذي تجاوز مئة يوم، جذب عددًا كبيرًا من المتطوعين من جورجيا، الجمهورية السوفيتية السابقة التي خاضت حربًا وجيزة مع روسيا في 2008.
وقالت روسيا هذا الأسبوع إنها قتلت "مئات" المقاتلين الأجانب في أوكرانيا منذ بدء اجتياحها العسكري، وأوقفت تدفق المزيد.