الجمعة 20 Sep / September 2024

الحرب بأوكرانيا جاوزت 100 يوم.. الميدان مشتعل وكييف تتعهد بتحقيق النصر

الحرب بأوكرانيا جاوزت 100 يوم.. الميدان مشتعل وكييف تتعهد بتحقيق النصر

شارك القصة

نافذة إخبارية ضمن "الأخيرة" حول التطورات في أوكرانيا بمضي 100 يوم على بدء الحرب (الصورة: رويترز)
بعد مئة يوم على بدء الهجوم، حذر منسق الأمم المتحدة لشؤون  أوكرانيا أمين عوض من أنه "ليس هناك ولن يكون هناك أي طرف منتصر في هذه الحرب".

تعد الحرب الروسية على أوكرانيا اليوم الأول بعد المئة. بالأمس، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنّ بلاده ستنتصر على روسيا، فيما أشارت موسكو التي تركز قواتها في منطقة دونباس الشرقية إلى أنها حققت "بعض" أهدافها.

ونجحت موسكو منذ بدء هجومها العسكري على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، في زيادة الأراضي التي تسيطر عليها في أوكرانيا بثلاثة أضعاف، فباتت تحتل حوالي 125 ألف كلم مربع تشمل شبه جزيرة القرم والمناطق المحتلة من منطقة دونباس وجنوب أوكرانيا، على ما أوضح زيلينسكي.

وبعد مئة يوم على بدء الحرب، التي أوقعت آلاف القتلى، حذر منسق الأمم المتحدة لشؤون  أوكرانيا أمين عوض من أنه "ليس هناك ولن يكون هناك أي طرف منتصر في هذه الحرب"، قائلًا: "نحن بحاجة إلى السلام. يجب أن تتوقف الحرب".

وأضاف: "خلال ثلاثة أشهر ونيف، أُجبر نحو 14 مليون أوكراني على مغادرة منازلهم، معظمهم نساء وأطفال"، في ظاهرة "غير مسبوقة في التاريخ".

لكنّ طرفَي النزاع لا يُبديان أيّ استعداد لاستئناف مفاوضات السلام المتعثرة منذ أسابيع.

وأكد زيلينسكي الجمعة أن "النصر سيكون حليفنا"، في فيديو قصير نشره على إنستغرام يظهر فيه أمام مقر الرئاسة في كييف محاطًا بعدد من مساعديه.

من جانبه، أعلن الكرملين تحقيق "بعض" أهداف الهجوم الذي شنته بلاده من أجل "اجتثاث النازية" في أوكرانيا وحماية السكان الناطقين بالروسية فيها، فأشار إلى "تحرير العديد من القرى" ما أتاح لسكانها العودة إلى "حياة هادئة".

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لصحافيين إن "هذا العمل سيتواصل حتى تحقيق كل أهداف العملية العسكرية الخاصة".

معارك "في وسط المدينة" 

ميدانيًا، أقر زيلينسكي الخميس الماضي بأن الوضع في شرق أوكرانيا "صعب فعلًا"، موضحًا: "نحن نخسر بين ستين ومئة جندي يوميًا يُقتلون في المعارك ونحو 500 جريح".

وقال: "حققنا بعض النجاح في معركة سيفيرودونتسك" العاصمة الإدارية لمنطقة لوغانسك، التي تشكل مع منطقة دونيتسك حوض دونباس. 

وتدارك بالقول: "لكن ما زال الأمر مبكرًا جدًا. هذه أصعب منطقة في الوقت الحالي"، مشيرًا إلى صعوبات في مدن أخرى من المنطقة.

وذكرت الرئاسة الأوكرانية أن "المعارك تتواصل في وسط مدينة" سيفيرودونيتسك صباح الجمعة، مضيفة أن "المحتل الروسي يواصل قصف البنى التحتية المدنية والجيش الأوكراني في مناطق سيفيرودونيتسك وبوريفسكي وأوستينيفكا وليسيتشانسك".

وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي صباح الجمعة: "إننا نقاتل ونسيطر على كل متر من منطقة لوغانسك". 

وأضاف أن القوات الروسية "تدمر منذ مئة يوم كل ما كان يميز المنطقة".

وتواصل القوات الروسية قصف منطقة دونيتسك، ولا سيما سلوفيانسك الواقعة على مسافة حوالي 80 كلم غرب سيفيرودونيتسك. ويعاني سكان المنطقة نقص الغاز والمياه والكهرباء بحسب كييف.

وتنتظر أوكرانيا تسلم أنظمة إطلاق صواريخ أقوى، وعد بها الرئيس الأميركي جو بايدن على أمل أن يغير ذلك ميزان القوى.

ميدانيًا أيضًا، أعلنت وكالة رويترز للأنباء الجمعة أن اثنين من صحافييها أُصيبا بجروح طفيفة في شرق أوكرانيا، فيما قُتل سائقهما الذي اختاره لهما الانفصاليون الموالون لروسيا.

ويبدي الأوكرانيون في الجنوب مخاوف من احتمال ضم موسكو مناطق احتلتها القوات الروسية، بينما تحدثت موسكو عن تنظيم استفتاءات اعتبارًا من يوليو/ تموز. 

حظر أوروبي على النفط الروسي 

إلى ذلك، حظر الاتحاد الأوروبي رسميًا الجمعة القسم الأكبر من واردات النفط الروسي، على أن يصبح القرار نافذًا بحلول ستة أشهر، في سادس مجموعة من العقوبات يفرضها على موسكو سعيًا لحرمان الكرملين من مصدر تمويل ضخم لحربه على أوكرانيا.

كما وسّع الاتحاد الأوروبي لائحته السوداء لتشمل ستين شخصية إضافية، بحسب العقوبات التي نُشرت الجمعة في الصحيفة الرسمية للاتحاد الأوروبي.

وبين هذه الشخصيات الجديدة الرياضية الروسية السابقة ألينا كاباييفا، التي تشير وسائل إعلام إلى أنها على علاقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولو أنه نفى الأمر، لدورها في نشر "دعاية" الكرملين، وفق ما نشر الجمعة.

كما أقصيت ثلاثة مصارف روسية من نظام سويفت للتحويلات المالية الدولية، بينها "سبيربنك"، أكبر بنك في روسيا. 

بوتين: لا مشكلة في تصدير الحبوب

في سياق متصل، أكد بوتين الجمعة في مقابلة متلفزة أنه "ليس ثمة مشكلة في تصدير الحبوب من أوكرانيا"، لافتًا إلى سبل عدة للتصدير عبر موانئ أوكرانية أو أخرى تسيطر عليها موسكو أو عبر وسط أوروبا وشرقها.

ورأى أن الغربيين "يخادعون" حين يتهمون موسكو بالحؤول دون تصدير الحبوب من أوكرانيا.

من جهته، اتهم سفير أوكرانيا لدى أنقرة الجمعة روسيا بـ"سرقة" محاصيل حبوب أوكرانية وتصديرها إلى دول عدة بينها تركيا.

وقال فاسيل بودنا إن "روسيا تسرق الحبوب الأوكرانية بوقاحة وتشحنها إلى الخارج من شبه جزيرة القرم، بما في ذلك إلى تركيا".

"محاولة وصول إلى انتصار تكتيكي"

تعليقًا على التطورات، يشير الباحث السياسي هلال العبيدي إلى أن الجميع أدرك بمرور 100 يوم على الحرب، أن من السهولة إشعال فتيلها، ولكن من الصعوبة إيقافها والوصول إلى تفاهمات معينة من خلال فرض الأمر الواقع وقوة السلاح.

ويقول في حديثه إلى "العربي" من باريس: اليوم لا نعتقد أن روسيا حققت أهدافًا، لا سيما فيما يخص المدى الذي كان مرسومًا منذ بداية الحرب، ومحاولة الاقتراب من كييف وفرض حكومة موالية لموسكو.

وفيما يشير إلى أن هذا الموضوع انتهى، يلفت إلى أن ما تحاول روسيا فعله الآن هو الوصول إلى انتصار تكتيكي معين بفرض سيطرتها على إقليم دونباس و"الجمهوريتين"، وعلى كامل بحر آزوف، ثم الدخول في مفاوضات جادة مع الغرب. 

ويذكر بأنه "بينما كان الهدف الأول المعلن للروس هو نزع أسلحة أوكرانيا، تحقق العكس"، مبينًا أن نسبة السلاح زادت في أوكرانيا، وأن هذا تطور نوعيا وتكنولوجيا أيضًا.

كما يذكر بأن الهدف الثاني المعلن هو إيقاف تقدم حلف الناتو، غير أن فنلندا والسويد تقدمتا بطلب رسمي للانضمام إليه. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close